في تمام الساعة العاشرة ليلا كان أصحاب البشرة السوداء يعملون كعادتهم في المصنع و فجأة سمعوا أصوات لصهيل الاحصنة قادم من بعيد ..
و تبين انهم أصدقاء السيد (اليكس ) ...
قد دعاهم السيد (اليكس) الى منزله ،حيث أقام حفلة صغيرة بمناسبة قدوم الراقصة (ايلازبيث)الى القصر، كان قصر السيد (اليكس كروسبي )يحتوي على قاعة في وسط القصر وتفتح جميع غرف المنزل و كانت مائدات الطعام تتوزع بشك عشوائي في القاعة ...
و كانت تحتوي على سلم خشبي يؤدي إلى الطابق الثاني الذي بدوره كان شرفة كبيرة تدور حول القاعة...
امر السيد (اليكس ) عشرة نساء و خمسة عشر رجلا من أصحاب البشرة السوداء لخدمة الضيوف...
فدخل أصدقائه و جلسوا في أماكنهم فوضعت أمامهم الاطعمة الفاخرة و كؤوس النبيذ ....
كانت القاعة مليئة بالضجيج و بأصوات الضحك ، اما العبيد فكانوا يقفون على مقربة منهم لخدمتهم ان احتاجوا شيئاً....
احد الخدم يدعى (بيل ) ..
كان (بيل) متزوجا من فتاة تدعى (اليسا )...
لم تكن (اليسا) شديدة السواد بل كانت بشرتهامنفتحة قليلا و ذات عيون واسعه زرقاويتين و جسم طويل ورشيق مما جعلها محط انضار الجالسين ....
كان الحفل يسير على مايرام بينما كانت (اليسا ) تقوم بعملها ...
تقدمت (اليسا ) و هي تحمل صينية فيها كؤوس النبيذ لتقديمها الى الطاولة المقابلة لطاولة السيد (اليكس) ...
كان يجلس عليها شخص يدعى (ويليام ) ، عرف هذا الرجل بحبه للنساء السودانيات وكان من التجار المعروفين للعبيد في ذلك الوقت ...
حين تقدمت ( اليسا) لطاولة (ويليام )و كانت يديها ترتجف خوفا و تكاد الصينية تسقط من يديها ...
كان السيد (ويليام ) قبيح الشكل ذو شعر مجعد و وجهه مليء بالتجاعيد اما أسنانه كانت بلون اصفر مسود قليلا و صوت ضحكته كخوار البقر ....
فكانت (اليسا ) تمتلك الحق في الخوف منه بكل تفاصيله
و كان ينادي عليها :_ اقتربي ، اقتربي!
فما ان اقتربت منه أسقطت الصينية منها فصمت الجميع و لاسيما أصحاب البشرة السوداء فلم يخطأ من العبيد أمام السيد (اليكس ) الا ولقي عقوبة الجلد او يقتل أمام الملأ ....
اما ( بيل ) فضل جامدا قلبه يكاد يخرج من مكانه فلم يعرف ما الذي سيحل بزوجته...
فصرخ (اليكس )_ ماذا فعلتي أيتها الحمقاء ؟
و قفز من مكانه و تقدم إليها و حاول ضربها ، لكن فجأة قام السيد (ويليام ) من مكانه وصرخ
_ انتضر يا (اليكس ) انا احببتها سأشتريها منك بأي ثمن تطلب ...
وافق (اليكس)..
ركض (بيل) الى زوجته و احتضنها وقال_ لن تأخذوا ( اليسا ) فهي زوجتي ..
فسحبه بعض رجال (اليكس ) ،قال (اليكس ) ل(ويليام)
_ تم البيع.
وامسك السيد (ويليام ) معصم (اليسا) وأراد سحبها الى إحدى الغرف.
فأذا به زوجها يسحب سكيناً من إحدى الطاولات و قفز على (ويليام ) وقطع عنقهُ ...
صُدِم الجميع من هذا الموقف فلم يجرأ أحدا من العبيد الوقوف بوجه الفرنسيين..
آثار لك الموقف غضب (اليكس ) كثيراً...
فقال (اليكس) ل(بيل ):_ هل خفت على امرأتك من رجل واحد ؟
انضر ماذا سأفعل بها !!فأمسكها من شعرها وقال :
_ من يرغب بها مجانا !
و لليلة كاملة !!
فتعالت أصوات الفرنسيين :_ نعم ، نعم ، انا ، انا .....
فقال السيد (اليكس ):_ بما ان الجميع يرغب بها فهذه هي !
وكان ينضر الى (بيل) بنظرات حقد...
وادخلها الى الغرفة صغيرة و قال
_ انها لكم تمتعوا و لليلة كاملة اما انت يا (بيل ) ستدخل معهم لترى بنفسك ..
قاموا بوضع (بيل ) في الغرفة وربطوه أمام السرير ، اما (اليسا ) فكان مصيرها مشؤوم، فكان الرجال يدخلون عليها واحداً تلو الاخر قرابة عشرين شخص ..
و كان (بيل ) جالساً ما باليد حيلة وكان يصرخ ويبكي ويحاول فك قيوده لكن بلا فائدة ....
و (اليسا) اغمي عليها من شدة الألم و عندما خرج الرجال طلب السيد (اليكس) من بعض الخادمات نقلها الى الخارج لغرفته لكنها لم تستطيع الحراك فضطروا لحملها.....
و(بيل )لقى نصيبه من العقوبة فقد تم جلده من قِبَل السيد (اليكس) مئة جلدة ، و عندما انتهى جاء بعض الخدم و فكوا قيوده ،
فقال (بيل) :_ خذوني (لأليسا) ..
و عندما دخل غرفتها وجدها بين الحياة والموت من شدة الألم و تبادلا النظرات بعيون تفيض دموعا):
_ بيل متى ينتهي كل هذا ؟
لماذا يستعبدونا بهذه الطريقة البشعة ؟
هل ان الرب فعلا يقبل بأستعباد أصحاب البشرة السوداء؟أجاب( بيل ) عن هذه الأسئلة بشلال من الدموع...
و اقترب منها وترك قبلة على رأسها وقال :
_ عزيزتي (اليسا) ارجوك سامحيني فلم استطيع مساعدتك ...._لا عليكَ يا عزيزي سامحتك لكنك لم تجيب على سؤالي !
_ لاعليكِ ستجدين الاجوبة كلها في الصباح ، اما الان فعليك مسامحتي على شيء آخر...
_ ماهو؟_ ستعرفين في الصباح ..
وترك قبلة ثاني على جبينها ..
_اما الان يا حبيبتي عليك الخلود الى النوم و أريدك أن تعلمي شيئاً واحداً ان الرب سينقذك من كل هذا واني احبك فعلاً، لطالما أحببتك...
فقال يديها و خرج دون أن ينطق بكلمة أخرى.....
أنت تقرأ
العبد و الحرية
Romanceرواية واقعية تصف مدى وحشية البشر ضد أصحاب البشرة السوداء . فيا ترى متى سنتخلص من هذه العنصرية ؟ و التنمر بسبب الشكل او الدين او العرق ...حاولت بهذه الرواية توصيل فكرة ولو كانت بسيطة عن مدى عجزنا على تقبلنا أحدنا الاخر و كيف اننا ننسى دائما أن الجمال...