《البداية》

9 3 12
                                    


عام 425م

( لقد تعلمت الكثير من الدروس في هذه الحياة، وأهم هذه الدروس.. هو أننا نحن البشر نحب الحروب أكثر من أي شيء آخر... )

عام 412م

في مدينة [كتيبيا] الموجودة في قارة [آرموت]

(إيفان برينن) البالغ من العمر 12 سنة ومعه صديقيه المقربين ( إيرا لانس وسارة كلاوزر ) يعيشون في قرية صغيرة في مدينة كتيبيا.

توجد في هذه المدينة تسعة قبائل، وكل قبيلة تطمح للوصول إلى السلطة وحكم هذه المدينة.
تتكون عائلة برينن الموجودة في القرية من ثمانية أفراد: الأب ( ويليام برينن ) والأم ( ميلينا سيفندر ) وأربع إخوة ( لوين، جوليان، إيفان، كيفن ) وأخت واحدة ( أليسون ) وأخت ويليام ( ريما برينن ).
أما عائلة كلاوزر فتتكون من أربعة أفراد: الأب ( مويسز كلاوزر ) والأم ( ريندا كورمان ) والأخ ( ريزمون ) والأخت ( سارة ).
وأما عائلة لانس فلا تتكون سوى من ثلاثة أفراد فقط: الأب ( كاجيما لانس) والأم ( ريما برينن ) وابنهما ( إيرا ).

وكان في هذه القرية رجل مسن ينادونه بالجد الأكبر، وهو رجل حكيم ويلجأ إليه الناس في أي مشكلة تحصل، وكان أطفال القرية يذهبون إليه كل يوم قبيل غروب الشمس بقليل ليتعلموا منه دروسا وحكما كثيرة.
هذا المسن يدعى (هيروشي)، ولا أحد يعلم من أي قبيلة ينتمي.
بينما كان (إيفان) وصديقيه متجهين إلى الجد (هيروشي) حدثت مناقشة فيما بينهم:

(إيرا): "هل تعلمون لماذا يعيش الجد (هيروشي) بمفرده؟"
(إيفان): "لماذا؟"
(إيرا): "أنا بنفسي لا أعلم."
(إيفان): "هاهاها... كانت نكتة جيدة، لكن لا تعدها مرة أخرى.
(إيرا): "بصراحة، بعيدا عن المزاح، لقد قال لي أبي إنه لا يريد أن يكون عبئا على أحد، فيقوم باستئجار خادمة تنظف له البيت كل صباح؛ لذلك نجد المكان نظيفا كأن لديه زوجة أو أحدا يسكن معه."

وبينما هم في طريقهم إليه رأت (سارة) شيئا مريبا في أحد المنازل.

(سارة): "انظروا! أرأيتم مارأيت؟"
(إيرا): "ماذا هنالك؟"
(إيفان): "نعم رأيت، هناك بعض الدماء على باب المنزل."
(إيرا): " أوه صحيح، إنه منزل العم(ساكي)، مارأيكم أن نتفقده؟"
(سارة): "لا أعتقد أن هذا الخيار الصائب."
(إيرا): "لم لا؟ هيا بنا!"
(إيفان): "من يذهب إلى هناك أولا لن يحصد القمح غدا!"

ومباشرة اتجه (إيفان) نحو ذلك المكان مسرعا.

(إيرا): "لحظة! لقد غششت!"

ولحقه (إيرا) أيضا.

(سارة): "انتظروا ياجماعة! لا يستحسن بنا الذهاب إلى هناك!"

ورغم تحذيرها لهم... اضطرت اللحاق بهم أيضا.
وعند وصولهم هناك فتحوا الباب الملطخ بالدماء ورأوا مالم يروه من قبل! لقد وجدوا جثثا ممزقة ومقطعة! كل عضو في جهة.

(إيرا): " لا أصدق هذا! "
(سارة) " لقد قلت لكم لا تذهبوا."
(إيفان): " هيا لنعد بسرعة! "
(إيرا): " لنذهب للجد (هيروشي) ونخبره بذلك."
(سارة): " ولكن لا تخبروه أمام باقي الطلاب، ربما يسمع رامون(ابن ساكي) ذلك، اتفقنا؟"
(إيفان):" ربما يكون من أحد الجثث الموجودة في المنزل."
(إيرا): " لا تقل هذا الكلام! أتمنى ألا يكون كذلك."

وأكملوا مسيرتهم مسرعين إلى منزل الجد (هيروشي)، وعندما وصلوا رحب بهم:

(هيروشي): " مرحبا بكم، لقد تأخرتم، أرى أنكم منصدمين من شيء ما، ماالخطب؟ "
كل واحد منهم تكلم بصوت عال وبنفس الجملة " لقد وجدنا شيئا فظيعا ياجدي!"
(هيروشي):" أمعقول هذا الشيء فظيع لهذا الحد؟!"
(إيرا):" نعم ياجدي، لقد وجدنا جثثا مقطعة وممزقة إربا إربا! وجثة لشخص معلق في سقف المنزل وواحد معلق على الحائط و......
(إيفان): " هوي، لا تبالغ! لقد وجدنا فقط جثثا مقطعة على الأرض."
(هيروشي): " هذا فظيع!
(إيرا): " كما قلنا لك بالضبط ياجدي."

ثم تكلم أحد الطلبة المتواجدين عند الجد (هيروشي) يدعى (يوهان):
(يوهان): " أتريدونا منا تصديق هذا الشيء؟ أين دليلكم على ذلك؟
(إيفان): " اذهب إلى منزل العم (ساكي) وسترى بنفسك."
(سارة): " إيفان! اصمت! ألم نتفق على ألا نقول اسم صاحب المنزل؟
(إيفان): "لم نتفق على شيء!"
(سارة): " بلى، اتفقنا!"
(إيفان):" لا، لم نتفق!"
(هيروشي):"هذا يكفي!"

ثم نهض (رامون) وبدا مصدوما: " ماالذي تقولونه؟! أحدث شيء لأبي؟!
(إيفان): " على قول (يوهان) فإنه لم يحدث أي شيء، فكل مافي مخيلته عالم من الزهور والسلام الدائم."
(يوهان):" اصمت ياهذا! لقد تجاوزت حدودك! أم تريد أن يحصل معك كما حصل مع صديقتك (إيرا)؟"
(إيرا): " ماالذي تقوله؟! "
(هيروشي): "لقد قلت يكفي!... فليرجع كل واحد منكم إلى بيته، ونحن سنتكفل بهذا الأمر."
(رامون):" كيف سأرجع إذا كان ما قاله (إيفان) و(إيرا) صحيح؟! هل حقا أبي قد مات؟! هذا مستحيل!!

نزل (رامون) على ركبتيه وهو يبكي بكاء شديدا، وبدأ كل شخص يخبره أنه ربما بخير أو ربما هرب قبل أن يحدث الذي تكلم عنه (إيفان) و(إيرا).
بقي (رامون) عند الجد (هيروشي) حتى التأكد من صحة ماقالاه، والتأكد ماإذا كان (ساكي) قد هرب أو لا.

وعندما أخبر (هيروشي) شرطة القرية واتجهوا نحو المنزل المقصود وجدوا جثثا لأفراد لم يروهم من قبل، والخبر المفرح والمبهم في نفس الوقت أن (ساكي) لم يكن من ضمن هذه الجثث.

وفي نفس الليلة، ذهب (إيفان) إلى صديقه (إيرا) ليعطيه صندوقا أعطته له والدته (ميلينا) وأمرته بإرجاعه لأم إيرا (ريما)، ولكن عندما اقترب من منزل (إيرا) وجده ملطخا بالدماء كما كان مع منزل(ساكي) بالضبط!
بدا على (إيفان) الخوف والتوتر: " أتمنى ألا يحصل الذي في بالي!"
ولكن للأسف... لقد حصل!
فتح الباب ببطئ وهو متوتر ورأى مالم يرد رؤيته! لقد رأى صديقه (إيرا) ولكن.... ممزقا جسده إلى أشلاء! ومعه أمه (ريما) التي كانت معلقة على الحائط وكل عضو في جسدها مفصول عن الآخر!
بدأت دقات قلب (إيفان) بالتسارع، وازداد خوفه شيئا فشيئا، وأصبحت تنزل دمعاته ببطئ الواحدة تلو الأخرى، ثم سمع صوتا يخرج من غرفة (إيرا)، لقد خرج من الغرفة والده (كاجيما) وفي يده سلاح لم يرى (إيفان) في حياته مثله قط! و خرج معه مخلوق متوحش بأنياب حادة وأظافر طويلة!

(كاجيما): "إيفان؟ ماالذي تفعله هنا؟"
(إيفان):" أأنت من فعلت كل هذا؟!" (بكل حسرة)
(كاجيما):" لا، لقد فعله هذا(وأشار بإصبعه إلى الوحش) أستحاسبه على ذلك؟"
(إيفان):" ماالذي تقوله؟ أفقدت عقلك؟ لماذا فعلت كل ذلك؟! إنهما عائلتك! إنه صديقي! (وهو يبكي)
(كاجيما):" آه، نعم... إنهما عائلتي.... المزيفة!
(إيفان):" ماذا؟! ماالذي تقصده؟"
(كاجيما):" لن تفهم الآن ماأقوله ياإيفان.

ووجه (كاجيما) سلاحه نحو (إيفان) وأطلق على رأسه.....


يتبع.....

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 20, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

The Dark Warحيث تعيش القصص. اكتشف الآن