الفصل الرابع.. "أهلٌ للثقة"

35 5 0
                                    

يدعو الإمام كثيراً في التروايح:

"اللهم إنا نعوذ بك من الرياء و من العُجب ومن السُّمعة"

ايه الفرق بينهم؟؟
-السُّمعة: أن تُخبر الناس بعملك الصالِح.
-الرياء: أن تعمَل العمل لِيراك الناس فيمدحُوك لذلك.
-العُجب: أن ترىٰ أنكَ بأعمالِك الصالحة خير من إخوانك.

فتعوَّذوا بالله منهُم..

_____________________

                   •••••••••••
رأته قادم مِن بعيد يحمل على عاتقه ثقل ظاهر للكفيف، مُنذ الصباح إلى الآن بعد منتصف الليل وهو بالخارج يدور ويدور بحثًا عن مراده ليعود خالي الوفاض بلا ناتجٍ يُرضي.

ومِن قلب كدّه يتذكرها، تراه ينحني آخذًا مِن حوض الزهور المزروعة أمام المنزل زهرة أقحوان رفرفت بها روحها.. حركة يفعلها ببساطة ليترك بداخلها آثارٍ عديدة هي أبعد ما تكون عن البساطة.

شيء بداخلها يستغيث مِن الوقوع بتلك الابتسامة التي ارتسمت على ثغرها فور رؤيته..
وخافقها يضخ الدم سريعًا سريعًا مُبينًا رفضه وقضائه على صاحب الإستغاثة.

فإن كان الهلاك هو.. فكيف النجاة إن لم تكن بسمته؟
إن كان البُعاد له.. فكيف الحياةُ دون سماع صوته..
مشاركة الأحاديث معه..
والإستماع إلى كلماته المنمقة بأحاديثٍ تظهر تثقفه وعلمه.

تنتظر مِنه خطوة واحدة تريحها مِن وساوس عديدة ترتطم بها مرارًا وتكرارًا.
هي ليست عمياء حتى لا ترى لمعة عيناه التي تخصها هي فحسب، ولا أفعاله التي تجعلها تُلامس السماء قبل أن ترتطم بالواقع.. هو لم يخطو الخطوة الأساسية!

رأته أمامها يُقدم لها زهرة الأقحوان بابتسامة خفيفة رُسمت على فاهه ويده الأخرى تسري بين خصلاته بإرتباكٍ طفيف ولطيف كما كل مرة يعطيها بها زهرة الأقحوان.

سألته مستفسرة عن نتيجة ما كان يفعله:

_ عملت إيه يا مُحب؟

نكس رأسه خائبًا وهو يشعر بوحش خزيٍ يتلبسه أثر فشله في مهامه، أجابها بضيقٍ مِن ذاته:

_ رجعت بخفيّ حنين.

مثلٌ يُضرب لكل مَن رجع مِن مهمته بالفشل، خاوي اليدين دون أي حصيلة تُأخذ في صفه كما هو منطبقٌ عليه، استرسل الحديث مُعربًا عن محاولاته لعله يُهدئ مِن شعوره بعدم المسئولية والخزي مِن ذاته لِما آلت إليه الأمور:

_ دورت في كل حتة مش لاقيها، فص ملح وداب! سألت في المستشفى اللي بتشتغل فيها الممرضين والدكاترة وحتى صاحب المستشفى ميعرفش عنها حاجة، سألت عليها برضه في الطريق اللي بتمشي منه وفي الأقسام وعند الموقف محدش شافها.

فكرت قليلًا قبل أن تجيب بما يدور بذهنها مُنذ فترة:

_ هي أمنية مش ممكن تكون هربت فعلًا؟ هو حقها على اللي بتشوفه ده بس مش ده إحتمال؟ وأعتقد ده شيء يطمن، على الأقل وجودها هنا مش مطمن برضه.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 27 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

الـمَــلَّحيث تعيش القصص. اكتشف الآن