أهذا هو ما يسمى حباً؟

4 1 0
                                    

ياله من يومٍ مرهق هو اليوم، الصف كان يعلو  بأصوات عالية وضاحكة وفوضى كما هو الحل في كل الأيام. الشخص الذي أحبه لم يعبرني اليوم ولم يكن هناك أي تفاعل بيننا ، لذا قضيت الوقت نائمة طوال فترة الدوام وحاليا أشعر بصداع موجع.

قاطع حبل أفكار : ﹙هل تريدين النزول أم لا﹚، سألني أبي أمام المتجر الذي نمر به كل يوم بعد المدرسة، في اليومين السابقين لم يكن مزاجي رائعاً لذا بقيت في السيارة أنتظر أما اليوم فتذكرت بعض الأغراض التي أريد شراءها لذا ترجلت خارجاً ذاهبةً مع أبي وأخي الصغير.





وقفت عند الباب قليلاً وألقيت نظرة على المكان، بائعة الخضار تجلس في الفناء أمام المتجر مع أبنائها، وفي الداخل البائعة الشابة الكئيبة تجلس في مكان أمين النقود ، الرجال الذي يبيعون اللحم الخباز الجالس بجانب الخبز، لم يتغير شيء خلال اليومين السابقين الا أمر واحد؛ لاحظت شخصاً جديداً، يبدو أن يعمل هنا يجلس في الداخل في غرف العاملين. كان بعيداً ولم يظهر واضحاً لي لكن ما جذبني هو عينيه البراقتين مخضرتا اللون، دخلت أخيراً بعد استطلاع لم يدم طويلاً ورحت أبحث عن ما أحتاج إليه

ذهبت الى قسم العلك لآخذ علكتي الوردية المفضلة بنكهة الفاكهة. وعندما وصلت الرواق وجدته هو "الفتى الجديد" تبادلنا النظرات لثانيتين ربما، كان يراني بزي المدرسة المعتاد سترة الى الفخذين بها ازرار قليلة وفتحة للرقبة، ينقصها الأكمام التي يكملها القميص الأبيض المعتاد بأكمام منفوشة قليلاً لأنه وسيع، وربطة عنق  وسروال بلون أزرق داكن يظهر كما لو انه أسود وكل شيء واسع كما أحبه، حقيبة وحذاء أسودا اللون، وأرتدي نظاراتي بلون ذهبي نحيل ومدورة قليلا، بينما أنا كنت أرى فتًى شعره أشقر نوعاً ما لا تعرف انه كذلك الا عندما تركز، مع عينين جميلتين، يكتسب القليل من السمرة. ويبدو متلهفاً للعمل يرتدي ملابس رمادية تبدو كما لو انها زرقاء سماوية وشعره مبعثر بشكل ملائم، يبدو خجولاً قليلاً.

بعد التواصل البصري بيننا أفسحت له الطريق ليمر وأخذت علكتي المعتادة وبسرعة خرجت بعده تماماً، كانت البائعة تنظر إلي باستغراب بعدما نظرَت إلى وجهه وهو خارج من المتجر، كان مكان الدفع الخاص بالبائعة أمام باب الخروج. أشعرتني نظراتها بالغرابة، أشعر أنه أخوها الأصغر سناً من نظراتها له.





انتهيت من جمع أغراضي وكنت ذاهبة إلى أبي لأنتظر معه للدفع كان المكان مزدحماً قليلاً، قابلت أخي في طريقي وطلب مني أن أرجع بعض المشروبات التي أخذها من الثلاجة، وفي نفس اللحظة دخل ذاك الفتى ثانية كنت أحجب أنا وأخي الطريق لذا أفسحت له. شكرني هذه المرة يبدو أن ظن أنني أحترمه وأيضا عرف أنني ذاهبة إلى الثلاجة، كان يمشي أمامي وانا بدوت كأنني أتبعه رأيت وجهه جانبياً وكان يحمل ابتسامة، حقيقة يبدو أصغر مني ظاهرياً لكن أظن أنه لطيف، لم أكن أعلم أنه متجه الى ثلاجة المشروبات أيضاً، وصلت  وفتحت باب الثلاجة من الجهة التي أريد وكان الباب الأيمن، وهو ظل على يساري واقفاً. فتح باب الثلاجة الأيسر قائلاً: "أنا أيضاً أريد مشروباً من هنا" بإبتسامة كبيرة تشق وجهه.

كان المظهر رومانسياً جداً لا أستطيع تحمل هذا، أنا أقف على يمينه وهو على يساري كنا قريبين كثيراً وطرفي الثلاجة يحيطان بنا، لم اجبه عندما تحدث واكتفيت بابتسامة لكنني ندمت على هذا بعد ذلك. لأنني كنت خجلة وموسيقى رومانسية من اللامكان تدور في عقلي، وضعت المشروبات التي كانت معي في مكانها وأخذ هو مشروبه وتظاهرت بأخذ مشروب أيضاً، أغلقت باب الثلاجة وذهبت مسرعة دون أن أنظر خلفي وشعرت به قادماً خلفي مباشرةً وصلت إلى أبي لأعطيه المشروب كان قد وصل أمام البائعة. وبينما "هو" خارج من المتجر نظرت البائعة إلى وجهه ثم وجهت نظرها نحوي بنفس نظرات الاستغراب، لم أفهم ما غايتها لذا تجاهلتها. وجهت نظري إلى الباب الذي خرج منه هو وكان يقفز ويبدو متحمساً وهو ذهب لأصدقائه؛ بدا لي انساناً متحمساً .


إبتسمْت ، لا أنكر أنه غير مزاجي اليوم. ركبت السيارة وبقيت أفكر فيه "هل سيكون حباً نقياً أم مجرد لحظةٍ عابرة؟" وفي الطريق إلى البيت نسيته تدريجياً.




                         .... ... ....

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.




لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 04, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

فتى المتجر 🍒حيث تعيش القصص. اكتشف الآن