لم يدم من الحصار طويلا تضعضع الوضع سريعا،
وكان سببه شايتا من احد المتنصرين الذي كان فيما مضى مسلما فتنصر وتزوج رومية من بنات عمورية، اذ خرج الى المعتصم واعلمه بمكان في السور كان قد هدمه السيل فيما مضى من الايام وبنى على عجل بناء ضعيفا بلا اساسات.حينها نصبت المجانيق حول عمورية
وضربه اسوارها بالقذائف والحمم فكان اول ما هدم منها هو الموضع الذي دلهم عليه ذلك الرجل،
وقد حاول القائد الرومي "وندوا"
الموكل بهذه الناحية سد الثغر بجذوع اشجار الخشب الغليظة القوية لكن قوة المنجنيق
وكثرة الرمي حطمتها، فاستنجد وندوا ببقية القادة من بني جلدته فلم يعينوه بحجة ان كلا منهم مشغول بحصنه وما يليه من عساكر، فهدم السور واتسعت ثغرته مما جعل وندوا يهاب من الهزيمة والقتل فطلب الامان لنفسه ولخاصته.ومنها دخل جيش المعتصم نحو المدينة
وسط انهيارات عساكر عمورية وتساقط ابراجها الواحد تلو الاخر، وقتل على اثرها
خلقا كثيرا من الروم، واستباح مدينتهم
واحرقها وحولها الى يباب خرب كي لا يستفاد منها فيما بعد.تركت هذه المعركة اثرها في الادب الرومي البيزنطي وكذا في الادب العربي، وقد خلد الشاعر ابو تمام هذه المعركه بقصيدته المشهورة والتي قال في مطلعها:
السيف اصدق انباء من الكتب
في حده الحد بين الجد واللعب
بيض الصفائح لا سود الصحائف
في متونهن جلاء الشك والريب.
أنت تقرأ
الأَمِيرَةُ المقدسة
Ficción histórica{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25)}...