الفصل الأول: لصة الليل

7 2 2
                                    


كانت الليلة مظلمة وممطرة في مدينة كورتا، حيث تجمعت السحب السوداء وقرعت الأمطار بقوة على الشوارع الخالية، تاركة وراءها أصداء تلك الأمطار المتراقصة على النوافذ والأسطح المعدنية. وسط هذا الجو المهيب والمليء بالسرية، كانت لينا تنساب كالظل، ملتحفة بمعطفها الأسود الذي يتراقص مع حركتها، ووجهها مغطى بوشاح يخفي هويتها.

لينا لم تكن مجرد سارقة محترفة، بل كانت فنانة في مجال الجريمة. كانت متخصصة في تنفيذ العمليات الدقيقة والمعقدة، مثل لصوص الأفلام الذين يحيكون خططهم بتفاصيل دقيقة للحصول على الكنوز القيمة. وبالفعل، كانت الشركات والبنوك في كل أنحاء المدينة تتسلم دوريًا طوابعها المعدنية مُختومة بألقاب مُلصقة بها، هي "الأثر الغامض"، بما أنها كانت تترك نادرًا أي أثر وراء عملياتها.

وكانت هذه المهمة الجديدة لينا ليست بالأمر السهل. تتضمن اختراق شركة أمنية مشددة واستخراج ملفات حساسة تكشف أسرارًا لا يُحسد عليها. تقفز لينا مرونة من سطح إلى آخر بخفية ورشاقة، وتنتقل عبر القاعات المظلمة مثل شبح يبحث عن هدفه. كانت تعرف كل خطوة تقوم بها، كانت تلتقط الأمور بمهارة وتقرأ كل تفصيل بدقة، مثل ملكة تنتقي توجهات مملكتها.

في لحظة تحديدية، على بعد بضعة أمتار فقط من هدفها، توقفت لينا فجأة، حينما شعرت بشيء غريب. كأن هناك شخصًا آخر في الغرفة. رفعت رأسها ببطء، ترقب، وتوقعت أن تلتقط بصرها ظلال شخص ما يختبئ في الظلام.

"العبور إلى الظلام ليس بالسهولة التي تظنها، أليس كذلك؟" تحدث الصوت ببطء، مليء بالهدوء والتحدي. تجمدت لينا، وقلبها بدأ ينبض بشكل متسارع. "من أنت؟ وماذا تريد؟" سألت بهمس قوي.

"أنا مجرد مراقب للظلال، وأنت... أنت الظل الذي ينبغي لي مراقبته." تلاشى الصوت تدريجياً مع تلاشي الظل. تبدد الهواء السوداء الكثيف وبقيت لينا تائهة في تلك القاعة المظلمة، حائرة حول ما تلك الكلمات قصدته بالضبط.

تابعت لينا طريقها نحو هدفها، لكن الشكوك والتساؤلات لاحقتها. من كان ذاك الشخص؟ ولماذا أحسست بوجوده؟ كانت تتذكر أساطير المدينة عن رئيس المافيا الذي يتحكم في كل شيء من خلف الكواليس، ورغم ذلك فإنها لم تكن مستعدة لهذا اللقاء الغامض.

................................................................................................................

تواصل لينا طريقها نحو هدفها، لكن الشكوك والتساؤلات لاحقتها. من كان ذاك الشخص؟ ولماذا أحسست بوجوده؟ كانت تتذكر أساطير المدينة عن رئيس المافيا الذي يتحكم في كل شيء من خلف الكواليس، ورغم ذلك فإنها لم تكن مستعدة لهذا اللقاء الغامض.

كان اسمه زيرو رومانوف، يُلقب بـ "الفهد الأسود". كان هذا اللقب يعكس برودة وقسوة قلبه، وقوته الشديدة في عالم الجريمة. كانت هذه المدينة وسياجها من الجريمة تحت سيطرته الدائمة، فلا أحد يجرؤ على الوقوف في وجهه. كان يعرف بشذى الفساد والجبروت، حيث كان يُنظر إليه كـ النمر في غابة الليل، يسيطر على كل شيء بسلطته.

"The Crow and the Black Panther"/"الغراب والفهد الأسود"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن