سورة الرحمن تلقب بعروس القرآن؛ لأنها تحتوي على معالجة لأصول العقيدة.
صلِ علىٰ شفيع الأمة.
______________________ ابني ضاع.. ابني راح فين، هاتولي ابني، يا عالم بالله عليكم، هاتوا ابني بالله عليكم.
صرخات مصدومة تُبعث إنذار الاستغاثة ولا مُجيب على المغيث إلا بكلماتٍ تافهة لُقبت بالمواساة!
أي مواساة على فراق مَن فارق الرحم بألم واشتياق وفارق مجرى نظرها الآن مفارقًا معه الروح عن معالم الحياة؟!
الحقيقة باتت مُرة بشكلٍ يُحرق الروح، بِكرها ضاع مِنها بلمح البصر.. ابنها اختُطف!
________________"العقل والقلب يصرخان، واللسان أبكم."
الأوهام والهلاوس ترتمي إلى أعماقه، يوجس القلب فزعًا بين تنغم خفقاته، يهوى عقله الباطن إيذائه، يدس سم الكوابيس بداخل عقله، يردد حرمته بالتنعم بالقليل من الكرىٰ!
وكأن النوم ترهات وأباطيل تستحيل على من مثله فما يكاد يضع رأسه على الوسادة دقائق حتى تبدأ حرب هو المنهزم الوحيد بها، يتخافت صوت الراحة بثناياه حتى يوأد وتُرفع راية بيضاء تعلن تلاشي الاستبسال من مجرى حياته.
ذكرى تلاحقه كقطيع ذئاب يود كل منهم الإفتراس به متلذذًا بآلامه وتعذيبه، يتصبب عرقًا ويصرخ صامتًا، حنجرته لا تقوى على تحريك أحباله الصوتية، تنساب أدمعه مع إنفلات زمام القوى من يديه، جاهد بين ذكريات عقله حتى نام فداهمته في سباته!
تهاوى قلب شقيقه أرضًا وهو يرى تقلبه ومعاناته؛ ليهرول إليه جاهدًا أن يوقظه، وجميع محاولاته تأبى بالفشل، ليرتطم كفه بوجه الأخر في محاولة منه أن يوقظه، وهو ينبس بقلق بادٍ عليه:
_ مُصعب فوق ده حلم، مُصعب فوق إنت سامعني؟؟
كرر كلماته تلك عدة مرات خوفًا علىٰ شقيقه، حتى هدأ فؤاده وهو يراه يُجاهد ليُبعد أهدابه عن مرمى العين، هتف بكلماته صائحًا بخوف وهو ينبه عقله أنه في خطر جامح بعد رؤية أخيه:
_ ابعد ابعد، هو كان على إيدي! دمه في كل حتة، ابعد عني مترجعنيش هناك إبعد.
وقف لا يدري ماذا يفعل وماذا يقول، كل الكلمات والأفعال تصنمت بعقله غير قادر على إحتواء شقيقه إلا مِن كلماتٍ واهية أثر التلعثم وقلة الحيلة ظاهر بها:
_ عدى.. عدى والله عدى، خد نفسك ده مجرد كابوس.
حاول الفرار منه وعقله يُحذره من كل ما يحيط به، وكأن العالم أجمع على وشك الفتك به!
جاهد بكل قوته أن يهرول بعيدًا عنه، لكن الأخر أبى بكل ما به من قوىٰ، ليربت على ظهره وهو يستعيذ بالله من الشيطان؛ ليشرع بهدوءٍ مؤقت لِمَ قبل الإنفجار، وعيّ حين رأى أخيه ما حدث ليقول بصوتٍ لا يلتمس سوى الإختناق!
أنت تقرأ
الـمَــلَّ
Mystery / Thrillerالظاهر خِفاء الباطن، زينةٌ تطفو أعلىٰ الملامح احتجبت أسفلها عثرات الثنايا، متاهات تتصل ببعضها حتىٰ تعري ما يُخفىٰ بلبك وخافقك! أما رأيت إختلاط البياض بالسواد؟ فما رأيك بإنفصال الرمادي؟!