بلا مرحباً...فلنبدأ من نصف النص:
"أمضيت حياتي كلها في مواجهة التنمر والآن أجلس وحيدة أمام المرآة لأتحدث مع نفسي".-أنتِ تجلسين أمامي اليوم أيضاً مثل كل ليلة تركزين في تفاصيلي بشدة، ألا يكفيك؟
=كيف أكتفي من النظر إلي وأنا دائماً ما أسمع جملة: "ألم تنظري إلى وجهك في المرآة؟".
-أيهمكِ ما يقوله العالم؟
=لا يهمني شيء سواي.
-ولكن لا يبدو لي الأمر كذلك.
=لكنه سيبدو من الآن وصاعداً.
عودة للبداية:
"هي ليست بداية فإنها مجرد نهايات مستمرة"
لديَّ الكثير لأقوله ولكن روحي واهنة لدرجة أنها لا تحمل وزن الكلمات، تمنيتُ أن أحظى ولو بقليلٍ من الحب يملأ قلبي، أو بعض السكون! بمجرد أن أدخل هذه الغرفة وأجلس أمام نفسي تنزلق الكثير من الأسئلة والأفكار المزعجة على رأسي، أيكون ذنبٌ أن شكلي لم يعجب العالم؟ما بعد المنتصف:
"تبدأ الحياة حيثما ينتهي الخوف من العالم"
-ما الذي تنوين فعله؟ ستغيرينني من أجل العالم؟
=ماذا تودين مني فعله غير ذلك؟
-هذا العالم لن يترككِ في حالكِ أبداً، ولو تحولتِ إلى سحابة ستأخذكِ الرياح إلى مكانٍ لا تحبينه، وستُعصَري بقوة حتى يجف الماء منك، النفاق يسود العالم والتنمر يسيطر على كل شيء، المزيد من الكذب، عالم سخيف جداً مجرد شخصيات فارغة تحاول إشباع سخافتها فوق أكتافنا، فكوني كما أنتِ لا تخضعين لتنمر هذا العالم.
نهاية النص:
"هي ليست نهاية وإنما بدايات مستمرة"
ابتسمتُ بعد ذلك الحوار و ما كانت ابتسامتي سوى مجرة من الجمال وقررت أنني سآتي نهاية كل يوم وأقف أمامي مجدداً ولكن بوجه لا يحمل في ملامحه الندم ولا الحزن، ابتسمَت معي أنا الأخرى وقالت:
"تشبهين ما ليس له شَبه، أنت فكرةٌ خارج المنطق".#سمر_مختار_Samar_Mukhtar