العابث الأخير لهذا القرن

60 2 0
                                    


إهداء إلى كل شباب الأمة التي لايعلمون أنهم كنوزها وجواهرها وأساسها ، لا تيأس فما بعد الصبر إلا الجبر وانظر وتمعن إلى التاريخ فكل الأبطال كانت معيشتهم أسوء منك بمراحل ولكن تختلف الطرق عزيزي القارئ ؛ فعليك أن تحسن اختيارك وأن تكافح وتثابر حتى تحقق النصر الذي تتمناه .

لكل منا حكايته الخاصة وهو بطلها فلا تستهن بذاتك ، أنت قوي بما فيه الكفاية للتغلب على تلك العقبات فلقد أخبرنا الله عز وجل في كتابه قائلا " لا يكلف الله نفسا إلا وسعها "، فاعلم بأنك تستطيع فعلها ، تستطيع الانتصار عليها والنجاح في شتى أمور الحياة ولكن يتطلب منك ذلك عزيمة لا تقهر وإرادة صلبة قوية فأهل العزيمة هم أهل النجاح .

إنه لشئ عجيب جدا أن بعد كل هذا العمر أصير مجرد سارد حكايات لهؤلاء الأطفال الصغار ، ليبقى الأمر سرا بيني وبينكم صرت عجوزا لا أقوى على فعل شئ غير سرد القصص واضحاك الصغار ، فالأمر غريب جدا ، ما أشبه الليلة بالبارحة كنت البارحة طفلا يستمع للقصص والحكايات من والده وأما اليوم فصرت أنا من يقص القصص ، هذه هي الدنيا مثلما أتيت ستذهب ، دوما أسخر من هؤلاء البشر المغفلين الذين يطمعون في نيل الأشياء ويتنازعون فيما بينهم ، فيسرقون ويقتلون ، وتتوالي الحكام وتختلف الأزمان ولا أحد يدرك بأن الجميع راحل بدون شئ ، فيترك السلطان مملكته ، ويترك الزوج زوجته ، والأب ابنه حتى الروح تترك جسدها التي سكنت به طوال العمر فسبحان الحي الذي لا يموت.

دعنا من غفلة الدنيا إنه لشئ مخزي ومحزن جدا أن تتوالى الأجيال في تلك الغفلة وتغرهم الدنيا حتى تسلبهم أعز مالديهم وهم لا يشعرون ، أتدرون كيف هي الحياة ؟!

الحياة لا يجب أن نعيشها بالوحدة والعزلة كما يعتقد البعض ، فلا طعم للحياة بدون الأحباب ، جميعنا يعلم أن الله خلقنا لبعض كالأرزاق ، فليس كل الرزق مالا ، الصديق الوفي رزق ، والأخ رزق ، والزوجة الصالحة رزق بل إن نبي الله محمد ﷺ قد قال عنها بأنها خير متاع الدنيا ، إذا نتفق منذ البداية بأن الرزق لا يقتصر على المال فقط .

أحدثكم بصوت خافت يخرج من فم رجل عجوز منهك قد أنهكته الأيام والسنين ، عجوز كان في شبابه يعد من أقوى الشباب صلابة و ضخامة وبنية جسدية ، تعددت أسماؤه لأنه كان دوما هائم يسافر البلاد فقيرا يبحث عن طعامه فقد سماه العرب الأرقش نسبة للبهاق الذي بجسده ، ولقبوه الغرب بهرقل تيمناً بضخامة جسده وقوة عضلاته ، ولكن أين هذه القوة الآن فقد هرمت وصرت كهلا عجوزا لا يفعل شئ سوى سرد الحكايات .

وأرى أنني يجب أن أقص عليكم قصتي فستعلمون بأنني ماهرا بسرد القصص .

كان لدي عائلة جميلة تتكون من أب وأم وأخت ، كنا مزارعين سعداء بما لدينا من نعمة قد أنعم الله بها علينا فلقد كنا نملك قوت يومنا من هذه الأرض الصغيرة التي تركها لنا جدي رحمه الله وقد باركها ربي فصارت ممتلئة بكل ما لذ وطاب تجد فيها من العنب والموز والرمان والمحاصيل الزراعية الاخرى الكثير والكثير ، كنا عائلة سعيدة نجتمع دوما في هذه الارض منذ اشراقة الصباح فنتبادل الحديث انا ووالدي حتى تنتهي أختي ووالدتي من إعداد الطعام فنتناول الفطور ويذهب كل منا لفعل واجباته فتقوم أمي وأختي بالحصول على الحليب من الماشية التي قمنا بشرائها مؤخرا ، وأقوم أنا بجلب البرسيم من الارض لها

زعيم القبيلةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن