1

14 4 10
                                    

عقل الإنسان غريب للغاية كمشاعره يبكي عندما يكون سعيدًا ويضحك عندما يكون حزينًا وعند الغضب يبتسم

تلك المشاعر المُعقدة كانت بسيطة الفهم أما الآن وقد اختلط كل شئ لم أعُد أستطيع التمييز بينها

لكن ما أستطيع تمييزه بكل وضوح هو ذاك الظلام الذي استوطن صدري…






...

رائحة القهوة طغت الغُرفة ذات الجُدران الرمادية المُظلمة إلى أن سُحبت الستائر بعُنف لتتسلل الأشعة الحارة لشمس أُغُسطس اللاذعة


" أعلي أن أُعطيك قُبلة صباحية حتي تُحرك جسدك الكسول عن الفراش؟ " قال مُستهزئًا ليُزيل الغطاء عن وجه الأمير النائم


فتح عيناه ببُطئ لتظهر عيناه الأسرة ذات ألوان مختلفة فاحداها كانت بنُية داكنة كالقهوة والأخري عسلية، حدق بالقابع أمامه للحظات ثم نهض ليلتقط كوب القهوة ويرتشف منه قليلًا إلى أن داهمه الأخر علي غفلة وألقي الوسادة في وجهه


" رأسك الحجري عليه أن يستمع للقواعد قبل أن أُحطمه لأشلاء " تحدث ببرود مع مُتابعة ارتشاف القهوة

" قواعد! قواعدك تلك ضعها في .... لن تجعلني أفعل ما تُريد عزيزي تشان " اقترب منه باستفزاز واضعًا سُبابته أسفل ذقنه بتحدي ليدفعه الأخر باشمئزاز

" لا فائدة " هكذا تمتم تشانيول قبل أن يُغادر الغُرفة ويذهب إلي المرحاض


في منزل مُكون من خمسة غُرف لم أستطع ولو لمرة أن أنعم ببعض الخصوصية، كالأطفال يقتحم غُرفتي وقتما يشاء ينام بجواري يعبث بأشيائي يُيقظني رُغمًا عن أنفي كما لو كُنت زوجته
في الحقيقة في أغلب الأحيان بدأت أشُك أنه يُعاملني كذلك

هو لديه منزله الخاص أكبر من خاصتي حتي فلما لا يزال يعيش معي؟! جيمين وبرغم أنه سيُكمل السادسة والعشرين لايزال الفتى ذو الست سنوات يركض ويلهو في الأرجاء أو هكذا تمنيت أن يفعل حينها…




افعلها…!




هيا افعلها…!!




بسرعة فتح الخزانة ليلتقط الشريط ليبتلع منه ثلاث حبات كانت كفيلة بتهدأت صدره الهائج وأنفاسه الهاربة، وما هي إلا بضع دقائق حتى استعاد رُشده ليأخذ حمام مُنعش


' لا بأس كل شئ علي ما يُرام '  تلك الجُملة كجدار حامي مصنوع من زُجاج رقيق قد يُكسر في أي لحظة لكنها كانت كالتهويدة لطفل باكي جعلت النوم يغلبه .



ملئ حوض الإستحمام بالماء ليجلس به حتي غطت المياه رأسه بالكامل ثم أغلق عيناه مُستمتعًا بالسكينة حتي لو لبضع لحظات…


لا تستمع تجاهل كل ما يحدث من حولك وكل شئ سيكون علي ما يُرام لا تستمع للصُراخ لا تقترب من ذاك الباب أرجوك لا تُلاحقه


استيقظ فزعًا أثر طرقات الباب الهمجية ليُحاول إلتقاط أنفاسه ويُنظم ضربات قلبه الهائجة، بعد مرور عشرة دقائق خرج من المرحاض ليدفعه جيمين ويدخل مع إغلاق قُفل الباب


" أحمق " تمتم تشانيول مُبتسمًا قبل أن يدخل غُرفته ليُزيل تلك الابتسامة المُصطنعة ويُكمل ارتداء ملابسه



هو يجب ألا يعلم أبدًا

ألف عُذر وواحدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن