Play Cards

_١_ وَصِيٍةٌ

. . .
.
.
. . .

اصوات السعال المتواترة تعلو من ذلك المكتب الذي يحتضن الرجل في عقده السادس، وهو ينتظر بلهفة حضور أبنائه الأربعةالذين لم يلدهم

كأنه ينتظر وصول النسمات العليلة التي تحمل في طياتها الأمل والسعادة. كأنه يراوغ الزمن ويجعله يتوقف أمام بابه، حتى يتسنى له استقبالهم بكل حب وشغف.

أبناؤه الأربعة الذين نشأوا بين يديه لمدة لا تقل عن 25 سنة، حينما وجدهم كأنهم كنوز يباعون في سوق تجار الظلام.

وجد زوجته تراقبهم وهو يقوم بصفقة مالية مع زعيم العصابة، لم يكن يوليهم اهتمامًا في البداية. ولكن عندما طلبت زوجته إليزابيث منه أن يقتنيهم، وبالطبع هي زوجته، علم أن هناك سببًا وراء طلبها.

《▪︎▪︎▪︎》

طغى الرفض على بداية الموافقة، وبالتأكيد لن يكون هناك مجال للموافقة، قضبه ورحمها قد توليا مهمة السعي في إنجاب الأطفال،

لكن لم تتوانَ إليزابيث عَنْ التمسك برغبتها، وكادا يخوضان معركةً، حتى أخيرًا وافق.

كان سيتشري ألكسندر ، الشجاع، الذي يجسد القوة والقيادة، يلاحظ أنه هو الأقوى ويتمتع بملامح الرجولة. ولكن كانت المفاجأة أن كارينا، الطفلة الصغيرة ذات الأربع سنوات، لم تبتعد عنه بتاتًا.

بل إنها أصبحت مصاحبته المستمرة، وهو لم يمانع ذلك أيضًا. قررا اقتناء الطفلين

فألقت أولغا شباك حبها على كارينا وألبرت توجّه بنفس الشغف، لكن ألبرت لم يكن حبًا بل خوفًا من أن يظل وحيدًا.

وبالفعل، انتهى به الأمر بشراء أربعة أطفال، ليس لبيعهم، بل لتربيتهم كأبنائه الصغار.

على مر السنين، كبروا وتطوروا في حبهم المتبادل. كانوا يشعرون بالفخر عندما يهدي أحدهم الحلوى،

فهذا يعبر عن احترامه للقوانين والقيم في المنزل. ولوجود نقطة إيجابية، كان يسارع لمشاركتها مع إخوته، مظهرًا للتلاحم والتضامن بينهم.

على مرِّ العقود العشرة، تلاقوا كالأخوة المترابطين، وإن لم يكونوا كذلك حقيقةً، فهم تجمعهم الروح الواحدة ويتقاسمون الأفراح والأحزان. ولكن فجأة، تبدّلوا واختلفت حالهم تماماً.

عندما وقع ألبرت و ألكسندر في خراب الكلمات، تصاعدت حيرة كارينا مع اقتراب ألكسندر منها، وغابت عن أولغا الأسباب المجهولة، فاقتحمت عقلها وأفقدتها توازنها.