**********
Wilson family home
5:30 am
اِستيقظ سيباستيان فزعا على صوت بكائها القادم من الغرفة المجاورة لغرفته.. ليركض بسرعة فتح الباب دون طرقه حتى.. وجدها تتصبب عرقا و كل شبر من جسدها يرتجف من شدة الخوف..
لم يفهم من كلامها فقط بضع كلمات :
-لا تذهبا.. لا تتركاني وحدي ارجوكما..
ليمسك يدها باحدى يديه و الاخرى يمسح بها على رأسها يحاول تهدئتها ليهمس:
-صغيرتي.. لا تخافي انا معك لا تخافي..
فتحت عينيها المبللتين ببطء.. لترتمي في حضنه تبكي بهستيريا.. فعانقها بقوة بغية التخفيف عنها..
فما تمر به ليس مجرد كابوس ينقضي ما ان يحل الصباح.. بل شريط ذكريات مرت به في عمر السابعة و إستمر لما بعد ثلاثة عشر عاما
ابعدها عنه يكوب وجنتيها المحّمرّتين من شدة البكاء ليتمتم :
-لقد انقضى.. لا تخافي حسنا.. انا معك.. لن اتركك.. لست وحدك..
اردف متسائلا:
-صغيرتي اانتي بخير؟
لتومئ له ايجابا تضع رأسها على صدره شاردة فيما مرت به..
دقائق عديدة مرت وهما على نفس الوضع ليبعدها عنه نابسا:
-عزيزتي؟!..
-نعم..
ردت بهدوء ليردف:
-كيف حالك الان؟!..
لتجيبه مبتعدة عنه ترسم ابتسامة متصنعة على شفتيها :
-انا بخير عزيزي لاداعي لتقلق علي.. أنه مجرد كابوس، و انا معتادة عليه.
ابتسم ابتسامة حاول جاهدا جعلها تبدو حقيقية.. ليطبع قبلة وسط جبينها..
زفر الهواء مدعيا الارتياح لانها بخير :
-اووه.. لقد سررت لمعرفة ذلك.. فمجرد معرفة انك بخير تجعلني اسعد انسان على وجه الأرض
احنت راسها للامام قليلا لتنبس باسف:
-انا اعتذر
-ولماذا ذلك؟
-اعتذر لاني دائما ازعجك و اتعبك معي.. اتعبك بسخافاتي انا.. انا.. انا شخص
بلا ف....
توقفت عن الحديث عندما وضع اصبعه السبابة على شفتيها:
-هششش.. صغيرتي.. كم مرة يجب ان اخبرك انني لست منزعجا عند الاهتمام بك.. إن حديثك هذا ما يزعجني..
من اخبرك بانني منزعج هاا.. او انني متعب.. صدقيني كل ما يهم بانسبة لي رؤيتك بخير.. ولا داعي لتكرار تلك الكلمة السخيفة "انا بلا فائدة "
