Six. (The last)
وفي الليل..
ظلت فجر يقظة وهي تحضر ما ستقوله لبلال عندما يأتي..
قالت في نفسها..
أنها ستقول له أنها منزعجة من تصرفاته في الفترة الأخيرة..
وأنها تكره سارة..
وأنها انزعجت أكثر عندما لم يدافع بلال عنها أمام سارة وظل في صف سارة..
انتظرته فجر كثيراً..
ولكنه لم يأت..
كانت الساعة الخامسة صباحاً..
ياإلهي!! ميعاد استيقاظ فجر الساعة السادسة!!
وهي لديها امتحان اليوم!!
نامت فجر حتى تستيقظ نشيطة بعد ساعة..
وبعد أيام..
أصبح زيادة تعلق بلال بسارة تؤدي لزيادة إهمال بلال لفجر..
حتى في يوم ما..
ذهبت فجر إلى المدرسة لتجدها خاليةً من الطلاب.. أو بالأصح.. خاليةً من البشر..
كان الوقت مبكراً..
مازالت الساعة السادسة والنصف صباحاً..
وأغلب الطلاب يأتون في السابعة..
لاحظت فجر أن يديها متسختان..
ذهبت إلى حمام المدرسة..
وغسلت يديها جيداً..
وقع نظرها على امرآة أمامها..
تأملت قليلاً..
كانت تعقد حاجبيها وتميل فمها متظاهرةً الغضب قائلةً "بلال, احنا لازم نتكلــ..."
......: ومين قالك أنك هتكلميه!!
نظرت فجر وراءها لتجد شخصاً لم تتمنى وجوده يوماً, ولوحدهما أيضاً!!
فجر (بتمتمة): سـ.. سارة..!!
سارة: أيوة سارة.. إيه خضيتك؟؟ معقولة واحدة عندها 17 سنة وتتخض بالسرعة ديه؟! آه صحيح نسيت.. انتي لسا عيلة (قالتها سارة بسخرية وهي ترفع حاجبيها)
شعرت فجر بالغيظ.. لاطالما ضايقتها سارة بسبب صغر عقلها.. ولكن هذه المرة لن تكتم غيظها.. سوف ترمي على سارة كل الغضب الخارج من حزنها.. سوف تثبت لها أنها قوية!!
فجر (بصوت عالٍ): انتي ملكيش الحق بأنك تكلمي حد بالطريقة ديه!!
كانت فجر تحاول أن تظهر الغضب.. ولكنها كانت ضغيفة أمام تلك المغرورة!! فسقطت دموعها على وجهها.. وفجأةً.. وبدون أي مقدمات.. قاطعها صوته.. كانت مفاجأة لكلتاهما أن يأتي محمد في هذا الوقت المبكر!!
محمد: كفاية بقا ياسارة.. كل يوم بتحاولي تثبتي أن فجر عقلها صغير.. بس انتي بتكذبي على نفسك.. بتحاولي تقولي لنفسك أن مخك كبير.. أو بالأصح أكبر من فجر.. لكن انتي بتثبتيلنا العكس.
قالها محمد ببرود وهو يهاجم سارة بكلماته مدافعاً عن تلك البريئة التي اجهشت في البكاء..
ولكن الحقيقة أن فجر لم تكن الوحيدة التي تبكي.. بل كانت سارة تبكي أيضاً بسبب كلمات محمد.. إنه على حق, فهي ضعيفة.. وأضعف من فجر أيضاً.. هاجمتها كلماته كالطعنة في قلبها.. بل في جسدها كله.. كانت تبكي ولكن بدون صوت..
احتضنت فجر محمد على الفور وهي تستنجد به وتبكي.. أخذ محمد يربت على ظهر فجر..
"ما تبكيش.. ناس زي سارة مايستحقوش أن دمعتك تنزل علشانهم :) " قالها محمد محاولاً التخفيف عن فجر..
وقد اكتملت تلك الدراما بقدوم بطلٍ من أبطالها الرئيسيين..
بلال: إيه اللي بيحصل هنا!!
وفور رؤيته لـ معانقة فجر لـ محمد..
أمسك بـ فجر وأبعدها عن محمد..
ثم أخذ فجر بعيداً عنهم وهي ما زالت تبكي بحرقة..
وضع يداه على أعلى ذراعها..
وهو ينظر إلى وجهها طالباً منها بأن تبادله النظر..
استجابت لندائه وقد كانت توقفت عن البكاء ولكن آثار الدموع ما زالت على وجهها..
بلال : ممكن أفهم انتي بتعيطي ليه؟؟
قالها بنظرة حانية.. لم تر تلك النظرة منذ فترة ليست بقصيرة.. فـ منذ أن اقتحمت سارة حبهما وهو لم ينظر لـ فجر نظرة حبٍ حتي!!
فجر: أنا بكرهك!!
بلال: ليه؟؟
فجر: انتا عمرك ما حبيتني بجد.. كنت بتحبني عشان صعبانة عليك مش كده؟!
كان بلال يتلعثم في كلامه محاولاً أن يدافع عن نفسه..
قاطعت فجر لعثماته قائلةً: انتا لما قولتلي أنا بحبك كنت فاكرة أن خلاص كل مشاكلي اتحلت.. كنت فاكرة أنك هتبقى ضهر أتسند عليك لما أقع.. كنت فاكرة أنك هتبقى قلب!! قلب واسمي محطوط جواه.. ولكن بالرغم من كل ده أنا عايزة أقولك شكراً.. شكراً عشان فهمتني الدنيا بجد.. شكراً عشان خليتني أفهم الناس بيفكروا إزاي.. شكراً أنك خليتني بني آدمة.. (ثم استجمعت قوتها وذهبت بعيداً عنه وهي تقول) ولكن ده مش هيغير حاجة من إحساسي ناحيتك.. أنا بكرهك.. ومش عايزة أشوفك تاني..
تركته فجر.. ولكنها للأسف لم تتركه هو فقط.. لقد تركت المدرسة.. تركت سارة.. تركت نديم.. أمها.. فلقد فارقت روحها جسدها.. لقد عذبتها تلك الدنيا.. بشفقة بلال.. بغرور سارة.. لقد قست عليها كثيراً.. فلم تستطع الاحتمال أكثر.. تركتها لتكون بجوار أرحم الرحيمين.. تركتها لتكون بجوار خالقها.. كانت مخلصةً له.. كثيراً ما تجلس بعد الصلاة التي سميت على اسمها.. ولكن بعد نهارٍ مليءٍ بالبكاء.. ليس نهاراً فقط بل ليلاً أيضاً!! تأخرت أمها في العمل قليلاً.. انتظرتها فجر حتى حلول الليل.
أيقنت باقتراب حلول الفجر.. فـ جلست على سجادتها الصغيرة التي تناسب طولها المتوسط.. وأخذت تناجي ربها بدموع..
"ياربي.. أنا عارفة أنك بتعملي كل ده عشان حاجة معينة.. عشان الخير ليا.. بس أنا مش قادرة أستحمل ياربي.. ياربي ساعدني.. ياربي خليني عندك انتا بس!! أنا ماليش غيرك انتا!!"
تمازج صوتها مع أذان الفجر..
قامت لتصلي..
وفي ثالث سجدة لها..
استجاب ربها لدعائها.. فهو يعلم جيداً ما تعانيه.. يعلم جيداً كم قست الدنيا عليها.. فأخذها بجواره.. سجدت سجدةً لم يقم جسدها الصغير منها..
لقد رحلت.. فـ كم سالت الدموع لأجل رحيلها.. بكى عليها أناسٌ كانت مفاجأة لأنفسهم بأن يفعلوا ذلك لأجلها.. إنها سارة.. اشتاقت إليها كثيراً.. كانت سارة تغار منها.. فقد كانت فجر محبوبةً جداً من الطلاب والمدرسين.. كانت متفوقةً في دراستها.. كانت تحب الجميع.. حتى أتت تلك المغرورة لتقطع طريق فجر وترميها بالحفرة.. ندمت سارة على كل ما فعلته.. وليس هي فقط من ندمت.. بل ندم بلال أيضاً.. كان أفضل قرارٍ لصغيرته بأن تكرهه وترحل عنه.. ولكنه لم يكن يتمنى ذلك الرحيل!! صدقاً.. كانت خير ما في دنياه.. كان لديه إحساس بأن عمله الصالح الوحيد أنه عرفها.. رحمك الله أيتها البريئة..~النهاية~
بخ :D
عارفة النهاية حزينة بس حبيت أبكيكم نيهاهاهااه 3:) , المهم..
ديه أول قصة أكتب فيها بالفصحى.. وأبشروا أيها البني آدمين :D ..
بإذن الله القصص الجاية هتكون فصحى كاملة حتى في السيناريو.. وأنا لما جربته حسيت أنه اداني فرصة أعبر بطريقة راقية B| ..
وانتظروا القصة الجاية واللي هتكون بأسلوب أحسن إن شاء الله..
كانت معكم جنة محمد من عالكنبة :D
والسلام عليكم ^_^