بداية ..؟

76 3 4
                                    

هي لا تذكر ما حصل بعد ذلك! لا تستطيع استرجاع اللحظات التي اعتذرت فيها له وسحبت نفسها للخارج حتى تعود لمنزلها .. شعرت بأن عالمها يدور ورؤيتها ضبابية .. ليس من المفترض أن تكون بهذا الارتباك ! لقد تلقت الكثير من القبل من الكثير من الفرسان قبله إلا أن هذه المرة لم توفق في جمع شتات نفسها..
لا تستطيع فهم نظراته اللطيفة ولا كلماته العذبة!! لا تستطيع استيعاب شعور الأمان والصدق الذي يبعثه إليها !! لقد كانت حتماً المرة الثانية التي تلتقي به ولكن لم لديها هذا الشعور بأنها عاشت طيلة حياتها تعرفه وتنتظر قدومه؟ أو ربما ذلك هو الشعور بأن يعثر عليك أحد !! لقد شعرت بأنه يقرأها بوضوح تام .. شعرت بأنها شفافة للغاية أمامه !! لقد كانت تبني حولها أسوار حديدية لكن لسبب ما كان باستطاعته المرور من خلاله !
لم يحاول اقتحام حصونها عنوة أو ينظر من خلال الشقوق .. كان فحسب شخصاً استطاع رؤيتها خلف كل تلك الحراسة وكأنها ليس لها وجوداً إطلاقاً !!!
شعور غريب كان يراودها هي ليست معتادة على ذلك! كان كل من حولها ينتظر الفرصة للانقضاض عليها وسرقة ما قد أؤتمنت عليه ولذا كان نورا اللطيف ظاهرة عجيبة في حياتها ..
مضت الأيام التالية ترتكب الكثير من الأخطاء بالها مشغول تماماً .. في كل لحظة كانت تسترجع ذلك اللقاء الساحر رغبة منها في إعادة الأمان إلى حياتها ..
في إحدى الليالي كانت تجلس في وقت متأخر من الليل في أحد غرف الاستقبال سارحة بخيالها نحو سماء الليل الممتلئة بالنجوم .. لا يضيء لها المكان سوى شمعة صغيرة وبجوارها إبريق شاي كانت قد تناولت معظمه في محاولة منها للنوم ولكن دون جدوى..
قاطع سيل أفكارها صوت متهكم اعتادت السماع إليه دائماً :
- ما الذي تفعلينه في هذا الوقت؟ ملامحك البلهاء ازدادت بلاهة!!
كان جيرمي الابن البكر لعائلة نوفينشتاين صاحب تلك الكلمات اللئيمة كعادته .. أعادت سؤاله بسؤال آخر متعجب:
- هل عدت للتو من التدريب!! أعتقد أنك تجهد نفسك كثيراً !!
أجابها دون اكتراث وهو يجلس على الأريكة المقابلة لها :
- لا تهتمي لذلك أيمكنني تناول الشاي؟ أشعر بعطش شديد..
سمحت له بذلك أو ربما هو سكب الشاي قبل حتى أن يسمع إجابتها ظلت تفكر قليلاً قبل أن تطرح عليه سؤالاً :
- جيرمي هل يمكنني أن أسألك سؤالاً؟
استمع إليها بهدوء وببعض الغضب ظناً منه أنها ستعطيه محاضرة مجدداً عن وراثة اللقب أو الزواج بخطيبته الجميلة فأكملت سؤالها لما رأت منه تجاوباً غير معتاد :
- هل تعرف الدوق الشاب نورمبرج ؟ هل لديك أي فكرة عن أي من الأشخاص يكون؟
غضبه القليل ازداد وبانت ملامح الانزعاج على محياه قال بنبرة متهكمة :
- كان بإمكانك إخباري بالمغادرة دون التطرق إلى هذه الطريقة الملتوية!!!
رمشت بعيناها تحاول استيعاب انزعاجه الشديد وما كان منها بعد أن تذكرت أن نورا هو خصم جيرمي الذي سرق لقب الفارس الامبراطوري منه إلا أن تصدر شهقة توضح سوء الفهم الذي صدر منه وتحاول شرح موقفها بأن قالت :
- يا إلهي لقد نسيت أنك تكرهه كثيرًا أنا آسفة حقاً لم أتعمد إزعاجك أرجو أن تتظاهر بأنك لم تسمع ذلك !!!
لقد بدت كلماتها صادقة جداً .. للمرة الأولى يراها مرتبكة وعفوية لم يكن يعرف أن بإمكانها أن تبدو بهذا الشكل المتوتر قبلاً .. أثار موقفها ذلك فضوله وسحب ما تبقى من انزعاجه السابق عاد للجلوس بعد أن هم بالرحيل إثر سوء فهمه السابق وسألها مستفسرًا:
- ما الذي جعلك فضولية تجاهه هل حصل شيء ما ؟
آه يا للهول جيرمي هو الشخص الوحيد الذي لا يمكنها إخباره عما حصل بينهما .. هو يكرهها بشدة ويتصيد أخطائها دائماً إن علم أنها تسأل عن شاب لأنه أثار مشاعرها وفضولها سيكون ذلك بمثابة إعلان حرب لا تنتهي !!!
- اءءء .. في الواقع التقيت به مؤخراً لقد ساعدني بإحدى الأمور .. أنا ممتنة له لذا أردت سؤالك إن كنت تعلم شيئاً عنه إذ أنه لا يظهر كثيراً في المجتمعات ويبدو أن عائلة الدوق لا يتحدثون عنه مطلقاً !!
صمت جيرمي محدقاً بها وشعوراً بأنها تخفي أمر جلل لا يخفى عليه .. كان يراقبها في تلك اللحظة يراها مرتبكة ولكنها تحاول الظهور بشكل متزن .. كانت تلك هي المرة الأولى التي يتحدثون بها بهذا الشكل لذا لم يكن معتاداً على كل هذه الأمور المستجدة .. أعاد ظهره إلى الخلف وهو يحرك شعره بانزعاج عندما حاول تذكر عدوه اللدود كما يشعر تجاهه في خياله وأجاب بنبرته المتهكمة المعتادة:
- حسناً لا أعلم الكثير عنه ! يبدو مغروراً ولسانه لاذع لم أره يتحدث مع أي أحد آخر مطلقاً .. يبدو تعيساً وحيداً كما يستحق !!
كانت مدهوشة !! لم تعتقد أن جيرمي الذي يظهر بمظهر حديدي لا يُخترق بإمكانه التحدث والتصرف بهذه الطريقة الطفولية .. لسبب ما كان وكأنما هو يتحدث عن نفسه وكأنه يلقي بتعليقاته إثر تحديقه مطولاً في المرآة .. هذا الموقف الطريف جعلها تضحك .. وبدى جيرمي متعجباً مما يحصل .. هي لم تبادر مطلقاً بالابتسام نحوه ولكنها الآن تضحك !!
- لم أعلم أن جيرمي العظيم يكن كراهية شديدة إلى هذه الدرجة !! لسبب ما أعتقد أنكما ستكونان صديقان جيدان ..
- هل تتحدثين أثناء نومك ؟ أعتقد أنه يجدر بك الرجوع إلى غرفتك وأخذ قسط وافٍ من الراحة إذ أنك تتحدثين بالهراء !!
ابتسمت لكلماته المنزعجة و همت بالرحيل .. لقد كان الحديث مع جيرمي وعلى خلاف المرات الماضية ممتعاً لها مما جعلها تنسى جميع مشاكلها والثقل الذي كان يحوم على صدرها قبلاً .. لقد كانت محقة .. دخول نورا لعالمها كان كالمعجزة لم يجلب السلام لنومها فحسب بل حتى أنه أعطاها أملاً صغيراً بأن بإمكانها تحسين علاقتها مع جيرمي ولو للحظات ..! التفتت لجيرمي تحدثه قبل أن تغادر :
- أنا آسفة إذا قمت بإزعاجك ولكن أشكرك لإعطائي القليل من وقتك .. أرجو أن تأخذ قسطاً من الراحة ولا تجهد نفسك كثيراً أنت تبلي أفضل مما تعتقد .. ليلة سعيدة..
ابتسمت للحظة قبل أن تغادر وتركت جيرمي في سكون غريب .. لقد كانت تبدو الآن مخالفة لما قد اعتقده تجاهها .. على الرغم من أنه يعلم أنها لم تكن سيئة إطلاقاً ويعلم أنها مخلصة تماماً لعائلته ولمسؤولياتها كرئيسة مؤقتة للعائلة .. إلا أنه لم يعتقد أن بإمكانه التحدث معها بكل أريحية هكذا .. لقد أعاد لنفسه كل اللحظات التي حصلت بينهما .. متوترة ومشحونة وكأنها تنتظر إشارة واحدة لتنفجر .. ربما كان يجدر به أن يخفف من حنقه تجاهها .. لم يكره ما آل به الأمر بينهما في هذه الليلة بل بشكل غريب استساغه كثيراً.. هو يعلم كم أنها تهتم به وبإخوته ويعلم بذلها أقصى جهدها حين يتعلق الأمر بهم .. يعلم ذلك ويتذكر بوضوح العهد الذي قطعه لأخته بأن يحمي شولي من كل من يتآمر عليها .. إلا أن هناك كبرياء لعين يمنعه من خفض حصونه وإظهار اللطف لها .. سكب لنفسه فنجان آخر من الشاي وارتشفه بهدوء بينما عقله يحدثه كثيراً عما حصل وعما يمكن أن يحصل مستقبلاً ..


أهلاً يا أصدقاء 🫶
أعتذر بشدة عن التأخير اللي حصل .. لكن كنت جداً مشغولة وجدولي مزدحم .. كنت ناوية أعوضكم بدفعة فصول لكن بسبب إنشغالي هذا اللي قدرت أكتبه حالياً وقررت نشره بأسرع وقت تفادياً للتأخير أكثر .. أتمنى تستمتعون فيه ويعجبكم شكراً لانتظاركم ودعمكم🥲🫶🫶🫶

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Apr 14 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

A stepmother marchén - fan madeحيث تعيش القصص. اكتشف الآن