Lunar eclipse | 00

10 2 1
                                    

تسدل الشمس ستائرها في الأفق ،
لينير القمر شعاعه الواهن...
تجلس إيما على رمال الشاطئ ،
ترتقب الغروب ، وتتأمل مرآه الآسر ،
كانت هي الأخرى مغرية بحق !،
اكتست بشرتها بلون الحنطة ، واستأثرت جسد الساعة الرملية ، خصرها اللحيم ، اردافها الممتلئة ،
أثديتها الناتئة ، شعرها الأسود الأملس كالحرير  ... كانت مثيرة ومهيّجة المقام !.
على الرغم من أيقونتها المثالية كما يقولون ،
إلا أنها تفادت أن تكون محطا للأنظار ...
فضلت العزلة والسكينة ،
على الصخب وحفلات الجامعة ...
إردافا إلى أنها لم تحظ بشريك يوما ،
ولم تأبه بذلك ، لم تكن من النوع الذي يطارد الفتيان ، ويسعى للحب أو الجنس ،
ببساطة ، كانت مكتفية بذاتها وبما لديها ...
بالتأكيد ،
كانت تفكر في قرارة نفسها ،
بشاب يلبي رغباتها ، يلهمها ،
يشبعها جنسيا وعاطفيا ...
لكنها لم تندب حظها أو تستعجل الأمور ،
بل أصرت أن تنهي دراستها أولا
وتتخرج من الجامعة مع أقل الخسائر ...
كانت تدرس الأدب الانجليزي ،
وما زالت في السنة الأولى ، لذا اهتمت بدراستها أولا ،
أسكنت فكرها في الحاضر ،
متجاهلة خبايا المستقبل ...
ألفت القدوم للشاطئ وحدها يوميا في ذات التوقيت ، كان الشاطئ مساء ملجئها الوحيد
للهروب من الواقع وضغوطات الحياة ،
لذا فقد دأبت الجلوس هناك ،
تفكر وتقرأ ،
لكنها لم تكن تعلم أن ثمة هناك من يراقبها
على بعد كيلومترات ...

ذاك أندرو " محبوب الجماهير "
الشاب الأكثر صيتا في جامعة تيرامو الايطالية ، يحتسي كوبا من القهوة برفقة صديقه النابغة " يارو " والذي كان يدرس تكنولوجيا المعلومات
مرتادا الجامعة ذاتها .
على خلاف أندرو ، فلم يكن ليارو جاذبية ،
رفضته الكثير من الفتيات ،
لأنه لم يمتلك معايير الجمال الايطالي ،
  كان من أصول أفريقية ،
لذا اكتسب لون البشرة الداكنة
وراثيا ومع سطوة البيئة المحيطة ...
أما أندرو فكان ذائع الصيت ،
جميل الطلة ، ذو قوام ممشوق ، بشرة بيضاء ،
عيون آسيوية ، شعر فوضوي مموج ،
مصبوغ بلون القهوة ...
نُجِلَ أندرو لأم كورية وأب إيطالي ،
قضى ربيعه الأول في كوريا الجنوبية ، وترعرع في إيطاليا ، تحديدا في مدينة افيتسانو ...

أخذ يارو يعاتب أندرو كالعادة ،
لأنه يتراجع ، ويهمل المذاكرة ،
مؤكدا أنه إن ظل على هذه الحالة
فسيرسب في سنته الثانية ...
لم يعره أندرو اهتماما ،
يلقي بناظريه غافلا نحو الشاطئ ...
- أندرو ، إنني أتحدث إليك !
- عفني من هذه المحاضرة يا رجل ، قد حفظتها عن ظهر قلب .
عبس يارو ، وقال متسائلا
- إلى ما تنظر ؟!
لم يجب أندرو ، فالتفت يارو ، يبحث بناظريه في الشاطئ لعله يبصر شيئا في الظلام ...
- لحظة واحدة ... أليست تلك ؟ إيما !
وأنت معجب بها ، أليس كذلك ؟
- أجل أنت تعلم ذلك
- هذا غريب ، أنت لم تحدثها قط ! أخذ يرمق أندرو ببلاهة ، وأردف بسخرية " اوه أنت تخجل ! "
- لا يا أبله ، إنها صعبة المراس ، أنا أدرك طباعها جيدا ...
- لما لا تحاول ؟ أنت تراقبها منذ شهرين هنا ،
وتعرفها منذ مدة طويلة ،
لكنك لم تتحدث معها أبدا إلا لأغراض رسمية ...
أندرو يعلم أن يارو محق في ما يقول ،
لكنه لا يزال مرتابا
- ماذا لو رفضتني ، ربما لا أكون نوعها المفضل ، وتصرفني كبقية الرجال !.
- جرب ، لن تخسر شيئا ... إنها توشك على المغادرة ، هيا لنذهب قبل أن ترحل ...
نهض يارو وأندرو إلى خلفه متوجهان إلى الشاطئ

...

- تقول الأساطير ، إن الشمس والقمر مغرمان ببعضهما ، تشاء الأقدار ألا يكونا معا لاختلاف التوقيت ، لذا خلق الله الخسوف ليبرهن أن ما من حب مستحيل !. -

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 03, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

𝐋𝐮𝐧𝐚𝐫 𝐞𝐜𝐥𝐢𝐩𝐬𝐞حيث تعيش القصص. اكتشف الآن