chapter four

19 2 2
                                    


أستيقظت في صباح اليوم التالي وأنا لازلت تحت تأثير كلماتهِ لم أكن أرى شيئاً سوى عيناه ولون بشرته وشعرهُ الفاتح الذي كان يلامسهُ كلما أحس بتوتر وجعل من أصابعهُ تتغلل بهِ , لقد كان تأثير صوتهِ على مسمعي ولا أريد الابتعاد عنها ولا أريد التفكير بشيأ آخر سوى ما الذي يبفكر به سيدي الجميل وكيف انت أمسيتهُ وبما حلم ,.
لقد كنتُ في السابق أكثر النساء خوفاً من مشاعر الحب فلم تأتي على مخيلتي بأني سأجد فارساً شهماً لأحلامي فلم أريد تجربة تلك المشاعر القوية مع شخص ضعيف كثير الخوف لذلك لم أجرب الحب المتبادل بين طرفين في السابق لقد أردتُ أن يكون فارسي ذو شخصية مرحة وقوية وأن أصاحبهُ معي في جميع مراحل حياتي من بداية يومي حتى نهايتهُ بدون ملل أو عدم أكتراث لوجودهِ , لم أكن أفرق ما بين الاعجاب والحب ولم أكن أعلم كيف يمكن لأنسان أن يشعر بجميع حواسهِ بلحظة ما أو حتى تكرار هذه اللحظات السعيدة داخل خيالي لمرات عديدة , لما سأحب فستان لي بشدة فقط لقول أحدهم بأنه يليق بي لكن عندما تكلم هو علمت ذلك , يوماً بعد ألاخر منذ أنتقالي الى هذه المدينة وأنا أشعر بتغيراً يحصل داخلاً مني حيث كيف للمرء أن تتغير طريقة رؤيته للاشياء ونضجه بمجرد دخول شخص ما الى حياتهُ دخولاً جعل من حياتي مختلفة بطريقةً أيجابية أصبحت أرى الالوان براقةٌ أكثر و أنظر الى الامور الاخرى بوضوح , لم أكن متاكدة من صحة ما أشعر به في بداية الامر لكن بعد حدوث عدة أشياء و قول الكثير من الكلام الجميل من قبله و ما حدث ليلة أمس شعرتُ و كأن النقاط بدأت بأكتشاف حروفها , لكني لم أفعل شيئ حتى وبعد كل هذه المؤشرات فلازلت أكثر النساء خوفاً من كل شي ربما أكثر ما أخافه هو أن أفقد ذاتي مرة آخرى ...

كل ما أفعله هو الانتظار و التـأمل في عيناه الخضراء ...
نضهتُ من السرير لأواجه العالم و أنا بكامل طاقتي و لأكون سعيدة بوجودهِ حولي مرة آخرى , فتحتُ خزانة ملابسي وأخرجتُ فستاني الاسود ذو الاكمام البيضاء وسحبتهُ الى أحضاني متذكرةٌ كيف كان يتغزل بعيانه بي ,أرتديتهُ سريعاً و رتبتُ من شعري حيث جعلته متناثراً حولي وخرجتُ مسرعة لألتقي به لكني لم أراه في الطابق السفلي شعرتُ ببعض من الغضب بعدها تمالكتُ نفسي وخرجتُ الى الخارج وأنا أبدو نكدية بعض الشيئ , لكني وجدتهُ يستقبلني أمام عربتهُ وتوجد على عيناهُ نظراتٌ شمسية سوداء بواف خضراء مرقطة كالعسكر تضيفُ على جاذيبيتهُ فخامة ( اللعنة على جاذبيتكَ يا سيدي ) هذا ما قلتهُ لذاتي من الداخل لم أتمالك ذاتي فتفحصتهُ جيداً من جميع الجهات وكأني أراه للمرة الاولى
( صباح الخير يا أنستي , كيف حالك بعد ليلة أمس الظالمة؟) تقرب مني بشدة
( صباح الخير , لم تكن سيئة فلقد أستسلمتُ للنوم مباشراً )
( أنها أفضل أمسية قد حظيت بها منذ مدة , لقد حظيتُ بأحلاماً سعيدة للغاية ) رفع نظارتهِ ثم أكمل ( كم يليق بكِ هذا الزي ) تكلم بحسرةً تملئ داخلهِ
( شكراً لك لقد أخجلتني , من الجيد أن تحظى بأحلاماً سعيدة )
( نعم كانت تتمحور حول شخصاً واحد ) ثم نظر ألي وتبسم بسعادة تملئ ملامحهِ
( مارئيكِ بفنجان من القهوة ) , كان قريباً مني بشدة حيث كان يجب علي أن أرفع رأسي للنظر أليه , فرفعتُ عيناي عالياً لأنظر أليه بخلسة بينما هو يتكلم ( دعنا لانتاخر على العمل اليوم هو اليوم الاخير لتدريبي يجب علي الحظور مبكراً )
( ومن قال بأني سأتركِ تكملين تدريبكِ اليوم ؟!!)
( كيف ذلك ألم تكن خمسة محاظرات فقط؟!!)
( لا أعلم ربما أنتي بحاجة الى آخرى ) ثم تكلم بصوت منخفض ( أني أريد البقاء بجانبكِ بأستمرار ) كان ينظر لي ويتحدث بخفية تثير فضولي
( أتقول شيئاً ما !!)
( لا تهتمي لايخصكِ الامر)
( أحقاً لن تنهي تدريبي اليوم , ألم أكن جيدة في أدائي ؟) لقد كنتُ أتكلم بحزنٌ وقهر فكيف له أن يقلل من مستوى أدائي بسهولة , لم أكن أعلم ما يدور ببالهِ
ضحكة ضحكةً خبيثة ( هيا , هيا علينا أن نذهب الى العمل بدون تأخير )
( أنا أتكلم بجدية ألم أكن بالمستوى المطلوب) لم أكن أشعر بشيئ حولي سوى غضبي و قهري لم أنتبه له أنه كان يجاكرني
( هيا , هيا لا تتباطئي , سأوصلكِ أنا الى العمل اليوم لكي لا تتاخري وكذلك لنذهب الى شرب القهوة معاً ) كان يتكلم وهو يبتسم بمكرً بأستمرار يبدو انه منتصراً علي بحيلتهُ
( لم يتبقى لدي شهية للقهوة لا أريد الذهاب شكراً ) لقد أصبح كل شيئ يغضبني بسهولة الان فلقد فاز علي بحيلتهُ
(أحقاً أزعجتكِ ؟ )
( لا !!) قلتها بأنزعاج واضح
( تعالي فأنا أمزح معكِ لم أعلم أنكِ تغضبين بهذه السرعة , أنتي ممتازة هل رضيتي الان ؟)
( حقاً لقد كنتَ تمزح !!) شعرت وكأني أردتُ ضربه بقوة لكنه يبدو وسيماً وهو يتحايل بكلامهه وحركاته فلقد شفعت له وتراجعتُ عن ضربهُ  
( أجل لكن أكتشفتُ بأنكِ تنفعلين بسرعة )
( أنا أسفة لم أكن أشعر بشيئ من شدة غضبي فكيف لم أكن بالمستوى المطلوب فلقد أجتهدتُ لايام كثيرة )
( لقد أدهشتني مجدداً فكيف يكون الشخض المنزعج بكل هذه اللطافة التي تحميلنها لا أعلم , أنا أعتذر لأزعاجكِ منذ الصباح , هل لنا الذهاب الان؟)
( حسناً لنذهب ) , لم أكن أعلم كيف يمكن للانسان أن يرتبك أكثر من الان فلقد تكلم بكلام حسنً مرة آخرى وأنا لم أرد عليه بشيئ مرة آخرى ومع ذلك وافقتُ لاذهب معه الى العمل حباً بالله ما الذي افعلهُ كانت الافكار و الكلام يدور بخيالي كثيرا حتى بدوت وكأني منفصلة عن الواقع لبضع دقائق لكنه تقرب مني مرة آخرى وقام بحركة رجولية وجذابة ككل حركاته ففتح باب العربة لي وقال ( تفضلي ) , ما الذي يفعله لما يستمر في جعلي متوترة وكيف ينجح كل مرة في أرباكِ !!! ( حسناً سأفعل ذلك بمفردي ) أمسكتُ باب العربة لكنه أصر على فعله بنفسهِ حيث كان يتحداني بقرببهُ مني بكل مرة ومن المؤكد أني أخسر بكل مرة و أرتبك بشدة , جلست وأغلقت الباب من بعدي , جلس بجانبي وكان يطالعني وكأنه جعل من أحدى أحلامهُ واقعية الان فأنا على متن عربيتهُ وبالقرب منهُ من دون دراية مني فكيف حدث ذلك لا أعلم ...
( قولي لي أي مقهى تفضلين ؟)
( لايوجد لي مقهى مفضل لنذهب الى أي مقهى لن يشكل فرق )
( حسناً لنذهب الى مقهى صديقي أذن ) , وصلنا الى المقهى وقال( ماذا تشربين؟ )
( قهوة بالحليب من فضلك )
( لقد علمتُ أنكِ تفضلين القهوة بالحليب منذ يومكِ الاول ) ضحك بمكر حيث فاز مرة آخرى , قال للبارستا ( أثنان قهوة بالحليب أذن) , ألتفتت اليه(  أنت تفضل القهوة الداكنة لما قلتَ بالحليب ؟ )  , ضحك ( أذن كلانا يعلم ما يفضله الاخر !!! , نعم أفضل الداكنة لكن لتكن اليوم كما تفضلين أنتِ ) , ( نعم يبدو كذلك ) , أخذ الطلب و ذهبنا الى العمل , أشغل المذياع وقال ( الاغنية التالية ستكون نصيبنا بهذا اليوم ) وأخذ ينظر ألي بأستمرار مجدداً , شعرت بعبئً أما أن تكون أغنية جيدة تجعل من يومنا جيد أو أغنية لن تجعلهُ جيد وتكون هابطة لكل تللك الطاقة , لكن لحسن الحظ قد كانت أغنية جميلة جداً وذات معنى عميق [ بغيابكَ] تركية حيث كنتُ أسمعها كثيراً وكانت قريبة لي بذكرة جميلة حيث لم أقوام و رددت بعضاً من الكلمات التي كانت تلامس شغاف قلبي , نظر لي بتعجب ( أذن أنتي صاحبة الصوت الشجن الذي أمتعني لأمسيات عدة ؟ ) كانت نظراته لطيفةُ جداً لم أقاومها حتى
( نعم على الاغلب ! بعض الاحيان أحب أن أردد بعضاً من الاغاني التي تعيد لي ذكرة جميلة )
تبسم ولامست أصابعه لحيته بحنية ( ستكون هذه الاغنية ذكرة جميلة لدي )
( أنها أغنية جميلة جداً )
( نعم أنها بقدر جمالك ) , أرحمني أنا لا أستطيع الرد بكلاماً جميلاً كهذا , أخفضتُ رأسي من شدة خجلي , لحسن الحظ بأننا قد وصلنا الى الجامعة حيث أدخل العربة ونزلنا منها  ودخلنا الى العمل للمرة الاولى ونحن معاً لقد كان كل شيئ يجعلني متهجسة أن يرانا أحدهم أو أن يتكلم أحدهم بالسوء عني فلم أرغب ببداية كهذه بمكان عملي لكن حمداً لله لم أرى أحداً أعرفه من الاساتذة ( سأذهب الى الغرفة الكبيرة أبحاجة الى شيئ من هناك ؟)
( لا شكراً لك , سأسبقكَ الى القاعة أذن )
( حسناً ) , ميشيت مبتعدة عنه وأنا أرتعد من شدة توتري وخوفي لاأستطيع التحكم بنبضات قلبي الان كل ما علي هو تقديم المحاظرة بشكل جيد لأحصل الاذن بأنتهاء فترة التدريب , دخلت الى القاعه ودخل الطلاب وأصطفوا جميعاً بأنتظاري لأبدأ لكني كنتُ أبحث عنه من بينهم لما تأخر , أين هو , أرغب بحصولي على نظرة منه الان , جمعت أفكاري لأبدء محاظرتي دونً منه لكنه أتى أخيراً ( لقد قاطعتكِ , أسفة أكملي أكملي )
( لم أبدأ بعد ياسيدي )
( حسناً أذن تستطيعين البدء الان ) نظر ألي وكانت عيناه تسأليني لما أنتي متوترة وخائفة الى هذه الدرجة أنها ليست المرة الاولى , لم أكن أفهم شيئ سوى رغبتي بأرجاع تنفسي الى مستواه الطبيعي وبعد عدة دقائق من الارتباك نظرت الى عيناه وأخذت طاقتي للبدء وأخيراً بمحاظرتي الاخيرة معه .
وعندما أكملت المحاظرة التي كانت عن فسلجة الجهاز التنفسي وعن الرئتين حيث شرحتُ كل ما أعرفه بوضوح و راحة بدون توتر أو خوف ,خرج الطلاب بعد أن سألو بعضاً من الاسئلة , بقيه سيلم جالس بمقعدهُ لم يأتي لي شعرت بأنه سيقول لي خبر سيئ من ملامح وجهه , جمعتُ كتبي و جهاز الحاسوب وأنا أنظر له بخلسة و أفكر بما سيقولهُ , كان هو ينظر لي بدقة وهدوئ وكأنه يشاهدني لأخر مرة أقلقني حقاً لم أستطيع الصمتُ أكثر ( أذن ما رأيكَ يا سيدي ؟ )
لم يجيب بشيئ لمدة قصيرة ثم ( لقد أسعدني الاشراف معكِ يا أنسة رزان و أنتي تستحقين التقدير الجيد حقاً ) قالها وهو حزين بعض الشيئ
لم أشعر يوماً بكمية الفضول التي أشعر بها الان فلما هو يبدو حزيناً ( سيد سليم أيوجد شيئأ ما ؟ لما تبدو حزين معدوم الطاقة ؟)
( لا يوجد شيئ , لكني سأفتقد النظر لكِ أثناء شرحكِ و أنفعالاتكِ اللطيفة وكيف تنظرين لي وحركاتكِ الخفيفة و أنزعاجكِ من شيئاً ما  أو عندما  يشد تركيزك بشيئ ما حينها تقومين برفع شعركِ كذيل حصان لتحصلين على مظهر خلاب لا أمل من النظر أليه , سأفتقد كل هذه الامور أرغب برؤيتك كل يوم من دون توقف , ربما لهذا السبب أبدو حزيناً )  حقاً لا أعلم كيف سأردُ على كلامٍ معسول كهذا بدوت فاقدة لتوازني وفكري لدقائق ( لقد أدهشتني يا سيد سليم أناحقاً لا أعلم كيف أردُ على كلاماً كهذا فأنا سيئة  
للغاية )
(لا عليكِ ... ) لم أشأ الهرب مرة أخرى فقررت أن أقول له ( لن أبتعد عنك و لا عن العمل يا سيدي حتى أنه بأمكانك أن تدخل متى تشاء الى محاظرتي و تقضية الوقت معي ) حقاً أهذا كل ما أستطعتُ قولهٌ بعد كلامهُ اللطيف ذلك لكن لايمكن الفرار من الامر بعد الان سوى ( ما رأيك يا سيد سليم من أن تشاركنا أحتفالنا مساء هذا اليوم فرفيف صديقتي رتبت لي احتفالاً صغيراً لأكمالِ التدريب سنكون فرحيين أذا أتيت )
( لاأعلم لأرى ما لدي من عمل اليوم ومن بعدها أول لكِ )
(حسناً كما تشاء سأنتظر ردك )
( حسناً سأذهب الان لأكمل عملي ... عمل موفقاً لك (
( ولك سيدي ) لم أفهم لما تكلمت هكذا أمامهِ فرفيف لا تعلم بأمر الحفلة و لا ترغب في أقامتها من الاساس ما الذي علي فعله الان ...
( أهلا يا رفيف كيف حالك ؟)
( أهلا حبيبتي انا بخير اطمئيني عنكِ ؟ كيف أجريتي أختباركِ الاخير ؟)
( ألاختبار مر بسهولة حمداً لله لكن هنالك شيئأ لا أعلم كيف سيحدث بسهولة )
( قولِ لي ما الامر )
(رفيف أنا أسفة لقد دعوت الاستاذ سليم على حفلة غير واقيعة اليوم و قلتُ له بأنك من سترتبين الامر أحتفالاً بأخر تدريب لي , أنا اسفة حقاً لكنه أجربني على التكلم هكذا سأفسر لكِ ما حدث حينما نتقابل , أخبريني الان هل يوجد لكِ عملاً اليوم ؟)
(سحقاً للامر يوجد لدي عملاً طويل اليوم , لكن لنرى أذا أستطعت من الانتهاء منه قبل المساء , أنا أسفة يا عزيزتي لم أعلم بحفلتكِ ) بدأ عليها الحزن
( حسناً لا تقليلي سأتي الان و أساعدكِ في أنهاء عملكِ قبل المساء وننتهي منه ونبدأ بتجهيز حفلتي المفاجئة )
( سناً أذاً ٍاقول لِصرب بأني سأعمل معكِ اليوم لأنهاء العمل بسرعة , لاتقلقي سنحل الامر ياعزيزتي المتهورة ) ثم ضحكت بسخرية
( من هو صرب ؟ )
( أنه المسؤل عن البقالة )
( حسناً لقد فهمت , أذن أتفقي معه , و أنا سأخرج الان لأتي أليكِ )
( حسناً , موفقة بعملك )
( وانتِ أيضا ) , خرجت من القاعة لأذهب الى الغرفة الكبيرة و أوقع لأخرج من العمل , حيث رأيت الاستاذ احمد الذي تعرفتُ عليه أول يوم كان يعمل على مكتبهُ فألقيتُ عليه السلام ( مرحبا, كيف حالك يا سيد احمد ؟)
( رزان أهلا بكِ كيف حالكِ , لقد علمتُ من السيد جان بأن اليوم الاخير في تدريبكِ هل أجتزتهِ بسهولة ؟)
( أجل أجتزته بتقدير جيد أيضاً شكرا لك على السؤال , أراك غدا يا سيدي فلدي عملاً اليوم )
( حسناً , بالتوفيق في عملكِ يا سيدتي أراكِ غداً ), لقد كان السيد احمد صديقاً جيداً للسيد سليم كلاهما جيدين في المعاشرة و المعاملة من حسن حظي التعرف عليهم
خرجتُ للخارج لتأجير عربة للذهاب بها الى بقالة رفيف لكني رأيت سيد سليم يقف بجانب عربته و يتصل بأحدهم على الهاتف ويبدو قلقلاً بعض الشيئ , ما الامر لما لا يقوم بعمله بهذا الوقت مع من يتصل ؟ ...
تقربت عليه قليلاً لأجعله يشاهدني بعض الشيئ حيث قال ( سيدة رزان توقفي قليلاً أريد التحدث معكِ )
( حسناً ) , أكمل أتصالهِ ومن ثم أغلقه وهو يبدو قلق
( تفضل سيدي , هل يوجد أمر ما ؟ )
(أجل أردتُ أن أقول لك بأن سأتتي لحفلتكي اليوم مساءً أذا كان العرض لازال قائماً )
( أجل أجل , بالطبع مرحباً بك في كل الاوقات يا سيدي , لكنك تبدو قلقلاً بعض الشيئ أيوجد شيئ؟ )
( لا , لا تقلقي أنها أختي آن أتصلت بي)
( أأمل أن تكون بخير ؟)
(أجل فقط تقول بأن والدتي تمرضت قليلاً )
(  أسفة لسماع ذلك , أتمنى أن تعود لها صحتها قريباً )
( و أنا أيضاً أتمنى ذلك , الى أين ستذهبين )
( سأساعد رفيف في عملاً لها ومن ثم سنجهز لحفلة المساء )
( تعالِ لأوصلكِ بطريقي )
( لا أرغب بمضايقتكَ )
( لا تتكلمي هكذا تعالي لنذهب معاً )
( حسناً أذن ستختصر علي الطريق , شكرا لك )
( العفو ) , فتح لي باب العربة وصعدتُ بخفة ومن بعدها أستمرينا الى طريق المنزل , قال ( لقد كان يوماً سريعاً لكنه صعباً بالنسبة لي )
( لماذا ؟ أيوجد شيئا)
( لا يوجد شيئ سوى أني أكملت من تدريبكِ و قلة فرصتي في رؤيتكِ وسماع حوارتكِ الشيقة) تكلم بهدوء ثقيل وكأنه يعتصر الكون داخلاً منه
( لا تقل هكذا انا امامكَ في كل مكان حتى بعض الاحيان أشعر أنك بدأت تمل من رؤية وجهي فأنا معك منذ بداية يومكَ و حتى عملكَ وأختم ذلك برؤيتك في السماء , سأضهر لك بأحلامك على الاغلب ) ضحكتُ بخجل لقولِ ذلك
( ومن قال أنني سوف أمل من رؤيتكِ يوماً على العكس أنا أحب ان أقضي الوقت بأكمله بجانبكِ حتى احلامي اريدها جمعها تخصكِ ) قالها وهو ينظر لعيناي و كانه يقول سحقاً ألم تفهمي ما أريد أيضاحهُ الى الان , لكن دون جدوى فأسمي أرتبط بالهرب على الفور من أن ينقط أحدهم كلاماً معسولاً ...
( شكرا لك ... ) صمتُ قليلاً ثم أدرت الموضوع بخفة ( أذن سنتظركَ حين الساعة السابعة ) ضحكَ بسخرية ( حسناً حسناً أهربي كالعادة سأصطادكِ يوماً ما ... )
( المعذرة لم أفهم ما تريد قوله ) قلت ذلك كالبلهاء التي تريد التخفي من أمرٍ يعنيها
( حسناً لأيعنيك ما تكلمتهُ على الاغلب , على كل حال في تمام السابعه لكن أين أأتي ؟ )
سحقاً لا يتركَ شيئاً من دون التعليق عليه , لا أعلم أين سنلتقي بعد كيف سأخبره المكان ... اللعنة على أفكاري ( لنلتقي عند الحديقة السفلية للمجمع )
( حسناً أتفقنا , أراكِ حينها )
( أراك حينهااا... ) , أغلقت الباب من خلفِ ثم بدأت بشتم أفكاري و تصرفاتي العفوية التي تقيدني الى المخفي أحياناً , رأيت رفيف وهي تعمل بكد و شقاء بئساً للأمر كم هلكت بالعمل تلك المسكينة بسببي كيف سنلحق من أكمال العمل قبل الساعة السابعة فلم يتبقى من الوقت سوى خمس ساعات على الاقل ...
( أهلا يا صديقتي المسكينة أنا حقاً أسفة لتوريطكِ بعمل بسببي , سامحييني ) أحتضنتُ رفيف و أنا أكلمها
( حسناً يا حبيبتي لا تتكلمي هكذا الاصدقاء وجدوا لهذه الامور لكن هل بأمكانك أن تقولي لي ما الذي حدث ؟ للتكلمي هكذا )
( حسناً سأخبرك لكن لأعلملكِ بأن الحفلة العفوية في تمام الساعه السابعة هل سنلحق لأكمال العمل ؟)
( أجل من المؤكد سنلحق لا تقلقي , هيا هيا كليني ) , بدأت أتكلم عن ما حدث وماهو السبب الذي جعلني التكلم هكذا , ضحكت رفيف وقال ( لا عليك أذن سأحتفل بكِ بأفضل طريقة يا طفلتي العفوية ) لقد كانت تناديني بطفلتي في الاوقاتي التي أفتعل بها مشكلة أو خطاءً بدون قصد , أكملنا العمل الشاق و رتبنا جميع الاشياء داخل الرفوف و أنهينا العمل من دون الشعور به بسبب كلامنا الذي كان مستمر دون أنقطاع فلم ننتبه للوقت ألا حينما أنتهينا حيث كانت الساعة تشير الى الرابعة قالت رفيف ( رزان كل ما عليك فعله الان هو ان تقرري ماذا سوف ترتدين و ما الذي سنفعلهُ بعدا من طعام )
( أجل علي الان ان أذهب الى المنزل و أكمل عملي و أققر ما الذي سأرتديه ’ و أنت أحضري لنا بيتزا ايطالية  )
(حسناً أذن , شكرا لك على مساعدتي يا عزيزتي )
( العفو , شكرا لك على مشاركتي الحفلة المفاجئة ) ثم ضحكنا معاً وخرجت مسرعة الى المنزل حيث قررت بأرتداء فستان قديم لي لونهُ زهري وبه نقوش صغيرة بعض الشيئ  على هيئة ورقة شجرية باللون الاخضر الباهت وعنقهُ مزين بقطع خرزية ملونة تضيف له بريقَ جميل , سرحتُ شعري ووضعت بعض من الكحل الاسود عللى نهاية الجفن العلوي من عيني ليضيف رسمه جميلة للعين تشبه عيون القط و حمرةً زاهية وبها لمعة خفيفة بدأت لطيفةً للعين ومريحة للنظر .
لقد أصبحت الساعة السادسة والنصف لم يتبقى سوى وقت قليل يجب علي أن أنزل الان لتحضير طاولة نجلس عليها وترتيبها بشكل جيد أكملت عملي و خرجتُ الى الحديقة السفلية حيث كانت هنالك الطاولات منفردة وتحيط بها المقاعد الخشبية سقط نظري على تلك الطاولة التي جلسنا عليها ذلك اليوم الذي قطع به التيار الكهربائي و قررت بأن نجلس بها مرة اخرى فرتبت الشموع الدائرية ذات الروائح العطرة على الطاولة ووضعت المناديل والصحون و الكؤس حيث بدأ كل شيئ رائع أستمعتُ الى صوت رفيف ( مساء الخير , كم تبدين جمبلة وبراقة يا صديقتي من حسن الحظ أحتفلنا بكِ اليوم )
( أووه , شكرا لكِ أنها عيناكِ الجميلة يا حبيبتي )
( ألم يأتي سيد الاحتفال بعد ؟)
( لا لقد تأخر على الرغم من أنضباطهِ في موعده في العادة )
( سيأتي بعد قليل لا تقلقي , هل يوجد شيئ أساعدكِ في تحضيرهُ )
( لا لقد أكملت كل شيئ , هل البيتزا جاهزة ؟)
(نعم قال بأنه سيوصلها في الساعه السابعة والنصف أما الكعكة فأنا من سأتي بها )
( كعكة !! لما أتعبتي نفسكِ حبيبتي لم أشئ أن أتعبكِ بعد عملك المرهق اليوم )
(لا على العكس لم أتعب بها لقد كانت خفيفة كصاحبتها خفيفة الروح )
( شكرا لكِ على كلامكِ المعسول يا رفيف أخجلتني ) , شممت رائحه مميزة أعرفها نعم أنها تخص السيد سليم ( أنه اتى !)
( من ؟!)
( السيد سليم ) , ألتفت فرأيته يقترب
( مسائكم خير يا أنساتي كيف أحوالكم؟)
(مساء الخير سيد سليم ) , اللعنة لقد نطقت بالسيد مرة أخرى سيد سليم ونحن خارج 
العمل على الاغلب سأتلقى توبيخاً
( أنها رزان الكلاسيكية أترين يا رفيف تناديني بسيدي ونحن خارج العمل )
( أنا أسفة لم أقصد ذلك أعذرني )
رفيف ( لا تفعليها مرة اخرى يبدو بأن سليم يتضايق من الامر )
( أجل يتضايق كثيراً , أعدك بأني لن أكررها ) مع أبتسامة خفية وأنا أنظر له بخلسة وهو يبدو بكامل اناقتهُ المعتادة جميل وذو رائحة تأخذني الى أماكن عدة 
رفيف ( أجلس يا سليم , قد تبدو حفلتنا مختلفة فهي عن ثلاث أشخاص فقط ) ثم ضحكت
( لا على العكس أفضل هذا النوع الهادئ من الحفلات من دون الحاجة لنتعرف على أشخاص غريبة )
( حسناً لا نقل عنها حفلة أذن لنقل تجمع أصحاب فقط؟)
( كما تشائي أنسة رزان , فاليوم يومكِ أنهيتي أختباركِ الاخير , إذاً غداً سوف تستلمي أول مرتب لكِ أردتكِ أن تعملي مني )
( حقاً لم أعلم بأن المرتب الاول سيكون غداً , شكرا لك لقولكَ لي )
( على الرحب والسعة دائماً ...) لقد نظر لي بنظرة حنونة شعرتُ بها داخلاً مني
رفيف ( مباركً لكِ يا رفيقتي العزيزة لقد أستحقيتي ذلك)
( أجل , شكراً لكِ ... ), أتصل صاحب المطعم ليقول بأن الطلبية قد جهزت وهي الان مع الفتى التوصيل أمام المجمع يجب علينا أن نسمح له بأن يدخل بها الى الداخل حيث لا يمكن لأي شخص يدخل بدون أذن , خرجت رفيف لتأتي بها حيث بقينا أنا و سليم بمفردنا بتلك الحديقة قال( أسعدني أنكِ أخترتِ هذه المنضدة مجدداً )
( نعم لقد كانت خالية و قريبة من الاشجار و كذلك أنها تذكريني بتلك اليلة التي أستمتعنا بها )
( أنها من أجمل اليالي لدي أرغب بأن أضيف ليالي آخرى الى قائمتي , ما رأئيكي بأن تشاركيني ليالي لتصبح مفضلة ؟!) ينظر لي ويبتسم برقة
( سيسعدني ذلك ) بكل خجل , أرغب بأن تأتي رفيف الان قبل أن تزداد سخونة الجو و أسقط بلساني السذج مرة آخرى ,
( أنها رفيف لقد أتت )
( نعم أتت رفيف وأنت نجحتي بالهروب مرة اخرى ) مسح يده براسه و أنزعج بعض الشيئ
رفيف ( لحسن الحظ بأنها لاتزال ساخنة , لنحظى بطعام شهي هيا أبدوأ بتناولها , هنيئاً لكم ) , لقد كانت بيتزا رائعة تسمى ببيتزا نابولي الايطالية فهي المفضلة لدي أرغب بتناولها كل يوم من دون جزع
( هل تعجبكِ بيتزا نابولي ؟)
( نعم أنها طعامي المفضل خصوصاً أنها أيطالية )
رفيف ( ماهي دولتكِ المفضلة ؟)
( أتعلمين شيئاً لم أتخيل يوماُ بأني سأخرج خارج مدينتي أبداً حيث كانت أسطنبول أفضل المدن لدي , لم أتخيل بيوم بأني قد أزورها و أسكن بها و أقيم علاقات بها أنه أمر يضحكني بعض اليالي بمجرد تخيلي لذلك )
( لحسن الحظ بأنكِ أتيت الى أسطنبول و سكنتِ بجانب مني , و الان ما هي دولتكِ المفضلة ؟ لقد أنتابني الفضول ) أبتسم ساخراً وتقرب مني قليلاً من شدة فضولهِ
( أنها أيطاليا أرغب بزيارتها و المشي بشوارعها أتخيل بأن لها لحنٌ خاص ونكهه خاصة مميزة أرغب بتناول بيتزا نابولي من مطعماً شعبي بأحدى شوارع أيطاليا , ... حقاً لا أعلم لما أكلمكم عن ما أحلم على مايبدو بأني لستُ على ما يرام ) ضحكتُ ساخراً بحناء رأسي للاسفل
رفيف ( لما تقولين هذا أنها مجرد احلام )
( لا أعلم فجدتي كانت تخبرني من يخبر الناس بأحلامهِ سيفشل في تحقيقها )
( ولما ؟! ) بشيئ من الفضول
( ربما بسبب ما حدث معها قالت هكذا , فهي أخبرت صديقةً لها منذ أن كانت صبيةً مراهقة بأنها حينما تزف سوف ترتدي تاجاً من الفصوص بدلا عن ما كان منتشراً حينها من قداح الورود الملون و حينما تزوجت صديقتها أخذت فكرتها وحلمها ونفذتهُ قبلاً منها حيث لم يبقى لديها شغفاً في أن ترتدي تاجاً وتبدو وكأنها تقلدها , على الاغلب هذا السبب )
( أنها صديقة سيئة جداً كيف لانسان العيش بأفكار و احلام شخصاً اخر ...) قالها بحزن ثم أكمل ( لقد أعجبني قول جدتكِ بأن من يخبر الناس بشيئ سيفل في تأديته , أنها تبدو كقول لأحد الحكماء )
رفيف ( نعم لها جدة حكيمة جداً ذات قلبِ يشع بالحب )
( نعم أنها كذلك ذات حباً و رفقاً بالناس أجمع لديها قلبُ يسع الجميع كانت ذات طيبة وكلاماً حسن لاتستطيع أن تخدشهُ ولو بالخطئ , لكن الله خشى عليها من سوء الناس فخبئها بطيبتها تحت طباق الارض )
( حقاً هل توفت ؟!!!) قالها بتفاجئ
( نعم منذ سنتين , لا اعلم كيف مضيتُ بتلك الايام بدونها فهي كانت تدعوا لي بالسر والعلن و هي من كان يعلمني الصح من الخطء لقد بعثرتني الايام والناس من دونها )
( غفر الله جميع أعمالها وجعل من مسكنها الجنة ... أنا أسف لسماع ذلك )
( يسعدني دعائك لها,  أمين )
رفيف ( ربما يا رزان لم تنتبهي لامر لكنكِ وبكل مرة تكررين حديثكِ عنها حتى شعرتُ وكأني أعرفها من كثرة حديثكِ عنها رحمة الله لها )
(  أمين , أجل أبدو غريبة أذ لم أذكرها بمقولة أو في كلام يخصها أنها كروما جميع الطرق و الاحاديث تصلني لها )
( لم أعلم بأن لكِ جدة متوفية ؟)
( صدقاً بأني لا أذكر ضعفي أمام الناس أجمع لذا لم أكلمك عنها أما الان فهأنت علمت بضعفي )
(لم أراكِ حزينة بحديث كهذا , أنا أسف أذا أزعجتكِ , لكن فضولي هو من أراد أن يعلم ماهو ضعفكِ )
(لا تتأسف لقد مر على الامر ما يكفي لأكون أقوى على الاقل لكنه لازال يشعرني بنقصي و قلة حيلتي ربما هو أحد أسباب قوتي وهو من أوصلني لما عليه الان لقد كنتُ أكثر البنات أعتماد على العائلة لكن حينما كسر الحائط الذي تستند عليه العائلة وبدأت أشعر أما التقدم أو العدم بدأت بالهروب الى مكان أبعد الى مكان لا يتواجد فيه أحداً يذكرني بما كنت عليه يوماً لقد لجأت الى نفسي لأكون ما عليه الان , لاتوجد قوة بغير كسر يبعثر ثم يعيد بناء بهيكل جديد متداعي )
(أتفق على ما تقولينهُ حيث لايوجد شخص قام ببناء ذاته من جديد ألا وقد مر بأيامٍ بعثرتهُ وصقلت شخصيتهُ مجدداً )
رفيف ( من حسن حظ الكائن البشري هو التعايش مع جميع الايام سواء الجيد منها أو السيئ , جيمعنا قد مرنا بمراحل جعلتنا نشعر بالخوف من شدة تغير شخصياتنا حتى شعرنا بأننا بدأنا نفقد برأة الطفولة وعفويتها لكن لحسن الحظ نتخطى ذلك ونستطيع الوقوف شامخين مرة آخرى وبصفات جديدة تضاف ألينا )
( أجل بالتاكيد فأن دوام الحال من المحال يا حبيبتي )
رفيف ( لنغير الموضوع ونحتفل بكِ يا رزان هيا هيا , أمسحي التراب الذي تجمع على تلك الذكريات و ِلتبرق من جديد محتفلةً بما أصبحتِ عليهِ الان)
( أجل لقد أصبحتِ من ألطف الكائنات التي قد رأتها عيني شخص مسالم لايجرح ولا يستدعي أحداً ليجرحهُ , لنحتفل بما أنجزتهِ خلال وقتً قصيراً )
( شكرا لكم على كلاكم الجميل , يالا حسنَ حظي التعرف عليكم خلال هذا الوقت القصير)
رفيف ( يسعدنا نحن أيضاً من التعرف عليكِ صغيرتي , حسناً أذا لأذهب و أجلب الكعكة لن أتاخر أعدكم ...) , لقد ذهبت رفيف وعاد الصمت يدور بيننا لكن هذه المرة كان صمتً حزيناً حيث أنه كان ينظر ألي بهدوء وكأنه يراني على حقيقتي للمرة الاوللى لقد تعرف علي من جديد بهذا المساء أرغب وبشدة أن أعلم عما يدور برأسهِ من كلام فعيناهُ كانت تنطق الكثير من التعاطف و الحنان حتى شعرتُ وكأني بدأت أقرا ما تنطقهُ عيناه

( لقد أثر بي جميع ما تكلمتي عنهُ , لقد حزتُ كثيراً لكونكِ خسرتِ جدتكِ و شعرت بالضعف ولم يكن هنالك من يساندكِ تمنيتُ لو أني تعرفتُ عليكِ بذلك الوقت لأمسح على كتفكِ و أطمئنكِ بأنكِ أقوى و أكثر شجاعة من أن تكونِ ضعيفة , لكن أعدكِ بأني سأكون بجانبكِ بجميع أوقاتكِ سأحتفل معكِ في جميع أنجازتكِ , فقط أسمحي لي بذلك ...)
( لا اعلم كيف أفسر لك ذلك وكيف سأسمح لك فأنا سيئة بذلك لندع الوقت يوضح الامور ...) , صمتُ بعمق لم يسبق لي أن أشعرهُ أخفضتُ رأسي لأتخطى نظراتهُ و أقلل من حدة توتري لكنه كان بجانبي فلن أشعر بالسكينة أبداً
ضحك بهستيرية تشير الى غضبهِ ( لا أعلم ما الذي يجعلكِ هادئة كهذا وأنا هنا بدأت أفقد أعصابي ... سأدعكِ و شأنكِ لكن أتمنى أن يعيدكِ طريقكِ لي )
توترت كثيراً فلم أعلم ما الذي يجب علي أن أقوله فلا أريدهُ أن يتركني وشأني فلا أستطيع العودة أليه لكن ما علي ان أفعل الان لقد نظرتُ له ولم أتكلم بشيئ سوى أني أنتظر رفيف أن تعود بسرعة قبل ان يرحل فلقد كان يبدو عصبياً و حزين , سمعتُ صوت رفيف و ضحكتها حستتُ و كأن الدنيا رضيت عني بتلك الدقيقة
رفيف ( لم أتاخر أليس كذلك )
( لا لا على العكس يا عزيزتي لقد أتيتي بالوقت المناسب ... ) كان ينظر لي بخلسة وعيناه تقدح عصبيةً , كشفت الغطاء عن الكعكة كانت صغيرة ومغطى بالتوت البري الاسود و الفرولة تبدو لذيذة حقا ( اوووه , شكرا لك لقد صنعتها بأحترافية )
( أسعدني أنها أعجبتكِ , لقد صنعتها بحب لكِ , هيا أطفئي الشمعة وتمني أمنية ...)
( سأتمنى أن تتضح الامور سريعاً فلا أشاء أن أحزان أحد ... )
( عمل موفق ...) قالها بكل غضب ثم أكمل ( لم أعلم ما الذي علي أن أجلبه كهديه تعجبك فجلبت هذا أتمنى أن يعجبكِ ) أمسكني أياه ثم قال ( سأصعد الى المنزل الان عمتم مساءاً ) , لم يبقى لدقيقة واحدة حتى لأشكره كان غاضباً جداً لم أكن أعلم أن هنالك أشخاص أكثر عصبيةً مني لكني على الاغلب قد وجدت ...
لم تفهم رفيف ما الذي يحدث فكيف يخرج قبل أن يتناول الكعكة حتى فشرحتُ لها ما حدث و ألامتني لكوني هربتُ مرة أخرى وقالت ( لقد أوضح لك جميع أوراقهِ لما لم تتشجعي لمشاركتهِ معكِ , يا لسوء حظكِ يا فتاة أخشى أن تخسريهِ بهذه التصرفات )
لم أكن أعلم كيف تحدث هذه الامور بجدية فم الذي علي فعله لمراضتهِ أو حتى لعد خسارتهُ كل ما أعلمهُ أني لم أتصرف بعلاقة مشتركة مسبقاً على ما يبدو أنه حاجز أخر يجب علي أن أتجاوزهُ و أتمنى أن أتجاوزهُ من دون خسائر , ...
( لا أعلم حقاً يا رفيف كيف سيحل الامر بدون خسارتهِ ... حسناً غداً صباحاً سوف أتكلم معهُ أعدكِ )
( أتمنى أن ينصت لكِ بعد ما حدث من صداً لهُ , ياصغيرتي ما أرجهُ الان هو سعادة تطوق قلبكِ و لا تفارقهُ )
( يالا طيب قلبكِ يا رفيف من الجيد معرفتكِ ... لم أفكر يوماً بأني قد أحب أو أن أشارك أحد تفاصيل حياتي شرالك على مساعدتكِ لي بهذا اليوم )
( لا عليكِ هيا أصعدي الى منزلكِ و ليحل الصباح مع بشائرهُ أتمنى ان تحل مشكلتكم سريعاً , سوف أعود الى منزلي الان أنتبهي على نفسكِ صغيرتي )
( وانتي أيضا أحلاماً سعيدة ) ذهبنا كلاً منا الى منزلهُ ينشاد ربه بحل جميع معوقات حياتهُ  دخلت المنزل وأنا مثقلة متناهية فتحتُ هديتهُ وكانت سوار فضة جميل جداً به قرص دائري وعليه فصوص ملونة بألوان الازرق و التركواز لقد أعجبني جداً لكنه ليس بجانبي لأخبره بذلك , حقاً لا أعلم كيف غفوت تلك الليلة.

حينّ أحببتك Where stories live. Discover now