2

15 1 3
                                    

[بداية النهاية]

يُقال أن أكثر ما يخشاه الهيام والوئام هو المجهول، المجهول الذي يسحب ويوهم الهيّام والوئام، لينقلهما الى مكان آخر، في بُعد آخر ، وفي كون آخر، بدون علمهما أو حتى دون أن يشعران أنهما يبتعدان عن بعضٍ شيئًا فشيئ، ما مصيرهما إن أتبع كل منهما مجهولٌ آخر، دون علمهما أنهما الهيام ودون علم الآخرين أنهما مجهولان... ليكونون جمعيهم ضحية تحت خيوط الوهم والهلوسة...

6:44 صباحًا

في حديقة المنزل وتحديدًا مشتل الزهور، تقبع هي أمام زهور النرجس، تمد لها من حنان المياه إلى أغصانها الخضراء البراقة، والتي من الواضح أنه تم الاعتناء بها بعناية من طرفها، من طرف تلك المرأة البهية تحت رقص الأزهار يمينًا ويسارًا تزامنًا مع نسيم الرياح البارد المنعش، ابتسمت الحسناء أثناء تأملها لهذه الزهرة البيضاء الجميلة، كيف لا تبتسم وتلك الزهور الدافئة تحمل شرف أسم والدتها الراحلة، النرجس، اسمٌ على مسمى....

والدتها الجميلة، التي تملك دفئًا لا يسع العالم، رغم عدم تجربتها لذلك إلا في مهدها ولا تذكر ذلك حتى، إلا إنها تعلم، تعلم أن والدتها جميلة كجمال هذه الزهرة، لذلك هي الآن تولي اهتمامًا لها، زهرتها المفضلة التي تذكرها بأغلى الذكريات التي لا ولن تموت...حتى وإن كانت ذكريات معدومة...اجل...

تأملت المكان ومحتوياته، الحديقة التي اعتنت بها لخمس سنوات، نتج من ثمار تعبها لتصبح بهية كصاحبتها ذات الشعر الطويل المتموج الذي يزامن الرياح، لتحاوط إحدى الخصل وجهها الحسن لتبعده هي بأناملها خلف مسمعها الأيمن، لتقف فقط تتأمل المكان ولا تعلم أن الجميع يتأملها،متجاهلين أعمالهم ، الالامهم، تعبهم ، كل ذلك تلاشى بمجرد النظر لها ، منحوتةٌ تنافس المنحوتات الإغريقية، تجسيد للجمال والفخامة... بشعرها الاسود المتموج الذي يصل لمنتصف فخذيها، وعينان صحراويتان يشعران الناظر بالظمأ فور رؤيتهما ولا يسد الظمأ الا رؤيتهما...

بفستانٍ يكاد أن يكون أخضر فاتح مع بعض العروق الخضراء التي تمتد على طول الفستان، لتصبح كغصن وردةٍ تمد الجمال من أوراقها لتصبح وردةٌ تضاهي الورود في هذه الحديقة، طويلٌ ذو أكمامٍ طويلةٍ وسيعة، يتزامن وسع الفستان مع الرياح ليكشف القليل عن ساقيها الطويلتين، الجميع ينظر كما لو أنهم ينظرون للون جديدٍ لم يروا كمثله قط...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Feb 21 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

الهيّام والوئامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن