افعل مَا تشَاء وبالطَرِيقة التِي تُرِيد لَكِنَكَ لن تستَطِيعَ حبْس أنفَاسي طويلًا فلَا الدوَاء يُخفِينِي ولا الوَاقِعُ يشفِينِي
...
دق جرس الباب مصحوبًا بطرقات رقيقة لكن لم تكُن هُناك استجابة لتقوم السيدة بارك بفتح الباب بمُفتاحها الخاص الذي كانت قد حصلت عليه من جيمين في الخفاء دون أن يعلم تشانيول
بعدما أنهي وضع عطره نزل درجات السُلم حتي يستعد للرحيل ليجد والدته تُحضر طاولة الطعام ليُصدم من وجودها بينما تجاوزه جيمين وجلس علي المقعد كي يتناول فطوره المُكون من الكعك المُحلي والبيض المقلي مع شرائح اللحم المُقدد
" تناولها ببطئ كي لا تحرق فمك " قالت السيدة بارك مع وضع قطعة أخري في طبق جيمين الذي أومأ بسعادة لتُمسد شعره الناعم
" تعلمين لا يُهم لن نُناقش الأمر " باستسلام رفع كلا كفيه ثم جلس بجوار شقيقه ليتناول طعامه دون النبث بأي كلمة فلا فائدة من مُناقشة السيدة بارك فهي ان عزمت علي فعل شئ لن يقف حتي ولديها في طريقها
مُنذ سنة تقريبًا قد انتقلت أنا وجيمين إلى هذه الشقة كي نعتاد السكن بمفردنا كما أنها بجوار الجامعة ومنزل والدتنا لكنها لم تقطنع بفكرة تركي للمنزل والمكوث بمفردي بالرغم من وجود جيمين معي لذا كانت تأتي كل يوم تطمأن علينا كما أنها مؤخرًا حصلت على نسخة من مفتاح الشقة وبالتأكيد جيمين الأحمق مَن لبي رغبتها ليكون المُدلل خاصتها لكنني في الواقع لم أعُد أهتم فلتفعل ما تشاء لن أُضيع طاقتي في نقاش ستخرج منه المُنتصره ولأتناول فطوري بهدوء
أنهي جيمين فطوره ليتوجه نحو المطبخ ويغسل الأطباق لتنتهز السيدة بارك الفُرصة وتقترب من تشانيول هامسة " ألن تعود إلى المنزل؟، تشانيول والدك يشتاق إليك لقد مضي علي رحيلك عام كامل المنزل كئيب بدونك، تعلم أن والدك لن يُمانع مكوث جيمين معنا فهو يُحب كلاكُما أرجوك فكر بالعودة " أنهت حديثها فورما سمعت خطوات جيمين تقترب لتُخبره أن يترك الصحون لها ويُغادر إلى جامعته
بعدها خرج كلاهما من المنزل رمي تشانيول مفاتيح السيارة نحو جيمين ليلتقطها كي يقود بينما هو قد جلس في المقعد المُجاور يتأمل الطريق في صمت وجده الأخر مُريبًا
ترجل تشانيول من السيارة ليتبعه جيمين بعدما قام بركن السيارة في موقف السيارات ثم دخلا بوابة جامعة الفنون
" كم من الوقت علينا انتظر كلاكما كل يوم؟ " صدح صُراخ بيكهيون الذي اتجه نحو تشانيول ليضربه علي رأسه لكنه تفاداها بسهولة بسبب قصر قامة صديقه
" هل علي كل صباح باكر أن أُيقظ علي صخبه المُزعج " تمتم يونغي الذي قرر الابتعاد عنهم مسافة أربعة أمتار كي لا يستمع للضوضاء اليومية المُعتادة بينما جيمين وكاي تبادلا الضحكات علي بيكيون الذي يقفز كالكنغر لضرب طويل القامة
" تبقت عشر دقائق وتبدأ المحاضرة " أوقفهم كاي راكضًا نحو القاعة ليتبعه البقية بسرعة كي لا يتم طردهم من قِبل الأستاذ ديكورا رئيس قسم التشريح الذي لا يرحم طُلابه البته
بدأت المُحاضرة بإغلاق الأُستاذ لباب القاعة ليحل صمت قاتم قاطعه صوت خطوات حذاءه العالي فلا يجب اغضاب الأُستاذ ديكورا إن كنت تود الحصول علي تقدير جيد في اختباراته غريبة الأطوار كذلك الذي يعرضه الآن، أخرج الأستاذ من حقيبته قطعة كبيرة من الصلصال ثم وضعها علي مكتبه قائلًا :
" في مشروع اليوم أُريد منكم أن تحولوا ذاك الصلصال بعد نحته علي شكل تفاحة إلي خشب " أنهي حديثه بإخراج نموذج التفاحة الخشبي ليتبادل الطُلاب نظرات عدم الفهم فما يطلبه ديكورا ضرب من الجنون فليس هناك إمكانية من تحويل الصلصال لخشب طبيعي!" أيضًا سأعلم مَن استخدم الخشب بدلًا من الصلصال فلا يُمكن للصلصال من الأساس أن يتحول لخشب، هذا المشروع سأعتمده كنتيجة نهائية لهذا العام فتوخوا الحذر أمام الآن سأترككم مع أستاذكم الجديد بـ..." وقبل أن يُنهي حديثه فُتح باب القاعة لتنتقل نظرات الجميع نحو القادم
" في موعدك تمامًا أستاذ بارون " قال ديكورا مُبتسمًا لينحني له بارون ثم تقدم في مُنتصف القاعة ليُعرف عن نفسه للطلاب
بارون شييانغ!!!