يقول نزار قباني :
الشخص الذي يجعلك من اساسيات يومه
يستحق ان تبني له في قلبك وطناً يليق به
~~~~~~~
كان لي جدة ...
تفرح عندما نتجمع حولها
اشتقت لها
والان هي بين القبور وحيدة , فارحمها ياالله وارزقها الفردوس الاعلى
اللهم ارحم كل عزيز وغالي افتقدناه
~~...
( جدتي ملتزمة في الصلاة .. رغم كبر سنها إلا اني لم اراها في مرة تفوت صلاة واحدة )
_________________
طلبتها ونالتها
جاء عيد الفطر وكــالعادة نذهب لعائلة أبي ونقضي العيد معهم ونترك جدتي معهم لمدة شهر ... وفي عيد الأضحى نذهب لعائلة أمي
ذهبنا واقضينا وقتًا ممتعًا مع عائلتنا التي لا أراها سوى في المناسبات كـــ رمضان والأعياد والأفراح ..
وذهبنا لبيتنا في القاهرة بدون جدتي .. لانها ستقعد معهم شهرًا كاملًا .. لا اعلم كيف وهي متعبة ... اجل لقد كانت متعبة جدًا حتى اننا شككنا في أنه فيروس كرونا !!
ولم يمضِ سوى بضعة أيام حتى أيقظتني أمي من نومي وقالت لي : اصحي بسرعة هنروح البلد ..
هاجر بأستغراب : احنا لسه جايين منها يا ماما ..
أمي : تيتا اتوفت !!!!!!!!!
هاجر بصدمة : ايه ازاي ؟
أمي بحزن : ايوا ... بابا جاله تلفون الفجر ان تيتا ماتت .. هي كانت تعبانة اصلا ومعلقينلها محلول واكسجين .. يلا البسي بسرعة
ذهبتُ للحمام لأغسل وجهي وانا مصدومة ولا استطيع التصديق !! معقول .. لا انا لا اصدق .. لا اصدق اننا سنجلس بدونها .. من سيحكي لي قصص وحكايات ؟.. من سيدافع عني .. من سيتوسط لي عند امي من اجل ان تعطيني الهاتف .. من سيسلينا .. ومن اين تأتي البركة بدونها .. من اييييين ؟..
شعرت بالنـدم ... كنت انزعج في الأول ان جدتي تأخد معظم خزانتي .. كنت انزعج عندما تطلب مني ان املئ لها زجاجة المياة .. كنت انزعج عندما تطلب مني شيء .. اعترف بذلك .. والأن أنا نادمة .. اتمنى لو يرجع الزمن إلى الوراء لأصحح خطئي .. لكــن فات الأوان ..
وإلى الآن لا اصدق أساسًا ..
ارتديت اي شئ ظهر أمامي وركبناا السيارة وانطلقنا للبلد .. وبالطبع أبي منهار جدًا
أما انا لم تنزل من عيناي دمعة واحدة .. ليس لأني لست حزينة او انه لا يفرق معي او اني عديمة المشاعر .. بل لأني مازلت عند صدمتي ولم استوعب الخبر بعد !!...
أحيانا عندما ينصدم الأنسان لا يستطيع التكلم او التعبير عن ما بداخله لدرجة انه من الممكن أن تقول الناس انه بدون مشاعر .. لكن الأمر ليس كذلك .. هو فقط انه منصدم وانه من النوع الذي لا يستطيع التعبير عن ما بداخله
نعم كانت الدموع متحجرة في عيني , لكن لم استطيع البكاء وخصوصا اني من النوع الذي لا يحب البكاء أمام احد ..
_____________
وصلنا للجنازة واستقبلنا أبن عمي ... ذهب أبي وأخي للرجال .. ودخلت أنا وأمي للنساء في المنزل .. وعندما خطت رجلي عتبة المنزل سمعت بكاء ونحيب من أقاربي .. ذهبت وعزيتهم وأيضًا لم استطيع البكاء .. حولي بنات عمي يبكون وانا صامتة كأن دموعي جفت
_____________
تمنت أمنية وتحققت
بعد ان هدئت الأوضاع أخبرنا عمي أنهم وضعوا جدتي في الشقة التي فوقهم لأنهم شكوا انه من الممكن أن تكون (فيروس كورونا) وعلقوا لها محاليل و اكسجين وكانت متعبة جدًا .. كانو سيضعونها في مشفى حكومية لكن البعض لم يوافق لأن المستشفايات لا يوجد بها رعاية صحية 100% وفضلو علاجها بالمنزل ..
وأحيانا كان ينقص الأكسجين عندها ( مع العلم أنه يعتبر الأكسجين استراتيجية علاج مهمة لـ فيروس كورونا، ولكن إساءة استخدامه عامل مهم أيضًا، فإذا كان تشبع الأكسجين لديك هو 92 أو 93 أو 94 أو 95 أو أكثر من 96 ، فهذا يعني أن هناك كمية كافية من الأكسجين في جسمك (في الدم) وأن كمية كافية من الأكسجين تصل إلى أعضائك.)
وفي يوم عند الفجر جاء عمي البعيد نسبيا عن منزل العائلة ... وكانت عمتي تجلس معاها ولكنها قامت ل جلب شيء من المطبخ ..
وعند آذان الفجر ... لمس عمي رجل جدتي ووجدها مثل الثلج ... وضع يده ليقيس حرارتها وجدها أيضًا مثل الثلج وظل ينادي عليها ولم تجب ......
أختارت موتتها بنفسها .. ولأنها كانت من الملتزمين في الصلاة .. توفت عند آذان الفجر .. ومن شاب على شيء شاب عليه.. التزمت بالصلاة ف ماتت عند الآذان ..
رحلت ورحلت معها البركة
فارحمها يارب ورزقها الفردوس الأعلى
__________________
#رحمه_الله_على_جدتي
(عندما تدعي لأحد ف تقول لك الملائكة "ولك بالمثل" .. ادعو لجدتي بالمغفرة)
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
