part 3

138 10 96
                                    

° أشهد أن لا إله إلا الله °

                                                  

ظننت في البداية أن الأمر كله مُجرد كابوس مزعج وسينتهي بمجرد أن أفتح عيني ، وحاولت أن استسلم لهذا التفسير المُريح ، ولكنِ عندنا فتحتها وجدت نفسي في مكان غريب عني كليًا .

أخر ما أتذكره هو صراخنا جميعًا في السيارة وخروجنا منها نركض بذعر نحاول النجاة مما يحدث لنا ، وكان هذا اسوء قرار اتخذناه .

إذ فجأة ظهرت كائنات غريبة تطفو لم أستطيع الرؤية جيدًا وتبين ملامحها من هول اللحظة ، وبوابة كبيرة ممزوجة الألوان ظهرت من العدم ابتلعتنا بداخلها .

لم أشعر سوا بضوءً ساطع ضرب عيناي ودوار شديد مازلت أُعاني من آثاره حتي الآن .

لا أعلم أين أنا ؟ أو أين هم عائلتي ؟ ، استيقظت من اغمائي في شارع غريب بمفردي ، شرعت أُنادي علي أحد منهم أدور حولي مثل المجنونة أبحث بين الشوارع ، أدركت في لحظة مُتأخرة أنني وحدي ولا احد أعرفه حولي وفي مكان غريب أيضًا ، وما أكد لي الأمر أن المنازل هنا شكلها فخم وراقي للغاية متوزعة علي مساحات مُتباعدة عن بعضها البعض ، وراء هذه المنازل غابات تُحيطها من الخلف فقط .

حاولت وضع الكثير من الإحتمالات أنني رُبما سافرت بطريقةً ما ووصلت هنا او أنه تم اختطافنا جميعًا وتم توزيعنا علي بعض الأماكن .

أعذارًا واهية حُفرت في رأسي ، لكن تخيل معي فقط أنك بين ليلة وضحاها وجدت نفسك في مكان مجهول لا تعلم أين هم أفراد عائلتك ، ولا تري شخصًا واحد يمكنك سؤاله حتي يُطفئ نار خوفك .

" هل من أحد هنا ؟ " همست بيأس وصوت مُرهق ، ولكن توسعت عيناي بهلع بسبب ما أصدره فمي!! ، اللغة التي تكلمت بها للتو ! .

" ما اللعنة ؟!! " وضعت يدي على فمي بصدمة، هذه ليست لغتي ليست الإنجليزية ولا أي لغة أعرفها ، وأنا متأكدة أنني لم أتعلم النطق بها بطلاقة هكذا ، كأنني ولدت أتحدث بها .

أخذتُ أُكلم نفسي بصوتً عال وأنا لم أستوعب بعد ما الذي يجري معي ؟ ، أنا خائفة مما يحدث بل مرعوبة ولكنِ تجاهلت كل هذا وبدأت بالبحث عن عائلتي مجددًا .

هل هم بخير ؟! بالتأكيد هم خائفين مثلي تمامًا الآن.

أسير في شوارع ضيقة أحاول الوصول لشارع رئيسي ومن الممكن حينها رؤية أحدا ما وأستطيع وقتها الإتصال بأبي ، وبالفعل بعد الكثير من المحاولات والدوران في نفس دائرة المكان المتشابه حتي شعرت بالدوار أكثر .

وصلت لطريق تتوزع به المنازل بكثرة وبطريقة مختلفة عما رأيتها من قبل سمعت ضوضاء من الأصوات المختلطة تقترب .

رأيت من بعيد رجل يسير وحده ، تجدد الأمل بداخلي مثل برعم زهرة تتفتح من جديد وانفرجت أساريري بسعادة ، ركضت بسرعة حتى أستطيع اللحاق به خصوصًا أنه الشخص الوحيد الذي رأيته منذ استيقاظي هذه فرصة لن أتركها من بين يداي .

𝐋𝐄𝐈𝐆𝐇𝐓𝐎𝐍 | لايتونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن