Chapter 00

1.5K 99 20
                                    

Pov : Delma Fitalio

صوت عويل الذئاب المرفق بتكسر أغصان الأشجار المتساقطة على التربة الزلقة يدوي في المكان بصخب ليسقي بذرة الرعب المزروعة بقلبي يحثها على أن تكبر شيء فشيء مع مرور كل ثانية تمر علي و أنا لازلت عالقة بهذا المكان المخيف.

جروح بليغة تملئ كامل جسمي الهش ذلك على غرار كثرتها عند قدماي الحافيتان و التي أخسر جرائها كمية هائلة من الدماء , حتى أنه يكاد يغمى علي من شدة البرد الذي يضرب سطح بشرتي العارية من غير فستان أبيض قصير ينتهي إمتداده عند حدود ما قبل ركبتاي بقليل.

الأرضية الترابية جد زلقة بفعل الغيث المتساقط بغزارة منذ ساعات متواصلة مما جعلها عائقاً لي....أخطو خطوة أخرى نحو الأمام دون أن ألمح ما أدعس عليه بسبب الظلام الحالك حتى أشهق بتفاجئ و أنا أجد نفسي داخل بركة صغيرة من الوحل الغليظ ، الدموع الحارقة تذرف بحسرة من عيناي حزناً على الوضع المزري الذي وصلت إليه.

لفينة أسمح لليأس بالسيطرة على داخلي الذي أخذ بدوره يحثني على الإستسلام لمصيري البائس و التوقف عن التشبث بفكرة النجاة , لكن صوت ضخام البنية المندفعين من ورائي بأسلحتهم التي تطلق الرصاص بكل مكان إضافة إلى نباح الكلاب البوليسية المتقفية للأثر يدفعني للإستقامة بتثاقل و إكمال الجري علني أجد مخرج من هذا الكابوس.

عدة أمتار أخرى هي كل ما كان بمقدوري إجتيازه....نبضات قلبي تقرع بشدة كحال الطبول الهندية ، رئتي تعمل بشكل مضاعف تحاول إستقطاب أكبر كمية ممكنة من الأوكسجين ، التعب يفتك بكل خلية بعضويتي لدرجة إرتخاء سيقاني التي لم تعد تستطيع حملي لأكثر من هذا.

أستلقي على الأرضية المغطاة بالعشب المبلول بإعياء شديد و صوت أولائك الرجال يقترب مني مع كل لحظة تمر لتأكد لي إقترابي من النهاية التي لم أتخيلها يوماً بهذا الشكل المثير للشفقة.....لطالما كرهت النهايات التعيسة فلحسن حظي كانت أسوأها من نصيبي.

خطوات واثقة تمنعني من إسدال ستار جفناي المتورمتان من البكاء كآخر إجراء للإستسلام و أنا ألمح زوج من الأحذية الجلدية النظيفة بالرغم من الوحل الذي يغطي المكان.....ثواني و أجد صاحبها يتوقف أمامي في سكون بليغ دون أن يبدي أية حركة

هل سيطلق علي من هذه المسافة القريبة أم أنه يملك خططاً أخرى من أجلي كالإعتداء علي مثلاً!!.....

هذا ما فكرت به و أنا بصدد رفع أنظاري ناحيته علني أستبين وجه قاتلي لكن نور قوي ساطع من خلفه يمنعني من ذلك و صوت الرصاص يرتفع أكثر فأكثر معلناً عن بداية حرب على الأغلب ستنتهي بإراقة الكثير من الدماء.

«  لقد إنتهى princesse »

لحن من الكلمات المهدئة تنساب بسلاسة على طبلة أذني بصوت رجولي ثخين بث في أعماقي نوعاً من الطمأنينة و الأمان اللذان إستغربتهما بالبداية و دوي الرصاص يتوقف ليعم على ثنايا هاته الغابة الموحشة سكون محبب لي إلتف بسرعة حول المكان كما إلتفت حولي زوج من الأذرع الصلبة التي أخذت تتلوى بليونة حول جسمي الصغير.

كان هذا آخر ما أتذكره أو أشعر به و الظلام يجافيني ليأخذني بعيداً عن هذا العالم السيء.

[ يتبع..... ]

___________________

هذه لمحة فقط عن الأحداث القادمة

سيتم إستئناف تحديث الفصول القادمة بعد الإنتهاء من رواية مونستر و ألارا

أخبروني رأيكم في التعليقات

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Mar 12 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

Venom Princesse حيث تعيش القصص. اكتشف الآن