البيت الريفي

2 0 0
                                    

الراوية إن القصة مرعبة جدا ومخيفة ، اشترينا  المنزل الريفي البسيط وكان  في ولاية سكيكدة في بلدية بن عزوز بمنزل زهيد جدا ، يومها  شعرت بالحاجة لدخول الحمام استيقظت ، وكانت السماء تمطر بغزارة شديدة ، إن الحمام يوجد بعيدا في فناء المنزل البسيط  خلف المنزل ، خرجت وانا أسمع أصوات الرياح العالية والأمطار الغزيرة تضرب كل شيء ، وهنا لا أعرف من أين ظهر أمامي كان شيء كبير جدا  ويطير بالهواء ، لم يكن طائر فحجمة كبير جدا عن الطيور ولا خفاش فلونه كان أبيض وكان يطير بسرعة كبيرة جدا لدرجة غريبة ، سقط قلبي بين قدمي وشعرت بالتوتر والرعب وكنت أشعر بأنني عاجزة عن الحركة ، ووقف لساني عاجز عن الصراخ والاستنجاد بأحد ، أردت الصراخ فلم أستطع فعل شيء وأنا أنظر بتور وهلع لذلك الشيء الطائر في الهواء من هنا وهناك يتحرك ،  اصطدم بي الشيء الأبيض ولم يكن له ملامح ولكنني شاهدت عيونه الحمراء الدموية وهنا لم أتمالك في الحقيقة ، فصرخت برعب شديد وسقطت على الأرض فاقدة الوعي .

فتحت عيني برعب فوجدت إنني في غرفتي وعلى فراشي انام بسلام وزوجي بجواري ، وكان يبدوا عليه الخوف والتوتر سألني عما حدث لي ، أخبرته ما شاهدته بالفناء والشبح الذي كان يطير وضربني في وجهي بعنف ، وقتها قال زوجي بأنه لم يحدث شيء وربما قد توهمت الأمر لأننا لم نعتاد على المنزل الغريب ، وكنا نسكن بولاية أخرى ولكنه العمل فاضطررنا لشراء ذلك المنزل بسعر زهيد ، وقتها سكت واقنعت نفسي بأنه ربما خيال حقا ووهم ولم يحدث شيء وأخذت أشغل القرآن الكريم بالمنزل ، ولكن ما حدث بعدها كان مرعب جدا ومخيف فلقد رأيت نفس الشيء من جديد ولكن هذه المرة كانت ملامحه واضحة كان يشبه البشر كثيرا ويرتدي الأبيض وعيونه حمراء تماما ، كنت اعرف بأنه شبح وعفريت كل مرة كنت أراه في وقت متأخر من الليل كان يطير بالفناء ، كنت أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وأردد ما أحفظه من القرآن الكريم حتى يرحل ، كنت أخاف دخول الحمام ليلا ، بدأت الكثير من الأمور الغريبة تحدث لنا بالمنزل وكلها في نفس الموعد من الليل ما بين الثانية والثالثة فجرا .

اصبحنا لا ننام ليلا من شدة الأصوات التي نسمعها ، لا ندري ماذا حدث فمنذ رؤية الشبح الطائر ، وازداد الموضوع سوء ، كنا نسمع أصوات تصرخ ليلا واصوات تغني وتناجي احد ، وتطور الامر فكنا نرى اكثر من شبح طائر بل كنا نرى الكثيرون وحتى أساس المنزل كانت تتحرك من تلقاء نفسها ، لم نعد نتحمل كل هذا اصبح زوجي يراهم أيضا ،  وقتها قرر زوجي معرفة تاريخ المنزل ولماذا يحدث ما يحدث فلم نؤذي أحد ونواظب على فروضنا ، عرفنا من عجائز المنطقة من الرجال بما حدث في منزلنا ، ففي عام 1961 م نفذ الفرنسيون الحكم بالإعدام على كتيه كاملة من كتائب المقاومة الجزائرية والمقاومون للاستعمار ، لقد قاموا برميهم بالرصاص أحياء وهم في حفرة كبيرة وبعدها دفنوهم وكان كثيرون منهم مازالوا احياء اخذوا يصرخون وينادون ولكن الفرنسيون وضعوا التراب فوق أجسادهم وساروا بسياراتهم على الحفرة حتى يقتلوا من بقى حيا ، كانت مجزرة بشعة جدا ووحشية ، وبعدها قام أهالي الولاية بإخراج الجسد ودفنهم حسب شرع الله وسنه رسوله في مقابر الولاية .

واصبح مكان المجزرة بشع ومخيف غارق بماء الضحايا وصرخاتهم ليلا ، لم يستطع احد ان يقترب من المنطقة ولكن بعد سنوات تم انشاء هذا المنزل ولكن لم يسكنه أحد إلا أسرة واحدة قبلهم ورفضت البقاء فيه للأمور الغريبة التي كانت تحدث فيه ، وبعدها اشتريناه نحن ، لم نكن نعرف تلك القصة ولم يخبرنا مالك المنزل ، ولكننا  تركنا المنزل ولم نعود للعيش فيه من جديد ، ولكنها كانت ابشع تجربة مررنا بها حتى زوجي عاد لعمله القديم وترك العمل الجديد ولكن مازلنا نتذكر المنزل وما عانيناه فيه ، إن أشباح الجنود لم تؤذينا ولكن ربما أرادت أن تعيش في هدوء ،  وأن يترك لها الناس تلك القطعة التي تشربت من دمائهم الطاهرة رحمهم الله وغفر لهم ، ولعن الله الاستعمار والمستعمرون ورحم شهدائنا وشهداء الوطن .

Você leu todos os capítulos publicados.

⏰ Última atualização: Aug 07, 2023 ⏰

Adicione esta história à sua Biblioteca e seja notificado quando novos capítulos chegarem!

البيت الريفيOnde histórias criam vida. Descubra agora