10{مَلَاكِي الأَسْوَدْ}

64 6 8
                                    

منذ ان رأيته
منذ ان انقذني من جحيمي
خلت انه سيمشي معي جنباً إلى جنب
إلى أن صفعتني الحياة بالواقع المر
حينما احنيت رأسي من الصفعة كان قد رحل
انظر الى جانبي خياله لم يعد هنا
انها اوهامي
انظر للامام اراه يمشي جنبا الى جنب مع شخص ما
و الشخص ذاك لم يعد موجودا و لكن حل محله اشخاص كثر
تاركاً إيّاي في الخلف وحيدا
منذ ان انقذني من الميتم
رأيته ملاكا منقذا
اتبعته لاخر الارض
الا ان اعترافه كان لشخص اخر و انا ظامئ لكلمة واحدة منه و لا القاها
منذ ان اتى ذلك الشاب ذو الشعر الاسود كالغراب جالبا معه الشؤم
لقد كرهته مذ رأيته يمشي معه جنبا الى جنب
وثق به معلمي ثقة عمياء و انا احترق في نيران غيرتي من ذلك الشخص

"لا تخيب ظني اكثر من ذلك اتسوشي_كن"

كلما رأيته كان يقول لي هذه العبارة
شابكا اصابع يديه مسندا رأسه المثقل عليهما مسندا كوعيه على الطاولة بتعابير مملة غير مبالية
لكني كنت اراه و اسمعه دوما يقول للغراب ذاك

"احسنت عملاً اكوتاغاوا_كن"

اراه يقولها بابتسامة لم يوجهها الي
اشعر بالنيران بداخلي تشتعل اكثر فاكثر
لذا دفعت نفسي لاقصى حدودها
فقط لاحصل منه على التفاتة او كلمة صغيرة تعيد الحياة لقلبي الجاف
و لكن لا
لن احصل عليها يوما
ادركت هذا بعد ثماني سنوات من المحاولة
ثماني سنوات من التدريب المتواصل و العمل الذي لا ينتهي
لقد بذلت ما في وسعي الا انه استمر بترديد نفس العبارة بنفس الملامح

"لا تخيب ظني اكثر من ذلك اتسوشي_كن"

ادركت اني لن احصل على اعترافه ابدا رغم اني اتوق اليه بشدة
انا ابغضه ذلك الغراب ذو الشعر الاسود
اتمنى لو اني كنت مكانه و لو لمرة
و لكن و ما جعلني ابغضهاكثر هو انه دائما ما يقابل اعترافه بلا مبالاة

"احسنت عملا اكوتاغاوا_كن"

دائما ما يرد بانحناة بسيطة و كلمة بهمس لا يكاد يسمع كما لو انه لا يريد قولها و لا يريدها ان تصل لمسامع دازاي_سان

"شكرا"

و دوما يلتفت دون ان ينظر للخلف
لكن ذات يوم غير دازاي_سان عبارته
اصبح يقول لي في كل مرة القاه فيها

"لا تعد للميتم اتسوشي_كن"

ظل يردد هذه العبارة كل يوم

لم لا أذهب؟

هذا السؤال راودني عدة مرات
ظل يدور في رأسي مستعد للانطلاق من فمي دوما لانه عالق في حنجرتي عالق في زاوية من زوايا قلبي و على طرف لساني
و في النهاية

Teched criminal {dazai's novel} حيث تعيش القصص. اكتشف الآن