البداية

220 6 0
                                    


د مر عام ولكنه مر على كسنوات طويلة مللت من عدها وإحصائها اتسائل فى دهشه

كم عاما مر منذ ان كتبت لي لاخر مرة؟

 لا اعلم كيف أعدها؟ هل بحساب سنواتها ؟ ام سنواتى ؟ حسب زمانها أم زمني ؟ فكلانا يدور فى فلك الزمن دون ادارك او احساس به.

الزمن ذلك الضلع الثالث فى المعادلة ...ضلع غير مرئى ولكن آثاره تظهر جلية على كل شئ حولنا وعلينا أنفسنا.

لو علمت ان تلك المرة ستكون الاخيرة لما توقفت ليلتها عن الكتابة إليها مطلقا لظللت الليل ساهرا ارتشف من عبق كلماتها تلك الساحرة الصغيرة التى تركت بداخلي أخاديد من الفرح والسرور لقد تاثرت بها كثيرا حتى أنني بت اتحدث مثلها واكتب كما تكتب كلماتها المنمقه البليغة واحادثها العذبة التى لا امل منها كل رسالة بشئ عجيب فريد مثلها.

كيف التقينا ؟ انه ضرب من ضروب الجنون لقاء لا استطيع ان اقصه على احد حتى لا اتهم بالجنون والحماقه وربما بالكذب أيضا.

اما بالنسبة لى فهو الحقيقة الكاملة لفتاة احببتها من كلماتها و تعلقت بها كثيرا الفت صحبتها والحديث معها دون ان التقي بها وتركت بداخلى اثرا لن يستطيع حتى الزمن ان يمحوه,

حتى انقطعت رسائلها دفعت واحدة كدت اصاب بالجنون وانا ابحث عنها دون جدوى وكاننى ابحث عن شبح اخشى ان اقوم باى حماقه ثؤتر على مجريات الاحداث فأفقدها الى الابد.

لقد انقضت عام واحد منذ اخر رسالة لها لم اترك مكان ذكرته فى رسائلها السابقه لم اذهب اليه رغم علمى باننى ابحث عن المستحيل الا اننى لم افقد الامل باننى يوما ما سأجد احد رسائلها مرة اخرى بين ادارج مكتبى.

ترى لو مازالت الى الان على قيد الحياة فكم سيكون عمرها ؟

طوال العام الماضي بحثت فى كل الصحف القديمة عن اسم عائلتها كل الكتب التى تتحدث عن العائلات فى تلك الفترة علنى اجد طرف خيط ما يقودنى اليها دون جدوى.

ان الزمن لا يسير كما نعلم عنه فليس للزمن قوانين ثابته تحكمه ما ان تسقط بداخله حتى تغوص فيه ياخذك معه فى مده وجزره دون وعى او ادراك لما انت مقدم عليه.

عندما اكملت عامى الثالث عشر اهدانى معلمى فى المدرسه روايه الة الزمن للكاتب الانجليزى "هربرت جورج ويلز" نظير تفوقى الدراسى انذاك , كم انبهرت بتلك الروايه الرائعه التى حملتنى معها الى جزر من الخيال لم اكن قد وطئتها من قبل وتسالت ترى لو سمح لى السير "هربرت" ان استقلها فى يوما ما فاى زمن سأختار الماضى ؟ ام المستقبل ؟

لم اكن اعلم ان الاحلام قد تضحى حقيقة فى يوم ما واننى قد استقل يوما ما الة الزمن تلك.

انا "ادم " تخرجت من كلية الهندسة قسم تعدين بحثت كثيرا عن عمل داخل بلدتى فى احد محافظات صعيد مصر دون جدوى فهذا الفرع من الهندسيه لا تتوفر به اى اعمال الا فى محافظات الوجه البحرى والمطلة على السواحل اجتهدت قد المستطاع ان اجد عملا ما حتى لا ابتعد عن اسرتى ولكن كل محاولاتي باءت بالفشل فلا اجد نفسى فى اى مهنه غير مهنتى التى احبها ودراستى التى اعشقها وما ان تسلل اليأس الى نفسى حتى قررت ان اوان الرحيل قد حان سواء شئت أم أبيت فلا مفر ولكن والدتي رفضت الأمر ما إن علمت برغبتى فى الذهاب الى القاهرة وظلت تبكى يومين دون ان اعلم السبب الحقيقى لذلك حاولت كثيرا التكلم معها في الامر ,

قسمت  (رسائل بين الماضى والحاضر)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن