زَحف بجسدهِ إلى أن وصَل لجثتهَا، ونَظر بعَيْنَيْنِ لَا تُفهَم، مَشاعرهُ غَريبة، مٕضطربَة، مَسح عَلى وجهها الذي اختَفت منهُ جزء من ملامحهَا وشَعر بدوارٍ تبعهُ سقوطهُ على جثتهَا مغمًا عليهِ بَعد أن تحدث ببضع كلمَاتٍ ناطقًا بِـ،: "هَل هَذا أنتِ حقًا يا أمي؟".
بَكى مَا شَاء أن يَفعل، إلى أن تورمَت عينَاهُ، بَكى وهُو يصْرُخ، رأى أشخَاصًا نجَوْ مثلهُ من بعيدٍ يُناظرونهُ. يُشاركُونهُ المِحنة، أحنَوْ رؤسَهم كأنهُم يُعزّونهُ.
جَلس وضَمّ جسدهُ مرتعشًا، مناظرًا أمهُ، ماتَت وهي تَحميهِ! ولَيس العكس! كَان يجب أن يَكون هُو الذي يمُوت ولَيس هيَ..انهَا لَا تستحقّ ذلك أبدًا.
الشّارعُ قَد دُمّرت مَعالمهُ تمامًا، انهَدمت البِيوت ومَاتت مُعظم العَوائل، رُبما لم يتبَقى من كُل عائلة إلا شَخصًا أو لم يَتبقى أحدٌ من الأصل.