Part 1: في قبضة الليل

19 2 1
                                    


‏تحت أضواء برشلونة المتلألئة كانت زارا تجري بين الازقة المظلمة بينما الخوف يملأ عيونها وتتسارع ضربات قلبها . كانت قد قد تلقت طلباً غير متوقع لتسليم فستان العميل في حي يبدو غير معروف . لم تدري أنها ستجد نفسها في موقف يهدد حياتها .

‏عندما وصلت إلى الحي المظلم وجدت مجموعة من الرجال المسلحين في منتصف صفقة مشبوه . حاولت الانسحاب بهدوء ولكن أحدهم رآها وصاح :" امسكوها ".

‏ركضت زارا بأقصى سرعتها ، و لكن الأزقة الضيقة جعلت الهروب مستحيلاً . بعد لحظات، وجدت نفسها محشورة في زواياه ، وظهر امامها الرجل الذي قاد المجموعة ، طوله يضاهي ارتفاع الجدران و ملامحة جادة و باردة .لم يتسنى  لها ان ترى غير عيناه السوداوية  قبل ان يسحبها إليه يأخذها إلى مكان بعيداً عن الأنظار .

‏صرخة زارا ولكن صرخاتها ثم خنقها بقبضة من حديد . عيون الرجل كانت باردة خالية من أي مشاعر . دفعها إلى الحائط ، جاعلاً إياها لا تشعر إلا بالخوف .
‏أخرج الرجل من جايبه حقنة صغيرة ، و رفعها أمام عيني زارا . كان واضحان انه لم يكن يهدد فقط " اسف عزيزتي يبدو ان ليس لدي خيار .."
تلعثمت زارا باكية قائلة : " اقسم أننى لم تري شئً ، أنا كنت هنا فقت لهذا ، لا تؤذني رجاءً .." تحاول تمالك أعصابها .

نظر إليها ببرود قائلً بصوت خافت عميق : " لقد شاهدت ما لا ينبغي لك برؤيته ، لم تطرقي لي خيار ".

قال يداعب خصلات شعرها الطويلة الناعمة : " اتعلمين ما هذا .. بالطبع لا انت ابرئ من ان تعلمي " ، دون ان يقول كلمة أخرى ، حقنها . كانت الزرقة في عينيها تتلاشى تدريجياً ، و مع اختفاء وعيها ، سقطت علي كتفه و حملها بيد واحدة داعماً إياها بجسده و كأنها دمية لفرق حجمهما .

كان يتأمل الجمال بيده ولاكنه لم يأخذ وقته ليراها كاملةً فقط عيناها الزرقاوات و النمش الذي يزين وجنتيها ، و لكن لم يكن هناك تعبير على وجهه إلا البرود التام .

ثم استدار حاملاً إياها كانّها  خفيفة كالريشة و هو يتلمس منحنيات خصرها المثاليه الي الظلمات ، فقد اتخذ قراره بالفعل .. هي له و لن تكون لغيره .

Zeroحيث تعيش القصص. اكتشف الآن