ألفين و ستة،الشهر الثاني عشر بالضبط على الساعة الحادية عشرة و خمس و ثلاثين دقيقة وُلدت و كنت الطفلة الأولى لأمي بعد ان أُجهض ثلاتة اطفال قبلي ،لم اكن فتاة ذا مناعة قوية فمنذ ان حملت بي امي و هي ثمكت بالشهور في المشفى لقد كنت معرضة للخطر على الدوام لاكن شائت الأقدار وولدت . كنت محبوبة عند والدتي نوعا ما لاسيما بعد معاناتها في ولادتي لاكن المعضلة ان أبي كان فقيرا فقد عاش مع أمي في بيت للكراء في أحياء شعبية جدا و إضرت أمي للخروج للعمل، حتى حفل العقيقة تكفل به جدي اب أمي و هو من إشترى الأضحية أيضا ، امي كانت تعمل كمنضفة لعيادة أسنان ليست جدا معروفة لاسيما انها في زقاق شبه متوارى على الأنضار و كان مالك العيادة رجلا كبير في سن يدعى"العم إدريس" ، كانت امي تعمل و أنا لا ألوم فقر أبي بل ألوم أبي بحذ ذاته فلم يكن يكلف نفسه عناء البحت عن العمل و أغلب أوقاته يقضيها نوما و خمولا و كان كذالك كثير الجدال و يمد يده لضرب والدتي ، عائلة أبي كانت منحذرة من أصول فاسية و كذالك أنا لاكنهم يقطنون بالدار البيضاء إلا جدي أبا والدي فقد كان في {بافتوح} مع زوجته و طفلته الأكبر مني بشهر تقريبا ، فإضر أبي للذهاب إلى الدار البيضاء و اخد امي معه و انا كذالك بغاية البحت عن عمل و الإستقرار في تلك المدينة الصناعية ،لا أتذكر كثيرا كيف عشت هناك سوى بعض اللحضات الراسخة في ذاكرتي الضعيفة، ك ذاك المنزل المتهالك الذى إستأجرناه ،او ك منبع المياة الصالح للشرب الذي كنت انا و امي نقطع المسافات يوميا لجلب الماء و أذكر انني سقطت من على دراجة ابن الجيران احد الأيام ، و اتذكر رضيع كان يحبو في منزلنا لاكن ذكرياتي مشوشة... ، في أحد الأيام زارتنا جدتي والدة أمي ف مكثت معنا ولم يعجبها الوضع ، و في آخر أيامها في بيتنا انا مرضت أصابتني حمى شديدة و امي فعلت ما بوسعها لاكن لا جدوى ف حملتني جدتي و قد كانت غاضبة و أقسمت انني
سأذهب معها ولن تعيدني حتى أشفى كليا وافقت امي و تكفلت جدتي عناء حملي ،كانت رحلة شاقة حتى وصلت و دخلت مسرعة لمنزلها في البادية تنادى على خالتي كي يسرعن بحملي و قد أمرتهن ب تحميمي ..، جدتي لديها خمس بنات و خمس أولاد لاكن ذالك الحين كن خالتى لسن بمتزوجات فكن مازلن يقطنن في منزل أمهن ،حملنني و قد نضفنني كليا و وضعوني لأنام.. لا اتذكر جيدا تلك الفترة لاكن حسب ماقالته جدتي و امي و كذالك خالتي نمت ل ثلات ايام بلياليها بدون اكل و قد كان الجميع يتوقع وفاتي لاكنني نهضت اليوم الرابع وانا بخير ,مكتث في منزل جدتي وقتا طويلا حتى اتت امي لأخدي معها فتاة صغيرة عرفت فيما بعد انها اختى التي كنت قد نسيتها .
YOU ARE READING
رسائل إلى صلاح
Romanceعن فتاة تركها من أحبت بعد ان آثرته و عائلته عن نفسها و فضلته عن أهلها ، قصة تروى و تعاش حيث لا يستطيع اللسان ان يقول لاكن القلم يخط و الورق يحمل ماقد خُط ...