نزار قباني
معها في باريس
لا الشعر ، يرضي طموحاتي ، ولا الوتر
إني لعينيك ، باسم الشعر ، أعتذر..
يا من تدوخ على أقدامك الصور
يروجون كلاماً لا أصدقه
كم صعبةٌ أنت .. تصويراً وتهجيةً
إذا لمستك ، يبكي في يدي الحجر
ولا البصيرة ، تكفيني ، ولا البصر
نهداك .. كان بودي لو رسمتهما
***
أيا غمامة موسيقى .. تظللني
الحرف يبدأ من عينيك رحلته
كل اللغات بلا عينيك .. تندثر
إلى نبيذٍ ، بنار العشق يختمر
ولم أخطط له .. لكنه القدر..
هزائمي في الهوى تبدو معطرةً
تركت خلفي أمجادي .. وها أنذا
بطول شعرك _ حتى الخصر _ أفتخر
وأنت .. أجمل ما في حبك الخطر
يا من أحبك .. حتى يستحيل فمي
جرائر الكحل في عينيك مدهشةٌ
ماذا سأفعل لو ناداني السفر؟؟
ولؤلؤ البحر شفافٌ .. ومبتكر
هل تذكرين بباريس تسكعنا ؟
خطاك في ساحة (الفاندوم) أغنيةٌ
وكحل عينيك في (المادلين) ينتثر ..
ما زال في ركننا الشعري ، ينتظر
كل التماثيل في باريس تعرفنا
حتى النوافير في (الكونكورد) تذكرنا
ما كنت أعرف أن الماء يفتكر ..
نبيذ بوردو .. الذي أحسوه يصرعني
ودفء صوتك .. لا يبقي ولا يذر
ما دام حبك يعطيني عباءته
فكيف لا أفتح الدنيا .. وأنتصر ؟
والعاشق الفذ .. يحيا حين ينتحر ...
تمشين أنت .. فيمشي خلفك الشجر
خطاك في ساحة (الفاندوم) أغنيةٌ
وكحل عينيك في (المادلين) ينتثر ..
صديقة المطعم الصيني .. مقعدنا
ما زال في ركننا الشعري ، ينتظر
كل التماثيل في باريس تعرفنا
وباعة الورد ، والأكشاك ، والمطر
حتى النوافير في (الكونكورد) تذكرنا
ما كنت أعرف أن الماء يفتكر ..
***
نبيذ بوردو .. الذي أحسوه يصرعني
ودفء صوتك .. لا يبقي ولا يذر
ما دمت لي .. فحدود الشمس مملكتي
والبر ، والبحر ، والشطآن ، والجزر
ما دام حبك يعطيني عباءته
فكيف لا أفتح الدنيا .. وأنتصر ؟
سأركب البحر .. مجنوناً ومنتحراً..
والعاشق الفذ .. يحيا حين ينتحر ...