بِسْم الله الرَّحْمنِ الرَّحِيم
من عظم الله أجورنـا وأجوركم بمصابنا بسيدنا الحسين عليه السلام، وجعلنا الله الطالبين بثأره مع ولده الامام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه . إن هذا اليوم أعظم يوم في الإسلام، وأكبر يوم تاريخي في العالم، لقد وقعت في مثل هذا اليوم الفاجعة العظمى والمصيبة الكبرى التي لم يشهد لها التاريخ مثيلاً ولا نظيراً، واقعة دامية، وكارثة مؤلمة حلت بالإسلام والمسلمين، فأبكت العيون على مرّ
القرون ،والدهور وأحرقت القلوب بنار الأسى والحزن .فهذا اليوم تتجدد فيه أحزان أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم، وأحزان كلّ مَن يَحمل لهم الولاء والمودة .
والعجب كل العجب من بعض المسلمين الذين يجعلون هذا اليوم يوم عيد وسرور، وهم في غفلة عما حَدَث في هذا اليوم وما نزل بسيد شباب أهل الجنة وسبط رسول الله وريحانته الإمام الشهيد أبي عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) من المصائب والنوائب التي أشفقن منها الجبال وأبين أن يحملنها، وهذه الفجائع نزلت بآل رسول الله الطيبين على يد بني أمية وأتباعهم . فقد مات معاوية بن أبي سفيان في النصف من رجب سنة ٥٩ أو ٦٠ من الهجرة، واستولى إبنه يزيد على مسند الخلافة وادّعى أنه خليفة رسول الله
والقائم مقامه مع العلم أنه لم تكن في «يزيد» مؤهلات الخلافة، مِن نَسَبه المهتوك وحَسَبه الدنيء، وموبقاته التي كان يرتكبها من الخمور والفجور واللعب بالكلاب والقردة والاستهتار بجميع معنى الكلمة .فاستنكف المسلمون أن يدخلوا تحت طاعة رجل لا يؤمن بالله ولا بالرسول، ويحمل عقيدة الإلحاد
والزندقة كما صرح بذلك يوم
قال : لَعِبَتْ هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نَزَلْ كتب يزيد كتاباً إلى الوليد بن عتبة بن أبي سفيان (والي المدينة) يُخبره بموت معاويه، ويأمره بأخذ البيعة من أهل المدينة عامة الحسين بن علي ومنخاصة .
فأرسل الوليد الى الإمام الحسين وقرأ عليه كتاب يزيد،
فقال الحسين : أيها الوليد إنَّك تعلم أننا أهل بيت بنا فَتَحَ الله وبنا يختم، ومِثْلي لا يُبايع
ليزيد شارب الخمور وراكب الفجور وقاتل النفس المحترمة .وخرج الإمام الحسين من المدينة خائفاً يترقب وقصد نحو مكة فجعل أهل العراق يكاتبونه ويُراسلونه ويطلبون منه التوجه إلى بلادهم ليبايعوه بالخلافة، لأنه أولى من غيره، فإنه ابن رسول الله وسبطه والمنصوص عليه بالامامة من جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم)
لقوله : الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا .أي سواء قاما بأعباء الخلافة أو غصبت عنهما . إلى أن اجتمع عند الحسين إثنا عشر ألف كتاب من أهل العراق وكلّها مضمون واحد،
كتبوا إليه : قد أينعت الثمار واخضر الجناب، وانما تقدم على جند لك مجندة ، إنّ لك في الكوفة مائة ألف سيف، إذا لم تقدم إلينا فإنا نخاصمك غداً بين يدي الله . فأرسل الحسين ابن عمه مسلم بن عقيل إلى
الكوفة ، فلما دخل مسلم الكوفة اجتمع الناس حوله وبايعوه لأنه سفير الحسين وممثله فبايعه ثمانية عشر ألفاً أو أربعة وعشرون ألفاً .
![](https://img.wattpad.com/cover/349038390-288-k497252.jpg)