تحت أضواء برشلونة المتلألئة كانت زارا تجري بين الازقة المظلمة بينما الخوف يملأ عيونها وتتسارع ضربات قلبها . كانت قد قد تلقت طلباً غير متوقع لتسليم فستان العميل في حي يبدو غير معروف . لم تدري أنها ستجد نفسها في موقف يهدد حياتها .عندما وصلت إلى الحي المظلم وجدت مجموعة من الرجال المسلحين في منتصف صفقة مشبوه . حاولت الانسحاب بهدوء ولكن أحدهم رآها وصاح :" امسكوها ".
ركضت زارا بأقصى سرعتها ، و لكن الأزقة الضيقة جعلت الهروب مستحيلاً . بعد لحظات، وجدت نفسها محشورة في زواياه ، وظهر امامها الرجل الذي قاد المجموعة ، طوله يضاهي ارتفاع الجدران و ملامحة جادة و باردة .لم يتسنى لها ان ترى غير عيناه السوداوية قبل ان يسحبها إليه يأخذها إلى مكان بعيداً عن الأنظار .
صرخة زارا ولكن صرخاتها ثم خنقها بقبضة من حديد . عيون الرجل كانت باردة خالية من أي مشاعر . دفعها إلى الحائط ، جاعلاً إياها لا تشعر إلا بالخوف .
أخرج الرجل من جايبه حقنة صغيرة ، و رفعها أمام عيني زارا . كان واضحان انه لم يكن يهدد فقط " اسف عزيزتي يبدو ان ليس لدي خيار .."
تلعثمت زارا باكية قائلة : " اقسم أننى لم تري شئً ، أنا كنت هنا فقت لهذا ، لا تؤذني رجاءً .." تحاول تمالك أعصابها .نظر إليها ببرود قائلً بصوت خافت عميق : " لقد شاهدت ما لا ينبغي لك برؤيته ، لم تطرقي لي خيار ".
قال يداعب خصلات شعرها الطويلة الناعمة : " اتعلمين ما هذا .. بالطبع لا انت ابرئ من ان تعلمي " ، دون ان يقول كلمة أخرى ، حقنها . كانت الزرقة في عينيها تتلاشى تدريجياً ، و مع اختفاء وعيها ، سقطت علي كتفه و حملها بيد واحدة داعماً إياها بجسده و كأنها دمية لفرق حجمهما .
كان يتأمل الجمال بيده ولاكنه لم يأخذ وقته ليراها كاملةً فقط عيناها الزرقاوات و النمش الذي يزين وجنتيها ، و لكن لم يكن هناك تعبير على وجهه إلا البرود التام .
ثم استدار حاملاً إياها كانّها خفيفة كالريشة و هو يتلمس منحنيات خصرها المثاليه الي الظلمات ، فقد اتخذ قراره بالفعل .. هي له و لن تكون لغيره .
أنت تقرأ
Zero
Romanceتنقلب حياة زارا مصممة ازياء العشرينية رأساً على عقب عندما تشهد صفقة مافيا لصالح رئيس المافيا الأسباني رافائيل مندوزا الثلاثيني في شوارع برشلونة. لإنقاذ نفسها، تجد نفسها مجبرة على الاعتماد على زعيم المافيا الغامض والقاسي المعروف بـ"Zero". حتى لا يتع...