نزار قباني
زيتية العينين
زيتية العينين .. لا تغلقي
يسلم هذا الشفق الفستقي
أغرقت الدنيا ولم تغرق..
في أبدٍ . يبدا ولا ينتهي
في جزرٍ تبحث عن نفسها
ومطلقٍ يولد من مطلق
تشردي في غابة الفستق
***
باعك هذا اللون .. قولي. اصدقي
أمن ضفاف (السين) خيطانه
أم من صغير العشب لملمته
بحيرةٌ خضراء في شطها
نامت صبايا النور .. لم تتقي
صفضافةٌ تحت الضحى الزنبقي
عريشةٌ كسلى على سفحنا
***
شباكي الصغير .. يفضي إلى
إلى نوافيرٍ رماديةٍ
تبكي بصوتٍ أزرقٍ .. أزرق
يفضي إلى لا منتهى شيق
من ألف عامٍ وأنا مبحرٌ
أمضي على زمردٍ دافئٍ
يرهقني .. فديت يا مرهقي
من خلف خلف الهدب المطرق
منك ، على شعري .. على مفرقي
يا مطر العينين .. لا تنقطع
لا تنقطع ثانيةً .. إنني
جوع الربى للأخضر المورق
سفينتي . لا بد أن نلتقي
يفضي إلى لا منتهى شيق
من ألف عامٍ وأنا مبحرٌ
ولم أصل .. ولم يصل زورقي
أمضي على زمردٍ دافئٍ
يرهقني .. فديت يا مرهقي
وشوشة المياه مسموعةٌ
من خلف خلف الهدب المطرق
قطرات فيروزٍ على جبهتي
منك ، على شعري .. على مفرقي
يا مطر العينين .. لا تنقطع
أنا حنين الطيب للدورق
لا تنقطع ثانيةً .. إنني
جوع الربى للأخضر المورق
يا مرفأ الفيروز .. يا متعباً
سفينتي . لا بد أن نلتقي