الأمنية الثانية ... أنت حر

183 10 20
                                    

بينما هما كذلك جالسان بهدوء يتناولان البرتقال بصمت قال : قد يكون سؤالا وقحا و جارحا و لكنه اشغل بالي .... كيف مات أخوك ؟

توقفت عن الأكل و قالت بابتسامة مزيفة : بخصوص ذلك... هو كان بحارا يعمل في أحد قوارب هذا الميناء مع القبطان العجوز الذي لديه وشم سكين في ذراعه

عندما لاحظ أن السؤال قد جعلها تكتم البكاء و تحاول التحدث بابتسامة قال : غيرت رأيي لا أريد أن أعرف

سوكاني فجأة : ماذا ؟؟ لا عليك أن تسمع

ثم نهضت من مكانها و بدأت تتكلم بحماس : كان قويا جدا و لديه عضلات ضخمة و وسيم ،كان يدعى ميدوري كان قدوتي و كان يعمل طوال اليوم في القارب ويعود في المساء

كان ينظر إليها و هي تتحدث بيديها بحماس و تتحرك في كل مكان و يمرر لها قطعة برتقال فتأكلها ثم تعود للحديث

قائلة : لقد كنا يتيمين أنا في الخامسة و هو فسي ال11 عندما انتقلنا لهذه البلدة و بدأ يعمل مع الصيادين و بعد سنوات صار موثوقا و معروفا بخبرته في الملاحة و الصيد و لأنه كان يغيب لأوقات طويلة فقد كان يلبسني ملابس الصبية و لا يدعني أخرج كثيرا

كلودو : هكذا بدأ الأمر إذا

هي بحماس : أصمت و لا تقاطعني

هو ببرود : حاضر

أكملت : و لكن ذات يوم كان الجو مخادعا و السماء صافية و عندما أبحر الطاقم للصيد كعادتهم هبت عاصفة مميتة و لم يعد ذاك القارب أبدا

كلودو : ربما يكون مفقودا فحسب و فقد الذاكرة في مكان ما

سوكاني بابتسامة : لا ، لقد وجدو جثته على الشاطئ ذات يوم و هي مقسومة نصفين و الأسماك تأكل منه

كلودو بصدمة : أوه .. آسف

هي بابتسامة : لا عليك ، مر على الحادث12 سنة

كلودو يحاول تغيير الموضوع : لقد امتلأت السماء بالغيوم ربما ستمطر قريبا ما رأيك أن نعود للمنزل الآن ؟

سوكاني : حسنا

عندما وصلا للبيت كانا مبللين قليلا من قطرات المطر ثم نزعت حذاءها و قبعتها و فرشت له غطائها على الأرض و قالت : اجلس

كلودو : لا أريد ، أنا سأعود لابريقي إن احتجتي شيئا نادني آنستي

سوكاني بحزن و سرعة : مهلا !! هل ستعود ؟؟ اليس المكان بارد و مظلم في الداخل ؟ لا مانع إن .. بقيت معي .. صحيح أن المكان ليس ممتازا لكن ...

الأمنية الأخيرة the last wish Where stories live. Discover now