طفـل ضائع

62 9 20
                                    

في أيام إبريل الباردة، كنت جالسًا أمام النافذة،أرى قطرات الندى تتمايل على زجاجها، ورائحة حساء تتطاير من المطبخ. قلت بصوت مرتفع: "أمي، ماذا تعدين؟"

أجابت أمي: "بني، أنا أعد حساء مع دجاج، سيكون ذلك شهيًّا." ذهبت إلى جهاز التحكم وشغلت التلفاز، بدأت بالاستمتاع بالمشاهدة. في لحظة، سمعت صوتًا على الباب، فقمت واقتربت منه. قلت بصوت متصلب: "من هناك؟"

رد أبي: "افتح هذا الباب، أيها الصعلوك، إنني أتجمد بالبرد." كان أبي في أواخر الثلاثينات، قاسيًا في معاملته. انطلقت لفتح الباب، وبالرغم من صعوبته، كنت في سن 8، أتناسى سهام صرخاته في يومها.

كانت المدرسة ملجأ يسمح لي بنسيان مرارة الحياة، لكن في كل مكان كنت أجد من يعكر صفو حياتي. مواجهتي مع "المتنمرين" جعلتني أتعلم فن تجاهل كل ما يؤذيني. هنا بدأت رحلتي في اكتساب العاطفة العكسية، فبينما كان أبي يظهر صعبًا وغير مبالٍ، كانت أمي ومدرسي يمزجون بين الحنان واللؤم، وكل ذلك خلق في قلبي حيرة تجاه العلاقات والمشاعر.

رغم أنني ما زلت طفلاً في سن الثامنة، إلا أنني بدأت أدرك أهمية تجاوز الصعاب وتجاهل السلبيات. ففي هذا العمر الصغير، كنت أسير في رحلة متناقضة بين الصلابة الظاهرة والحساسية الدفينة.

الفتـى المـيتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن