في زاويـةٍ مِن الواقـع الأدراكـي يهيـم شبحٌ من الذكريات كالظِل الأسود و يطوف حول الفِكر ، ذلك المسـخ _ كما وصفتـه مشاعرُ القلبِ _ يتطاول بالعبثِ باللحظاتِ ..فمرةً يضيفُ ضيقاً لقلبٍ فرحٍ في آنٍ ما ويشوهُ كل مشهدٍ كُللِ بالبهجـة و كأنهُ يهمـِسُ عند ضهور الأبتسامةِ على محيى الوجهِ
( أتبتسـم و قد عِشت كُل ذلكِ وعاش فيـكَ ) ، ومرةً تُقام تعاستُكَ ومن شدةِ الحالِ تفرحُ بِلا أملٍ كأنك تشمـتُ بالخفاء مِن حُزنـك الأبدي .
الذي لا تدركه عفويةُ روحِكَ أنّ الطيـف السوداوي حجب شيءً في الجوفِ أخفى سِر تواجدهِ فيكَ من دونِ الآخريـن ، هو يتمسـك بِمن يحتفظ بسرهِ ويحميـهِ من الأنكشافِ حتى لنفسهِ .يقولُ القلبُ دعهـا فهـي أُنسٌ لخلوِ الليالـي فيوافقـه الطيـف و يشقى القلبُ برأيـه المُتسيـدِ ، و يرجـوا العقلُ أن يتخلـى عن بقايا الذكرياتِ كما يتخلـى عن بقايـا الأشخـاص فيضربُ بقايـا الطيفِ وحدهُ أبوابَ القلبِ خشيةَ الأندثار .