أَدعَجُ العَينان

217 25 78
                                    

أَنتَ أَتيت كَغيثٍ أمطَر عَلى مُهجَتي بَعد جَفاف

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

أَنتَ أَتيت كَغيثٍ أمطَر عَلى مُهجَتي بَعد جَفاف .
———

نحن لا نتوقف عن البكاء لأننا ولدنا ونحنُ نبكي ولأن فكرة مغادرة الدفء الذي عشناه في بطون أمهاتنا ، كانت باردة وَ مُرعبة شعرنا فيها ونحنُ أطفال بالجشع ، جشع هذا العالم .

نحن كما نحن .

أخرجت السنين ما ظنناه ليس فينا وعاقبنا الوقت ، وثقتنا بالأبد ، الموت والعلاقات والمأساة .

كنا فكرة صغيرة جداً منذ ولادتنا ، ولكن محتشدة بالكثير فيها .

انا هي انتَ .
و انتَ انا .

السَادِس و العِشرون من شَهر دِيسمبر .

حَيثُ مَدينة بَرن عَاصِمة سَويسرا ، التَي تَعجُ بالسُكان الذينَّ يَجهزون مَنازِلهم لِسَنةٍ جَديدة تَطرُق الأَبواب .

تَتمشى بَين النَاس و تَغوص اقدامُها بين الثَلج .
فَتاةٌ بِشعر طويل تُغطيه بِقبعة صوفية كُحلي اللون تَقي أُذنيها مِن البَرد مَع سُترة صوفية ايضًا و بنطال طويل حَليبي اللون .
تَحملُ بين يَدها قالب كَيك صغير و باقة ورد .

دَفعت باب ذلك المَقهى الصَغير الدافئ تَبحثُ بِعيناها عَن رَفِيقاتُها ، حَيثُ عِند دُخولها اصدر جَرسًا صغير نغمةً لطيف فوق رأسِها ، يُعلن عن ضَيف جديد .

رأتهم يُلوحون لها فَـ اتجهت نحو طاوِلة بِالقُرب من النافِذة الطويلة التي تَستَطيع أَن ترى المَارة مِن خِلالها .

" صَباحُ الخَير يا رِفاق "
حَيتهُم بِـ بَسمةً ثُم اخذت مِن المَقعد بِجانب النافِذة مَكانًا لها و وَضعت الوَرد و الكيك بـ الكُرسي المُجاور لها .

تُحب لَيا هذا المَقهى ، جَميع مَن فيه في غاية اللُطف ، تُحب رائحة النِعناع الساخن هُنا ، تُحب رائحة القهوة التي تملئ المَقهى على الرُغم مِن انها تكره القهوة الا انها تَشعُرها بالدفئ .
تُحب المُوسيقى الهادئة هنا ، تَجعلها تُركز في دِراستها و الرَسم .

شُوكُولاته سَاخِنة ؛ بَارك سُونغهوونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن