حين أحببتك
في الساعات الاولى من يومي تكون انت اول وجه اواجه به الحياة , أول من ألقي تحية الصباح عليه ثم تبقى معي حتى مسائي ونومي , هكذا هو الحال في جميع أيامي التي تبدأ معك وتنتهي معك
وبك أختم على قلبي قسماً بــــأني لــــك ومنــــك و لإجلـــك ...
. أنـــك نهاية لــبداية جديدة مشوقــــة وبحـــماس يشبه حمــــاس البدايات ...
.أحـــــببتك وكــــــأنــــك الوحـــيد و الأبـــــدي .
اليوم الاربعاء هو اليوم المنتظر اليوم هو اليوم ألاسعد وألاكثر حظاً لي في حياتي أنا لم أتوقع قدمهِ حتى وأنا في خيالي الجامح جداً لكنني وبعد دقائق أصعد الى متن الطائرة متوجههٌ الى ارض الحب والاحلام ( أسطنبول ) اليوم أنفذ عهداً طال انتظاره , بهذه الساعات القادمة ساتوجه لإحقق حلماً لي بتأدية وظيفةً قد كنت حالمةً بها دوماً ...
لم يتبقى على اقلاع الطائرة الى القليل من الوقت , أجلس في قاعة ألانتظار بجانب عائلتي التي أتت لتودعني في رحلتي الاولى من نوعها فلم أسافر بمفردي منذ الصغر لدولة اخرى ,
امي (السيدة نيريمان ) تردد ادعيتها وأبي ( السيد عزيز ) يجهز لي الاوراق المهمة وخواتي يودوعني بفرحة ودموع في أعينهم ,أنــها المرة الاولى التي سابتعد عنهم برحلة طويلة الامد , حتى انا لم اصدق ما الذي يحدث حولي كلــما افكر ما حدث و كيف حدث يتشوش عقلي مجدداً لكنها رغبهً من الله ومشيئتهِ ...
لم انسى أن أدون هذه الاحداث بدفتري الصغير للذكريــات وقلبي ويـــداي يتراجفان من شدة حماسي وسعادتي
ودعتُ أهلي وأشعر بأطمئنان بأني سأبقى الفتاة التي يفتخرون بها في مجالسهم ...
أنه النداء الاخير لإاقلاع الموظف ينادي وأنا متوجهة وحاضنة ليد أبي من جهه ويد أمي من جهه اخرى بعدها مررت بالصالة الكبيرة لتسليم جواز السفر حيث كانت ذات نوافذ كبيرة وعالية تطل على الطائرات التي في المدرج وحركتها ما بين الاقلاع والهبوط أنه منظر رائع حقاً لقد كنتٌ في لحظة صدمة لم اصدق ما أرى حتى نادت موظفةُ الاستقبال بصوتها (( يأنسة تقدمي انه دوركي )) لقد تقدمت بخطوات متراجفة فكيف ساذهب من دون عائلتي وكيف سيحدث ذللك , سلمت جواز سفري ووضعت الموظفة اول ختم عليه كــان جميــل جــداً ان ارى حلم من أحلامي يبدأ بختم , بقيت سارحة في الصالة الكبيرة لبضع دقائق وكأني قلقة لما سيحدث بعد قليل
لكن صوت والدي قد قطع سلسلة افكاري بقوله سأتاخر على الطائرة أفاقني بسرعة , حملت اشيائي و امسكت بمقبض الحقيبة وفي يدي حملت جهاز الحاسوب المحمول وجواز السفر والهاتف فـأنا فوضوية بحمل الاشياء كالعادة نظرت الى ملابسي وتمنيت ان لا يتجعد فستاني الابيض لكي أصل (أسطنبول) بكامل اناقتي
بعدها أتجهت الى الممر الذي كنتُ أنـاديه ممر الســعادة سابقاُ ولاحظت وجود غيووم كثيرة تملئ ألسماء الزرقاء وكأنها متجمعة لأجلي فأنا أحب مشاهدة ألغـــيووم كثيراً وأتمنى بأن أمسك بها أتخيل بأن لها ملمسً قطني لطيف , بعدها ارتطم بي تميمةُ الحظ خاصتي أنه كتكوت أصفر صغير أحمله معي في كل مكان متأملة بأنه يجلب الحظ لي والحب السعيد فحملتهُ بين يدي وخبئتهُ وتمنيت أني لا أتــندم يومــاً على هذه التجربة وأن لا ارجع من هذا الممر مرة اخرى محطمة القلب و ألارادة .
توجهت الى الطائرة وجلست بمقعدي المجاور لنافذة الطائرة أشاهد الغيــووم التي تزين مدينتي للمرة ألاخيرة ثم أمسكت هاتفي وألتقطت صورةُ تذكارية لاخر مرة وانا هنا في هذا البلد على ألاقل في الخمس سنوات القادمة , أصغيت لموظفة التي كانت ترشدنا لتعليمات الطائرة وتحذرنا بغلق الاحزمة عند الاقلاع .
أشغلت موسيقى التشيلو بصوت خافت وبأت بقراءة كتابي الذي كان من المفترض ان انهيهُ قبل وصولي لإسطنبول لكني لم ألحق بسبب تحضيرات السفر فتأجلت قرائته الى هذه اللحظة أسمه (مئة عام من العزلة ) , أقلعت الطائرة وأنا اشعر بالاسى كون اهلي ليسوا معي في هذه المرحلة من حياتي ... لكن مشاعر الحزن تلاشت بتذكر احلامي والوظيفة الجميلة التي ساحصل عليها حين وصولي لهناك .
لقد أهبطت الطائرة في المطار التركي ثم بدات بفتح السلالم الخاصه لنزول الركاب كان الجو رائعً وكأن نسماته حنونه جداً , وصلت الى المطار من الداخل لقد كان مبهر جداً كما كنت اتخيلهُ و أكثر انه حقيقي الان يحوي على العديد من محلات لإرفع الماركات العالمية وبتوقيع أرقى المصصمين المشهوررين لقد تمنيت الدخول والتبضع لكن لم يكن لدي وقتٍ ومال يسمحان لي فأجلت ألامر حتى يصبح بمقدوري أن اتبضع من كل محل وأكثر من قطعة ايضاً .
خرجتُ الى الخارج وكانت هنالك فوضى عارمة كانت عربات النقل والاجرة تصدر منها نغمات عالية الصوت تجعل المكان يعم بالفوضى لكن لِحسن حظي أني قد أتقفت مع شركة خاصة للنقل مسبقاً فكان هنالك من ينتظرني بورقة بيضاء كبيرة مطرز علها أسمي وفي بدايته ( ألأستاذة ألجامعية رزان ) رفعت يدي لِيتعرفوا علي ثم اتى السائق وسألني عن أسمي أكددت له بأني رزان ثم بدأ بحمل أمتعتي الى العربة بعدها قال لي بأنه سيتوجه الى المجمع السكني مباشرة , أنه احدى الاحياء المميزة بالهدوئ في الجانب الاسيوي من المدينة ( حي بيكوز ) انه حي جميــل وكثير الغابات والاشجار العالية مثل اشجار البندق و البلوط يبعد عن مركز اسطنبول 45 دقيقة قد أخترت هذا الحي بسبب هدوئه وكثرة المناطق الخضراء به , لقد كان الجو وهواء اسطنبول جميل ومنعش وكأنه معطر لن انسى هذا اليوم ابداً لقد كان اول يوم من أيام الحياة الجديدة في مدينة الاحلام .
لقد وصلنا الان الى البوابة لم يتبقى سوى القليل لاحصل على مفاتيح أول منزل لي أنه شعور حقاً رائع وجديد كلياً لي فلم أفكر يوماً بالابتعاد عن عائلتي بسبب شدة تعلقي بهم لكن بعد لحظات سأقوم بفتح منزل لِمفردي فقط , لقد اعجبني المجمع جداً انه عبار عن ثلاثُ عمارات عريضةٌ بعض الشيئ وليست بالطويلة تحوي على ألاقل على خمسة طوابق مع الرف العلوي والطابق الارضي الذي كان للبواب كانت العمارات باللون الابيض و الاخضر ويحاصر العمارات اشجار عالية ومرتبة بشكل متناسق , كانت شقتي في الطابق الرابع للعمارة الوسطية لا اعلم لما كانت العمارة الوسطية فلم أرغب يوماً أن أكون محاصرة بإحد لكن شاء القدر ان تكون هنا , قابلت ألمسؤول عن التاجير وأكملت كل شبئ من القسط ألاول للايجار وعقد السكن لمدة عام على الاقل ثم سلمني مفاتيح منزلي .
لقد احسستُ بالفخر حقاً و غمرتني فرحة مختلفة جداً عن فرحة غيرها حملت هاتفي لإتصل بأمي وأطمئنها بأني قد وصلت وأكملت مهامي ألاولى لكن لسوء الحظ لم يخط ببالي بأن أغير شريحة الاتصال الى الشرائح الاتصال التركية فسألت البواب الذي كان اسمه ( فرحات) اذ كان هنالك اتصال انترنيت لإتصل بهم فقال بإن الشقة مجهزة بالخادم مسبقاً حيث أن عقد الايجار يتكفل الخادم ايضاً , كان شيئاً رائع بأن اتخلص من مهمه في بداية الوصول ...
صعدتُ على ارضية المصعد الكهربائي وقلبي يخفقق بشدة فأنا أعاني أظطراب من الاماكن المغلقة وانها ألمرة الاولى التي اصعد بها الى المصعد بمفردي لكن حمداً لله بان شقتي كانت في الدور الرابع وانها ليست في االاخير , وصل المصعد وأطلق صافرة الوصول وفتحت لي ابوابهِ وكأنها تبشرني بوصول ألاحداث الخيرة بأكملها حملتُ امتعتي وفتحتث باب شقتي كان رقمها (25) دخلت الى المنزل بالقدم اليمنى وانا اقول بسم الله كالعادات والتقاليد القديمة التي تبشر بخير البدايات , كانت الشقة تتكون من غرفتين وصالة مع مطبخ مجهز بأدواته و مدخل صغير يوصل الى الصالة الكبيرة الى حد ما والتي كانت بلون الابيض والرمادي والغرف كانت بلون الابيض مع جدار مميز بورق الحائط باللون الرصاصي البارد وأما لون اسطح المطبخ كانت باللون الابيض و حائط باللون الرمادي وبخطوط عسلية طويلة تبرز طول الحائط كانت مرضية جداً بالنسبة لي فكانت ألوانها هادئ مشابهها لذوقي لكن المشكلة ليست هنا المشكلة بأن البيت كان خالياً تماماً من أي تجهيزات لبقاء أنسان على قيد الحياة .
لقد كان لدي وقت قليل قبل غروب الشمس وأنا جائعة جداً لم يكن يوجد شي صالح للاكل سوى الكعكه التي كانت بحقيبتي , أكلتها وأنا انظر الى الشقة الخالية بحذر وكأنها معجزة على وشك ان تتحقق خرجت الى الشرفة التي كانت في الصالة و أنا اتنفـــس بعمق شديد وكأن هموم الدنيا تخرج مني بهذه التنهيدة .
حملت الهاتف وأتصلتُ بأمي لأخبرها بأني قد وصلت وبأن كل شي على ما يرام لكن بهذا الوقت مشتاقةُ لهم جداً علقت أمي وهي على وشك البكاء ( احلامكِ الكبيرة لن تتحقق لو أني سأبقى معهم ) و هذا ما أعطاني دافع و قدرة على تحمل أول ليلة من ليالي الغربة من دونهم , أنهيت الاتصال وأنا افكر كيف ومتى سيتم ملئ هذا المنزل ...
وأنا أفكر أخذ النعاس يغلبني فتسطحتُ على المفرش الذي كان في الصالة وأخذت قيلولة صغيرة على ما اظن لكنها لم تكن كذلك فقد أستمريت بالنوم حتى صباح اليوم التالي أستيقظت وعظام جسدي محطمة تؤلمني بشدة من سؤء وضعيتي التي غفوت بها , خرجتُ الى الشرفة لٍاتأكد بأن الحلم مازال مستمر وبأن ليلة أمس لم تكن كحلم مثل العادة وأنما هي حقيقة جداً , اردتُ الاتصال بالبواب سأستدل على بقالة قريبة على المجمع لإحصل على الطعام ولكن أكتشفت بأن الساعه ماتزال الخامسة صباحاً , لقد كانت ساعه جميلة جدا في ذللك النهار فلم أستيقظ بهذا الوقت مسبقاً قط .
قررتُ بأن أنزل الى الشارع وأن أستكشف جمال الحي الذي أسكن به من دون مساعدة من احد , حملتُ حقيبتي الصغيرة ومفاتيح المنزل ثم اغلقت الباب ونزلت الى الحديقة المخصصة للعمارة لقد كانت كبيرة ورائعة لم أنتبه عليها أمس من شدة حماسي وتعبي بعدها تمشيتُ حتى وصلت البوابة الخارجية للمجمع و رأيت بان هنالك أشخاص يتمشوا في الصباح الباكر فكان هذا أول شي استغرب منه في ذلك الصباح ففي مدينتي تبدأ الحياة في الساعه السادسة على الاكثر وتبدأ فيالاعمال وليس المشي , سألت أول شخص قابلته إذ كان يوجد بقالة قريبة أو حتى كفتريا صغيرة يدلني عليها
فقال ( هل أنتي جديدة على الحي يا أبنتي ؟)
أجبت ( نعم ليلة أمس أنتقلت الى هنا لقد كنتُ أسكن في الجزء الوربي من المدينة )
لم أستطيع ان اخبره بأنه يوم الاول في المدينة خوفاً من أستغلاله لي او حتلى معاملتي كغريبة , لحسن حظي أنني أتكلم اللغة التركية بأحترافية حيث أن أمر اكتشافي أمر بعيد , دلني العم الى أقرب بقالة ورحب بي بالحي وكأن الحي مخصص له , لم أكن اعلم بانها عادة هنا ان من ينتقل جديداً يرحب به من قبل الجميع على الاقل .
تمشيتُ قليلاً فوجدت بأن البقالة قريبة جدا مني وبان لها خدمة توصيل الى الحي ايضاً , دخلت وأخذتُ سلتي لأضع احتياجاتي بها قالت العاملة وهي تبدا بترتيب الاغراض الجديدة ( هل أنت جديدة هنا ؟ لم يصادفني وجهكي مسبقاً )
أجبت ( نعم أنه يوم الاول هنا , أسمي رزان وانتقلت البارحه الى المجمع )
رحبت بي وقالت ( مرحبا بك اذن لك هدية الانتقال الجديد خذي ما تشائين انهُ على حسابي )
اجبتُ عليها ( شكرا لك انه تصرف لائق جداً منك لاكنني سأجهز المنزل الخاوي وان احتياجاتي كثيرة وهذا لن يسرك على الاغلب )
أبتسمت وقالت ( حسناً ليكن كما تريدين , لكن قهوتكي لتكن مني )
شكرتها وبدأت بجمع احتياجاتي الاكثر أهمية وعند الانتهاء أخذت معطر للمنزل يشبه عطر زهور الكاردينيا لٍكون هذه الزهرة لها ذكريات جميلة معي وبأنها ستكون فال خير للمنزل , دفعت حسابي وسألتني العاملة أذ كنت أريد أن أشاركها القهوة في الحديقة الخلفية للبقالة وافقت وخرجنا الى الخارج كان المنظر مدهش للغاية فكانت الحديقة تبدو عالية وتطل على الغابة الكثيفة القريبة منها , سألتها عن أسمها فأجابت ( أسمي رفيف )
جلسنا على المقاعد الخشبية وصوت الطيور يحيط بنا ورائحة العشب المسقى حديثاً كان منعشاً جداً
سألتني رفيف ( من أين أنتي ؟ وما الذي أتيت لاجله )
( أتيت من الجانب الاوربي وأني اخترت هذا الحي بسبب هدوئه لكوني احتاج الى الراحه والسكينة حيث هذه السكينة من الصعب ان نجدها في الاحياء الاوربية , وقريبا سأتوظف في الجامعة القريبة من هنا كأستاذة جامعية لأدرس فسلجة الاحياء )
تفاجئت بعض الشيئ ( ان هذه المادة صعبه جداً أني حينما كنتُ ادرس الاحياء كنتُ غالباً ما أفشل بها )
(نعم أنها صعبة حقاً لكني أحب هذه الماده بسبب أستاذاً لي في المرحلة الجامعية لقد كان متفاعلاً معنا حيث حسسنا بأنها من أسهل المواد التي قد تمر علينا )
( الان اصبحتُ فخورة لان الحي اصبح يحوي على أستاذة مفعمة بحب الاحياء ) وأبتسمت
بعدها شكرتها وأكملت القهوة وأنا أتامل جمال وبساطة المكان وكم أرغب بأن تكون عائلتي معي ليشاهدوا هذا الجمال معي
قلت لرفيف ( لقد قضيتُ وقتاً رائعاً , لكن يجب علي العودة لأرتب المنزل واجعله قابل للمعيشة )
( إذا احتجتي لمساعدة فأنا هنا ) لكنني لم أوافق فلم أريد أن تراني أستغلايلة في المرة الاولى وقلت بان الامر لايحتاج لمساعدة فلا يوجد شي لنفعله لكونه فارغ , رحبت بالامر وأودعتني , خرجتُ من باب البقالة وأنا أتجه الى اليسار لإعود لطريقي
ضحكت رفيف وقالت ( أتجهي الى اليمين يا فتاتي المثقفة ) , أبتسمت لها وأنا احمل أكياس المؤنة الثقيلة ثم مشيتُ حتى وصلت الى المنزل وبدأت أكتب مالذي أحتاجه حقاً والان و ما الذي علي توفيره .
كان أول الاشياء هو سرير واسع مع فراش ومخدة , كنبة أو أثنين للصالة للجلوس أو الاستلقاء , أطباق للطعام , لكن من أين ممكن أن أحصل على كل هذه ألاشياء ؟
لم يخطر ببالي سوى رفيف لكونها قريبة مني الان , خرجت الى الشارع مرة اخرى
لاذهب الى رفيف وحينما دخلت ضحكت بوجهها كوني لم ارغب بمساعدتها لي قبل دقائق قليلة , ( مرحبا مجدداً , هل لي أن أسألكي عن مكان يوفر اشياء منزلية ؟ )
( لقد علمتُ بأنكي سترجعين لي لكن ليس بهذه السرعه , أريني ما الذي تحتاجينه؟ )
أريتها الورقة وبدأت هي بكتابة قاصوصة صغيرة لتدلني على أماكن وأسماء المحلات التي توفر الاشياء المنزلية وبسعر زهيد , وأضافت أنها قريبة من هنا لا تحتاجين الى عربة للتنقل يمكنكي السير لها , شكرتها بلطف وودعتها وخرجت لأذهب الى المحلات المشار اليها , دخلت الى اول محل كان مذكور وكان الذياع شغال حيث كان يذيع عن احوال الطقس خلال الايام القادمة بأنها صافية ومشرقة من دون مطر وهذا ما كنت بحاجةً له فان تقديمي على العمل خلال هذا الاسبوع . نظرت الى المحل من الداخل وبدات باختيار السرير حيث اول ما لمحته عيني ذلك السرير اردت الحصول عليه من دون ان ابحث عن غيره , كان جيد ورائع حقا من الخشب القوي البلوطي ذو اللون المائل الى البياض لقد كان يناسب الغرفة من دون شك , بعدها خرجت الى المحل الاخر حيث رأيت لديه زوج من الكنب القطني المريح يلائم الصالون جداً فأخذته من دون تردد كان لونه كريمي مائل الى الاصفر وله مجالس عريضة وله حواف ينزل منها مجموعة من الخيوط الصوفية المجمعة بطريقة مدهشة تدل على فخامته وأرجله من الخشب الصاج على الشكل الصولجاني , الان تم شبط اول الاشياء من القائمة لم يتبقى سوى المفارش واغراض المطبخ , خرجت الى الخارج باحثةً على محل اخر وعندما شممت رائحة عطرية زاهية شدني المكان لزياته والتعرف على ما يحوي دخلت وانا امتع رئتي بالرائحه العطرة بعدها رايت مجموعة من الاواني الفضية البراقة تجذبني لها فأخذتها من دون حتى ان اسال عن سعرها ثم لمحت مجموعة من الاطباق الفاخرة التي تبدو انها قد سرقت من احدى القصر الرومانية ولكنني حينما رأيت السعر تراجعت ببعض الخطوات وتذكرت بأن منزلي ذو طراز مريح ولا احتاج الى اطباق رومانية فاخرة وهكذا أقنعت ذاتي بان اختار شي بسيط وبسعرٍ أرخص , فسالت العامل الذي كان موجود أمامي اذ يوجد أطباق بيضاء أو مطرزة بالاوان زاهية بسعرٍ زهيد وهو دلني اللى طلبي من دون عناء فأخترت أطباق بيضاء بها رسمة ورقة شجر خضراء تتوسط الطبق حيث حصلت على المجموعة الكاملة وبنصف سعر الطبق الروماني , بعدها أخذت أبحث عن افرشة السرير فأخذت أجمل فراش سرير على الاطلاق انه فراش احلامي وأنا أريده بكل ما أملك سألت عن سعره وكان باهظ بعض الشيئ لكن وليكن فأن غرفتي تحتاج الى فراش الاميرة الان , كان باللون الابيض المذهب محفوف بلون الذهبي البارد وله نقوش من الوسط وكأنه من القرون الوسطى أنه جميل ومتكامل حقاً , جمعت اشيائي وخرجت مسرعة وكأني احمل الكون بجوف يدي ...
ولكون حمل الاشياء الثقيلة والمشي بها صعب ققرت بأن أستقل عربة تنقلني للمنزل وأنا بالعربه لفت نظري شخص يقف على حافة الشاطئ المجاور للحي الذي أسكن به , حدقت به طويلاً وشعرت بأني أرغب بالتكلم معه الان وفي أي شيئ كان ,
لقد كان مطابق لرجال الافلام بجماله وطوله وهيئته الخارجية التي رأيتها بتللك الدقائق المعدودة , تمنيت أن أتعرف عليه لكن العربة كان تتحرك مسرعة شأء قلبي صراخ بأن أوقف العربة لكن عربة نقل المستلزمات المنزلية كانت تلحق بنا فأجلت من معرفتي به لحين آخر .
حين عدتُ الى المنزل وبدأت الاغراض تنزل وتملئ المكان أخيرا بعد صباح نهار شاق تقاجئت بعدد كبير من أتصلات من عائلتي كانوا قد قلقوا علي بسبب عدم ردي على الاتصالات فأول ما فعلته أتصلت بهم وفسرت ماكنت أفعله وعدم ردي على الاتصال أهدت الامور بعض الشيئ إلا ان أبي أجبرني بأن أذهب في الحال لشراه الشريحه ليتمكنوا من الاتصال بي حينما يشائوا , وبعدها أطمئنيتُ عليهم جميعاً و ودعتهم بسلام حار .
كان علي أن أبدء بترتيب الاشياء ألا ان الجوع كان يدق ناقوصه في ذلك الوقت , لكن علي شراء الشريحة أول شي وبعدها أبدا بكل الاشياء بالترتيب , خرجت وسالت فرحات ( من أين أحصل على شريحة جديدة للهاتف ؟ )
( يمكنني أن أحل الموضوع يا سيدتي , أنتظريني في المنزل قليلا )
تفاجئت بعض الشي لما سيفعل شيئ كهذا , ثم لم أكترث للامر فلقد كنتُ تعبة جداً , صعدت الى المنزل وبعد دقائق دق جرس الباب وكان فرحات وبيده الشريحه الجديدة وقال ( ان السيدة رفيف سجلت رقمها على هذه القاصوصة وقالت لتتصل بيها )
( لا افهم من أين علمت السيدة رفيف بأن الشريحه لي ؟ )
(أنا قلت لها يا سيدتي أثناء محادثتي معها ) , أبتسمت له وشكرته وأعطيته المال ثم ودعته وأغلقت الباب بحذر , أدخلت الشريحة في الهاتف وأدخلت رقم رفيف ثم طلبتها لأعلم ما الذي تريده ؟
( مرحبا, رفيف معي ؟)
( نعم , نعم أنا هي لاتخافي يا فتاتي لم أقصد أن اقللقكٍ لكني فكرت بأنكٍ الان تحتاجين الى طعام لكونكٍ تعملين )
( يا لكٍ من شخص طيب حقاً يا رفيف , أنا فعلاً جائعة جداً , هل يمكنكٍ أن ترسلين لي الطعام ؟)
( ولما سأرسله سأتي أنا والطعام لٍناكل معا فأنا في فترة الاستراحة , هل يمكنني القدوم)
( أجل , أجل بالطبع تفضلي )
( حسناً سأتي بعد قليل , الى القاء ) (الى اللقاء عزيزتي )
نظرت الى كمية الاغراض التي كانت تملى المنزل وبأت أفكر بأي شي سأبدا أولاً رن جرس الباب فتحت الباب و أذ أنها رفيف ( تفضلي بالدخول , أهلا وسهلاً )
(لقد دلني فرحات على رقم الشقة ),
( لاتؤاخذيني لقد نسيت ) , حينما دخلت ورأت الاغراض قالت ( لنبدأ بالطعام و بعدها نبدأ بترتيب الاغراض لاتقلقي ) ( حسناً لنأكل أذن ) بدأنا بتناول الطعام الذي أحضرته رفيف كان عبارة عن شطائر اللحم مع مشروب غازي وعند الانتهاء كان يتبقى لفترة استراحه رفيف ساعه فقط لذا كان لابد ان نبدا بشيئ بسرعه قبل ذهابها , ( ما رأيكي يا رفيف بأن نبدا بالمطبخ لكونه مستقر بعض الشيئ )
( حسناً لنبدا بالشرير أولاً ) , كان المطبخ مجهز بالخزائن التي ستوضع بها الاطباق و مجهز بثلاجه متوسطة الحجم تسع احتياجاتي , بدأت بترتيب الرفوف الاولى للاطباق حيث كانت المجموعة الجميلة التي وجدتها تبدو رائعة وهي مرتبة بداخل الخزائن , ورفيف مسحت بالسائل المعقم جميع الخزائن من الداخل والخارج والزجاج ايضاً حيث بدأت تظهر الملامح النهائية للمطبخ بأنه اصبح جاهز للطبخ , كان كلامنا أنا ورفيف لا ينقطع فتكلمنا كثيراً حتى حسست أني أعرفها منذ زمن طويل , قررنا بعدها ندخل الى الصالة وتحضيرها لكون الوقت المتبقي لايسمح لرفيف ان تبقى أكثر فوضعنا الكنب الطويل مقابل المطبخ كان موقعهُ جيد لكي اراقب الطعام ولا يحدث حريق لا قدر الله , والكنب الاخر مقابل للنافذة حيث استطيع أن ارى منظر الشارع بسهولة و أنتبهت أن الصالة تحتاج الى سجاد و الستائر ايضاً , ( رزان لقد اكملنا المطبخ والصالة لم يتبقى لكي سوى غرفة نومك , أتمنى لو بأستطاعتي مساعدتكي لكن يجب أن اعود للعمل الان )
( انا حقا لا اعلم كيف سأشكركي , لقد أزحتي عني هماً ثقيل شكرا لكي جداً , أذهبي الى العمل الان وعندما تكملين تعالي لكي نشرب الشاي معاً )
( حسنا وأنتي أكملي عملكي لكي تكملين مهامكي لهذا اليوم ياعزيزتي , أراكي قريباً , الى اللقاء )
( حسناً , الى اللقاء )
أودعت رفيف الى الباب من ثم دخلت الى غرفتي لارى ما الذي يمكنني البدأ به أولاُ فكان السرير موضوعاً بمكان لايناسب شكل الغرفة فعكسته وجعلت موقعه مستعرض الغرفة وأستطيع أن ارى النافذة بسهولة ومن جهة أخرى كان باب الحمام الخاص بي يقابله من الجهه الاخرى , وضعت الفراش الرائع بدقة على السرير و نظرت له بأفتخار وكأني أقول فدائك جميع الاموال التي صرفتها عليك , كان يبدو كالتحف الفنية حقا ملائم للسرير و للغرفة ايضاً , كانت للغرفة خزائن محفورة بداخل الحائط حيث لاتكلفني شي لشراء خزان , رتبت ملابسي بدقة وتناسق في الاوان في داخل الخزائن و القواطع التي كانت موجودة فوضعت بها عطوري وكتب لي , كانت الغرفة تبدو جاهزة للنوم وكل شي اصبح نظيف ولامع لكنها تحتاج الى ستائر طويلة ومراة كبيرة لكي أستطيع بها رؤية نفسي .
أكملت بقية التنظيف من الارض وحتى زجاج النوافذ وبعدها أخت أستراحة طويلة من بعد تعب النهار الاول , أتصلتُ بأبي لأطمئن عليهم وكلمته ما فعلت صباح هذا اليوم حتى الان كان يبدو فخوراً بي لكني أكلت عملاً كثير من دون تحجج بالتعب على العكس من السابق , أغلقت الهاتف ونظرت الى المنزل وكان يبدو كاملاً ونظيف جعلني ابدو فخورةً بنفسي بعض الشيئ لكونه صبحاً كان خاوي والان اصبح مجهز للمعيشة ,
كل ماعلي فعله الان أخذ حمام سريع قبل قدوم رفيف , أخذت دوشاً سريع و غيرتُ ملابسي ووضعت بعض مساحيق التجميل على عيني و شفتاي و رفعت شعري عن أكتافي قليلا وتعطرتُ حيث أصبحت جاهزة لأستقبال ظيفتي الاولى .
YOU ARE READING
حينّ أحببتك
Romanceتدور أحداث الرواية حول فتاة تدعى رزان و عن حياتها الجديدة في بلاد الأحلام وتحقيقها لأحلامها واحدة تلوا الأخرى و عن دخول شخصاً يغير من أحلامها .