كنت واقفة في حوش المدرسة لوحدي بتفرج على البنات وهي بتلعب وبتتمرن وبتعمل تمرينات تحمية واللي بتنط الحبل واللي بتلعب كرة الطايرة واللي بتجري وبتتسايق مع صحباتها
أما صاحبتي الوحيدة اونس كانت مشغولة باللعب بالكرة مع طفلة صغنونة بنت معلمة والبنت فرحانة وطايرة من الفرحة وهيه بتجري تلحق بالكورة وبعدين تشوطها لاونس
ضحتها وفرحتها اللي شوفتها في عنيها والبراءة اللي طفت على صفحة وشها خلتني وبدون مقدمات أحن لحاجة كنت بحبها
وبصورة تلقائية مني محستش بنفسي غير وإني بعد ما كنت واقفة لوحدي جنب الحيط براقب وبتفرج على البنات وبس، مش بشاركهم لعبهم
لقيتي رجعت لورا بحماس كبير وبعدين جريت خطوتين لقدام وفضلت اتشقلب بحرافية عالية ولا كأني لاعبة جمباز من الدرجة الاولى كان فاضل مسافة صغيرة على الحيطة وكان استحالة اني اتشقلب واقف مظبوط من غير ما أخبط الحيطة دي
لكني عملتها وبكل ثقة وبنجاح كبير ووقفت وشي للحيطة اللي لو حد تاني عمل الحركة دي من المسافة القليلة دي كان زمان وشه لبس في الحيطة بكل تأكيد
وقفت أنهج ومبسوطة بإني خرجت طاقتي وعملت حاجة أنا بارعة فيها ومحرومة منها من زمان ورغم كدا عرفت أءديها بالمهارة الكبيرة دي
وده خلى كل اللي ف المدرسة يصقفوا ليا وبحرارة كمان وده اللي فوقني وعرفت اني عملت أكبر غلطة هفضل أندم عليها طول عمري لإني هتعاقب بسبب اللي عملته عقاب متأكدة إنه مش هيكون هين أبدا
لفيت بوشي للبنات اللي بتبصلي ومبسوطة باللي عملته وكمان المدرسين بيبصولي بإعجاب لكني تجاهلت كل ده وبعيون مرتجفة هتموت من الرعب بصت عليها فوق لقيتها بتراقبني من الشباك كالعادة وأول ما عيني جت في عنيها رمقتني بنظرة دبت الرعب في جسمي كله وعرفت إني هتعاقب هتعاقب..استاهل إزاي انا محتسش بنفسي وعملت كداالبنات ابتدت تقرب مني وهما مستمرين في التصقيف ومنبهرين باللي عملته سبتهم وتجاهلت وجود أي حد حواليا وطلعت اجري لفوق
جريت وكأني رايحة لمصير أنا عارفاه ومتأكدة منه مهتمتش باستغراب الجميع لتصرفي ولا حتى ضيقهم من تجاهلي ليهم اللي ممكن يفسروه على إنه تكبر مني او غرور... مش هتفرق لإن دماغي كانت مشغولة بحاجة تانية ..كان كل همي أطلع أعتذر لها بسرعة على اللي عملته يمكن ده يخفف من عقابي شوية عندها
روحت الفصل اللي هيه كانت واقفة فيه وصادف وصولي للفصل أن جرس الحصة خلاص ضرب وانتهت حصة الألعاب وابتدت البنات تطلع على الفصل واحدة واحدة... ايوة هو فصلي والبنات دول زميلاتي اللي معرفش ولا واحدة فيهم غير أونس اللي أول ما شافتني بأجري جرت ورايا بسرعة ووقفت قدام باب الفصل
وأنا تقدت خطوة خطوة بتثاقل شديد وأنا ببلع ريقي من الخوف والرعب من اللي هتعمله فيا المعلمة
وقفت قدامها بحك إيديا في بعض وأسناني بتصق في بعضها ومقدرتش أرفع وشي لوشها أبدا وأنا عارفة ومتأكدة أنها بتبصلي بعيون كلها جمر وغضب كافي بحرقي كليا
فضلت واقفة على وضعي وهيه كمان واقفة قصادي ومش بتنطق ولا بتعمل أي رد فعل وده رعبني أكتر وبقيت واقفة برتجف من الخوف بس مفيش في إيدي حاجة أعملها غير دا كإعتذار
وأونس واقفة على باب الفصل حاطة ايدها على بوقها بإشفاق عليا لأنها هيه الوحيدة اللي تعرف او تتوقع ايه اللي ممكن يجرالي