فصل الاول

207 12 3
                                    

الفصل الأول

وقفت زينة تتطلع من النافذة الى قائد الحرس هارون.. الذى يلقى تعليماته بسرعة على رجاله..كان قد زاد من أعدادهم فى المنزل اليوم..حتى أنها شعرت ان هذا المنزل يتحول الى ثكنة عسكرية .. لتسخر من نفسها وهى تدرك انها كانت تعد هذا المنزل دائما كسجن لها مشدد الحراسة..فماذا يكون الآن؟

انتفضت على تلك الأوامر الحادة و التى ألقاها هارون على مسامع حراسه فى عصبية..لتدرك أن هناك أمر ما سيحدث اليوم..عقدت حاجبيها فى حيرة تتساءل عن كنه هذا الأمر؟؟

دلفت فى نفس الوقت إلى المطبخ دادة نجاة فالتفتت إليها زينة على الفور واقتربت منها قائلة فى فضول:
هو فيه ايه يادادة ؟..البيت ماله قلب كدة وبقى عامل زى ما يكون فيه حرب هتقوم فيه النهاردة ..وماله هارون قاعد كدة زى المجنون يزعق فى الحراس؟؟..أنا مشفتوش بالشكل ده قبل كدة.

تلفتت دادة نجاة حولها قبل ان تقول لزينة بهمس:
شكل الموضوع كبير يازينة..كل اللى أعرفه ان فيه ضيف مهم جدا جاي النهاردة للباشا الكبير..والدنيا والعة برة..شكلهم خايفين منه..والله يابنتى انا مش مصدقة ان الباشا ورجالته ممكن يخافوا من حد بالشكل ده..بس كل اللى بيحصل برة بيقول كدة..تعرفى..أنا نفسى اشوف مين اللى قدر يعمل فيهم كدة ؟دول مش بس خايفين منه.. دول مرعوبين كمان.

هزت زينة كتفيها فى حيرة ثم استغرقت فى التفكير..تتساءل بدورها عن ذلك الضيف الذى أرسل الرعب فى أوصال ذلك القذر هارون ورجاله..لتتساءل ايضا.. مما يخشى عدنان؟ذلك الرجل الذى تدرك أنه بلا قلب من الأساس ليخشى شيئا؟..هزت كتفيها فى حيرة تبعد عن عقلها تلك الأفكار التى حيرتها ..لتلتمع فجأة عينيها وقد خطرت لها فكرة ..اذا كانوا يخشون ذلك الضيف بتلك الطريقة..اذا فلن يجرءوا على تفتيش سيارته عند ذهابه من هنا..نعم ..لن يجرءوا ،وبالتالى ان نجحت فكرتها المجنونة فربما وربما فقط تكون تلك هى فرصتها الوحيدة للهروب من ذلك المكان..لتعقد حاجبيها وهى تخشى تلك الفكرة ..فان كان ضيف عدنان بمثل قذارته فسيكون لديها ما تخشاه ..هي لا تخشى على نفسها قط بل تخشى على ابنها الذى لم يكمل الخمس سنوات بعد..لتعود وتطمأن قلبها أنها ستخرج من سيارته قبل أن يشعر بها وبإبنها الحبيب..هى مخاطرة كبيرة ولكن من اجل طفلها لابد وأن تقوم بها ..ربما وقتها استطاعت التحرر من ذلك السجن الذى أجبرت على العيش فيه.

أفاقت من افكارها على صوت دادة نجاة وهى تقول لها:
روحتى فين يابنتى..أنا قاعدة انادى عليكى ومبترديش.

ابتسمت زينة براحة قائلة:
انا هنا أهو يادادة..كنت بفكر بس فى الضيف اللى جاى النهاردة.

قالت الدادة نجاة بخوف:
ملكيش دعوة بيه يازينة يابنتى ومتخرجيش من أوضتك انتى وفارس خالص..خلينا فى حالنا وماشيين جنب الحيط..احنا مش أد الباشا ورجالته وانتى عارفة..أنا خايفة عليكى ياضنايا وعلى حبة عينى.. ابنك فارس ربنا يحميه.

جحر الشيطان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن