رجعنا انا وامي الى الكويت على الخطوط الاردنية ، وصلت طائرة الاردنية الى مطار الكويت ، ونزل الركاب وابتدأوا الدخول الى صالة المسافرين ، كملنا ختم الجوازات ودخلنا القاعة لاستلام الحقائب ولما استلمناها ، توجهنا نحو قاعة الاستقبال وكانت جدتي تنتظرنا هي والدريول( السائق) كومار ، ركضت باتجاه جدتي ووصلت امي لها وقفنا بينما كان السائق جلب عربة وضعنا فيها اغراضنا واخذها ليضعها في السيارة في المواقف بينما توجهنا نحو السوق الحرة لتناول بعض الطعام والعصائر ، وفجأة اثناء جلوسنا جاء جاسم ابن خالتي ووقف بالقرب من جدتي ونظر الينا قائلا
جاسم : السلام عليكم شلونك مزنه شلون سفرتكم
مزنه : وعليك السلام الحمدلله بخير ، شلون عرفت انا راجعين اليوم
جاسم : من قسم العلاقات بالشركة قال لهم المحامي انك راح ترجعين وطلب يحجزون لكم تذاكر العودة فابلغوني ، ها تنتظرون منو ، اذا تبون اوصلكم بسيارتي
مزنه : مشكور بس تخلص نوف نروح لسيارتنا السائق شويه ويجي يودينا للسيارة .
جاء السائق وقد سمع جزء من الحوار
السائق : عمتي تجون معي والا تروحون مع عمي جاسم
مزنه : امشي ودينا السيارة كومار ، جاسم باكر امر على الشركة راح نسوي اجتماع اوكي الساعة 9 الصبح بلغ الموظفين بصفتك المدير المفوض
جاسم : ان شاء الله ،خير اكو شيء
مزنه : لا انا ابي ابعد عن الشركة فترة وابي واحد يستلمها بدالي وباكر اقول من هو لاني راح اكون مشغولة بشغلات ثانية اهم اوكي
جاسم يظن انها ستعلن عن زواجهم ويقولون : باكر انتظرك بالشركة
ويغادر الجميع المطار كلٌ الى بيته ، ها قد وصلنا للبيت وجلست امي في مكتب ابوها تفكر في الحمل الجديد من كمبيالات علي ، اخرجتها من جنطة الاوراق ، كانت 50 كمبيالة وصادرة من كاتب عدل كويتي بعد الحرب فرقتها كانت مسحوبة على 15 تاجر وبحضور شهود من تجار اخرين ومبالغها تتراوح بين 50 الف دولار وبين الربع مليون دولار وكان مجموعها يصل تقريبا الى ( ثلاث ملايين دولار ) ، قررت الاتصال باكثر التجار دينا ، كان التاجر ابوعلي فقد كان مبلغه تقريبا في عدة كمبيالات ثلاث ارباع المليون دولار
مزنه تتصل بابو علي
مزنه : السلام عليكم
ابو علي التاجر : وعليكم السلام تفضلي
مزنه : انا عمي مزنه عبدالله الناصر ، اظنك تعرف الوالد صاحب شركة الديرة العقارية
ابو علي : والنعم فيك بنتي والله يرحم والدك ، خير شنو محتاج شيء
مزنه : ابي منك موعد عندي موضوع احب اتكلم فيه معاك ، وانا مكلفه من شخص في هذا الموضوع فوين تحب نتقابل عندي بالشركة والا يمكم
ابوعلي : اذا تحبين نتقابل يمك بالشركة وانا عندي موضوع احب احجي وياك فيه
مزنه : اذن موعدنا باكر الساعة 10 الصبح تعرف عنوان الشركة
ابوعلي : اكو احد ما يعرف عنوان شركتكم
مزنه : انتظرك باكر مع السلامة عمي
ابو علي : مع السلامة
قامت مزنه باختيار التاجر الثاني واتصلت فيه وحددت الموعد لمقابلتها ، اما في الجانب الاخر من الحدود وصل علي الى البصرة وبدأ بتصديق الوكالة اثناء رجوعه و مروره في بغداد وصدقها من الخارجية العراقية ، بدأ بالبحث عن املاك والد نوف فوجد البعض منها مسكونة من اشخاص يدعون انهم استاجروها من اصحابها والبعض الاخر متروكة مهملة وقد تراكمت الازبال والاوساخ ، بدأ علي بتقديم العرائض لمديرية التسجيل العراقي لاستخراج السندات الجديدة العائدة لهذه العقارات ، وارسل انذارات لكل من يسكن هذه البيوت والعمارات ، كان البعض منهم قد وصلوا الي مكتبه وقاموا بتهديده لكنه كان حازما معهم لكون انه لايوجد لديهم اوراق اصولية بخصوص استئجار هذه العقارات فبدأ برفع بعض الدعاوي واستطاع كسب قرارات بالاخلاء ، وكان اول العقارات المستعادة ، عمارة بالمناوي باشا كانت تسكنها عدة عوائل يدعون انهم مستأجريها من احد الملاكين الذي تبين انه ليس بمالك لها فاتفق مع السكان بان يبقوا ويعطيهم عقود ايجار رسمية باعتباره الوكيل الرسمي وانه كلف احدهم بجمع الايجارات وتصليح العمارة وتغطية نواقصها من خلال جمع المستاجرين لكي يختاروا من يمثلهم، كما استطاع ان يكسب الدعاوي التي رفعها على مدعين الملكية لهذه العقارات ويستعيد مبالغ الايجار التي قبضوها من الناس ويصلح بها نواقص العمارات ، كما استعاد بساتنين في ابي الخصيب وشط العرب وابقي الفلاحين فيها بشرط العمل فيه ولهم ربع المحصول وهكذا نجح بانجاز بعض المعاملات فقد بقى له عمارة متروكة بالجزائر وثلاث بيوت مهملةً في العباسية وابريهة وكما بقي بستانان في ابي الخصيب والجزيرة وبيت بالزبير ، كان قد قطع شوط كبير في التفاهم مع سكانهم . وكان علي قد اتفق مع بعض المقاولين لترميم الدور والشقق المتروكة واعادتها الى وضعها السابق حتى تكون مؤهلة للسكن ، بينما كانت في الجانب الاخر من الحدود مزنه قد عقدت اجتماع مع التجار المدينون لابو علي كي تتفق معهما طريقة التسديد بحضور محامي الشركة مالتها .
بعد ما قضت مزنه ليلتها في البيت فقد توجهت في اليوم التالي للشركة حيث كان في استقبالها ابن خالتها جاسم وبعض مدراء الشركة ومن هناك توجهت نحو قاعة الاجتماعات حيث اجتمع كافة الموظفين وقد اجتمعت ببعض الموظفين قبل ذلك لذا بدأت الاجتماع بقولها
مزنه : السلام عليكم ، اليوم حبيت تجتمعون معاي حتى اطلعكم على بعض القرارات المهمة في حياة الشركة وحياتي الخاصة وبما ان هذه القرارات تمس الشركة وبالتالي تمس اعمالكم فحبيت اشارككم فيها لقد قررت اجراء تغييرات اساسية في هذه الشركة وهذه القرارات ستوزع عليكم بعد دقائق من خلال سكرتيرة المدير المفوض وشكرا لاصغائكم
ذهبت مزنه لتجلس على كرسيها على طاولة وضعت على مسرح صغير وكان يجلس بجانبها محامي الشركة وابن خالتها جاسم ، ابتدأت السكرتيرة بتوزيع القرارات من اخر القاعة حتى وصلت للطاولة التي تجلس عليها مزنه ،كانت القرارات صدمة كبيرة للجميع وهنا وقفت مزنه لتقول
مزنه : اظن قريتوا القرارات ، مفاجاة مو صحيح ، هذه القرارات اجت في وقتها تصحيحا لمسيرة الشركة كشركة عقارية يجب ان تضم اناس مشهود لهم بالكفاءة . لذا اتمني ان نتعاون للارتقاء بمستوى الشركة ، تنفذ هذه القرارات اعتبارا من اليوم .
جاسم يقف معترضا : مزنه ليش طلعتني من الشركة ، انا ما اشتغل بشكل صحيح ، وشنو تخلين مكاني حمود هذا المحامي المتسلق المنافق
مزنه : اعتقد انا صاحبة الشركة واعرف ان مصلحتها بوجود حمود في منصب المدير المفوض وليس وجودك انت صار لك سنة اكو فيها مشروعات تلكأت رغم توفر موادها كما لم تحقق اي ربح ولم تستلم عمل جديد
جاسم : لا هذا الكلام مو صحيح . انت امراة ما تعرف مصلحتها ، لازم يحجرون عليك لان راح تخربين الشركة وتضيعين ورث اليتيمة
مزنه : جاسم اطلع بره ، الامن وينكم طلعوه بره الشركة
يقوم رجال الامن باخراج جاسم خارج القاعة ويسود القاعة الهدوء
مزنه ( تكسر حاجزالصمت ) : لنتكلم حول الافكار المقدمة من قبلكم
يبدأ المجتمعون بتقديم مقترحاتهم حول المشاريع المستقبلية للشركة ويتم مناقشتها من قبل مزنه وحمود محامي الشركة .
انتهي الاجتماع وكل رجع الى مكانه ، مزنه وصلت الى مكتبها ومعها حمود المحامي فوجدت بانتظارها الحاج ابوعلي وبعض التجار ممن خابرتهم في غرفة السكرتارية
مزنه : السلام عليكم ، اهلا بكم جميعا ، شرفتونا بزيارتكم
التجار : وعليكم السلام
مزنه : تفضلوا نقعد داخل حتى نتكلم براحتنا
التجار : شكرا
تتجه مزنه نحو المكتب ويتبعها المحامي والتجار ، ويجلس الجميع على كراسي حول منضدة شبه دائرية .
مزنه : انتم تعرفون انا ليش طالبتكم
ابو علي التاجر : نعم بس نقدر نشوف الاوراق
مزنه : ساعطيكم نسخ منها شوفوها وجاوبوا واعتذر راح اكمل كم شغلة على ما تلقون لي حل حول التسديد
ابوعلي : خوش راي
قامت مزنه بتوزيع الكمبيالات المستنسخة على التجار حسب الاسماء اللي عليها
ابوعلي : مزنه بنتي من وين لك هذه الكمبيالات ؟!
مزنه : من وريث التاجر محسن الجاسم وهو يحب يلم فلوس ابوه حتى يوزع تركته
ابو علي : ابو علي الجاسم اتوفي
مزنه : صار اله عدة سنوات .
ابو علي : الله يرحمه ، والحين نبي نتفاهم حول هذه الكمبيالات
مزنه : شنو عندكم من مقترحات للتسديد انا ابي اسمع
ابو خالد ( تاجر) : يا بنتي انت تدرين ما نقدر نسد مرة وحدة لان يعني انهيارنا بالسوق لكن نفضل نبدأ بالمبالغ الصغيرة وبعدين نروح نسد الكبيرة بالتقسيط لان تعرفين سحب مبالغ كبيرة قد يضرنا كتجار
مزنه : انا ماعندي مانع استلم مبالغ الكمبيالات الصغيرة وراح اتصل بالورثة على المبالغ الكبيرة يجوز يخصمون جزء ويأخذون جزء
ابو يوسف ( تاجر) : وهذا خوش مقترح وانا من باكر منفذ اللي تقولين عليه ، اعطيني كمبيالاتي وانا راح اختار الصغار وادفعها لك بس بوصولات استلام والمبالغ الكبيرة نتفق على كيفية تسديدها
مزنه : انا ما احب اثقل عليكم بالتسديد انتم اختاروا الطريقة ، بس نحاول نخلص خلال هالسنة . لانهم محتاجين فعلا
ابو محمد ( تاجر ) : انا بالنسبة لي اقدر اسدد المبلغ مالتي كاملا فمتى تبين ادزه لك ؟
مزنه : مشكور عم ابو محمد اذا تقدر باسرع وقت نقول على الاسبوع الجاي
ابو محمد : ان شاء الله
وهكذا نجحت امي بالاتفاق مع التجار لتسديد ما بذمتهم ووقعت الاتفاقات معهم بناءا على ذلك ، كانت امي قد قطعت شوطا كبيرا في تجميع كمبيالات علي. اما بالنسبة لعلي الجاسم فاستطاع ان يستعيد معظم الاملاك ، ويؤجرها على بعض الناس او الدولة فجمع المبالغ وابتدأ بشراء الدولار وتحويله الى عَمان ، وهكذا استطاع انجاز الكثير من الاعمال الخاصة بادارة املاك اهلي واكمل اجراءات السفر وانتقل الى عمان
