-الباب الثاني -2
-ساسمح لك بالذهاب .
ما ان سمعته يقول ذلك حتى طوقته بذراعيها ودفنت وجهها في لحيته الكثيفة البيضاء وصرخت وهي تدفع جسده الضخم للخلف ، فتسقطه على ظهره وتسقط معه:
- أحبكك يا أبي!!!!
ضحك جبار بصوت مرتفع.. لقد كانت ابنته تستطيع بحركاتها المجنونة تلك ان تنفض عنه غبار الشيخوخة وتعيد إليه بريق الشباب الأفل:
-ولكن هناك شرط .
نهضت جوليت واقفة أمامه.. أحنت ظهرها للأمام تقلد قادة الجن عندما يقفون إمام والدها ليقدموا له فرائض الاحترام والطاعة، ثم قالت بصوت خشن تحاكي فيه طبقات أصواتهم الغليظة:
-أمرك سيدي جبار .
كان شكلها مضحكآ ولكنه كبح ضحكته؛ لكي يجعل كلامه يبدو أكثر جدية:
- ان تلتزمي بقانون العائلة .
-حاضر ، لن استخدم قوة النار إمام البشر مرة أخرى كي لا ألفت انتباههم إلى أنني جنية .
ثم أردت تقول : أانت راضي عني الان؟!
-هناك أمر آخر.
-ما هو؟!
ربت بيده الكبيرة على الأرض وقال : اجلسي اولآ.
جلست كما طلب منها واصغت أليه.
-والدتك تقول إنك لا تريدين الزواج.
- أرجوك يا ابي ، لقد تحدثت معك في هذا الأمر أكثر من مرة.
- وتظلين عزباء طوال عمرك؟!
-حتى اصادف احدآ يشبهك يا قمر الأقمار انت، فأرمي بنفسي إلى قدميه واتوسله ان يتزوجني ..
حاول والدها إلا يضحك كي لا يفسد جدية الموضوع، لكنه لم يستطع فضحك حتى ابتلت عيناه بالدموع ..
**
قالت بعد قليل منتهزة مزاج والدها الطيب:
![](https://img.wattpad.com/cover/350872232-288-k18898.jpg)