لم تستطيع النوم طوال الليل من شدة الامها حتى تمام الساعة الخامسة صباحا كانت متعبة جدا وحاولت النوم قليلا ، فما ان اغمضت عينيها قليلا حتى سمعت صوت صراخ في الخارج....
عندما خرج (بيل)الليلة الماضية من غرفتهِ كان يتحرك بصعوبة بسبب الجلد الذي تعرض له..
وكان هناك في منتصف القرية شجرة كبيرة فوقف أمامها واخذ يتأملها بعناية...في الصباح استيقظت (اليسا) على صوت صراخ و بكاء العبيد ، لم تستطيع الحركة فبقيت في مكانها منتظرة الاتي ليخبرها بما حدث ...
كان (بيل) معلقا على الشجرة بحبل ممتد من عنقه حتى الشجرة ..
نعم انتحر بكل بساطة!!
آثار هذا الموقف الشغب بين أصحاب البشرة السوداء و الكثير من مشاعر الحزن و الألم في داخلهم، كان( بيل )قد ترك رسالة معلقة على الشجرة قال فيها:_ يا اخواني و اخواتي عليكم تصديق ان الرب رحمن رحيم ، و لا أعتقد أنه يقبل ان يكون هذا نصيبنا من الدنيا ، لم نُخلق لنكون عبيدا بسبب بشرتنا السوداء ،اما انت يازوجتي الحبيبة فعليك الوثوق بأني أحببتك و بقيت احبك الى ان اخذت هذا القرار ، وانتحرت لأني لم استطيع إنقاذك ، وليس رجلا من لايستطيع حماية زوجته ، ولن استطيع النضر بوجهك مرة أخرى، فأتمنى ان تسامحيني..
قُرأت هذه الكلمات أمام الملأ من أصحاب البشرة السوداء، لم يكونوا يرغبوا بأن تسمع (اليسا ) بخبر وفاته و لاسيما و هي بهذه الحالة ، لكنها كانت تقف خلفهم برفقة (ناتالي) ....
لم تبكي ابداً ، نعم شعرت بالحزن لكن لم تدع احداً يلتمس منه شيئاً ،
ترك (بيل ) خلفه الكثير من الرجال اليائسين،
كانت فكرة (بيل) بالانتحار و بالنسبة لموقفهم ، هي شجاعة بالنسبةِ إليهم، فالكثير منهم ممن اغتصبت نسائهم و قتلت أطفالهم على مرأى منهم ...
و بعد أيام من تلك الحادثة..
كانت (ناتالي )تلتقط القطن من المزرعة في منتصف الضهيرة و عندما اكملت عملها اخذت القطن الى المعمل ليقوم العمال بعملهم التالي ..
عندها ذهبت إلى المطبخ لتعد شيئاً من الطعام (لأليسا).
اخذت (ناتالي ) صينية الطعام الى (اليسا ) وحين وصلت طرقت الباب مرتين فلم تجب إعادة الطرق مرة أخرى فلم تجب !
فضطرت الى فتح الباب فصدمت بالمشهد!!
عندما سمعت (اليسا) الرسالة التي تركها زوجها دخلت غرفتها و امتنعت عن الأكل والشرب ، كانت (ناتالي ) تتفقدها بين الحين والآخر و بعد أيام من المعاناة و الألم أرادت المسير على خطى زوجها ، فحين دخلت(ناتالي ) الى غرفتها كانت الأرض قد مُلئت بالدماء ، حول السرير و السكين الملقى على الأرض، اما (اليسا ) فكانت يدها متدليه من على السرير لم تتحرك ابدا..
صدمت (ناتالي ) من المنظر و اوقعت الصينية من يدها وجثت على ركبتيها و اخذت تبكي كثيرا ....
فسمعها بعض الرجال من العبيد و بعض النساء فهرعوا إليها و اخرجوا جثة المسكينة (اليسا) ودفنت بالقرب من زوجها.....بعد شهران على الحادثة وفي نهاية شهر مايو تواصلت عمليات الانتحار يومٍ بعد يوم ...
و البعض الاخر توفي بسبب نقص الغذاء و البعض الاخر توفي بسبب الأمراض المعوية...
في مقابل الحياة المرفهة التي كان يعيشها الفرنسيين و لاسيما السيد (اليكس ) كان هناك الكثير من أصحاب البشرة السوداء يموتون جوعا او يقتلون كانت أياما صعبة فعلاً....
اما السيد (اليكس) فلم يبقى لديه سوى اثنان وعشرون شخصا...
أربعة عشر امرأة و ثمانية رجال ...
والسيد (اليكس ) كان منتوجه من القطن و النسيج يقل شيئاً فشيئاً...
بسبب قلة العمال و أدى هذا الى خسائر كبيرة فجعلهم يعملون لساعات اكثر ،لكن في مقابل زيادة عدد الساعات أدى ذلك الى تعب و إرهاق العمال ففي النهاية هم بشر و ليسوا آلات...
لكن لم يفهم (اليكس ) هذا!لكن إيمانهم بربهم والأمل في داخلهم بأن القادم أفضل كان يسهل عليهم مرارة ما يحدث ...
أنت تقرأ
العبد و الحرية
Romantizmرواية واقعية تصف مدى وحشية البشر ضد أصحاب البشرة السوداء . فيا ترى متى سنتخلص من هذه العنصرية ؟ و التنمر بسبب الشكل او الدين او العرق ...حاولت بهذه الرواية توصيل فكرة ولو كانت بسيطة عن مدى عجزنا على تقبلنا أحدنا الاخر و كيف اننا ننسى دائما أن الجمال...