-مدخل-

48 9 78
                                    

"أنا آسف..أيها القمر..إن حدث و وُلِد كلانا مجددا في نفس العالم..رجاءا كن أخي..سأعتز بك و أحبك كما يجب"

..
.
.
..

هبت رياح جافة على وجهه فجأة..بينما كان يشق طريقه عبر فروع خشبية قوية زرقاء و متداخلة انتشرت بها مظلمة يألفها مؤخرا..حواسه التي تأهبت جعلته يتوقف لوهلة..كانت هنالك رائحة بغيضة في الهواء.

"هذه الرائحة مألوفة للغاية..رائحة النار و الرماد و الموت"

تفقد عدته مستعدا للدفاع عن نفسه في أي لحظة..نظر حوله و شجع نفسه على السير مرة أخرى..مثل الوتر المشدود قبل انفلاته..عبثت الأفكار العشوائية بعقله مرارا خلال مسيرته للدقائق القليلة القادمة.

كان عقله مشوشا كما لم يكن من قبل..و حتى قلبه لم يخالجه شعور جيد لتخفيف ذلك عنه.

"ليرشا!هذا غير ممكن"

تذكر أخيرا ما كان يقبض على صدره منذ مدة حينما طالته ظلال الأدخنة المتصاعدة من المكان الذي كان يقصده..هو..بجسده الذي يتجاوز الثلاثة أمتار طولا و بقرونه القوية النامية على رأسه كأول شيء مميز يلاحظه الناظر به..كبت أنفاسه حينما استوعب ما كان ينتظره.

عدة ألسنة نارية اعترضت طريقه بينما كان جليا أنها بقايا للحادثة الشنيعة التي مرت بالمكان و قد أبقى السخام المنتشر بالهواء فكرة عن قوة الحريق الذي كان هناك كذلك.

لم يستغرق الأمر وقتا طويلا ليواجه الغريبُ يقينا أن أكثر ما كان يخافه قد حدث بالفعل.

"ليرشا!!"

..

الصرخة الأخيرة كانت فاصلا بين ماهو حقيقي و ما هو خيالي..ففي الواقع كان ذلك حلما رغم غرابته إلا أن الفتاة التي رأته كانت معتادة عليه..لم يسفر ذلك عن نهاية سارة بشكل أو بآخر في الماضي.

هاته المرة كان عليها قضاء بعض الوقت في محاولة التخلص من آثار نومها و تبين المكان الذي كانت به فور استعادتها وعيها.

بغض النظر عن كون بقية حواسها متأهبة بشدة لم تستطع الفتاة رؤية أي شيء حولها و تسبب ذلك في تسرب الهلع عبر أطرافها المرتعشة.

"لا..لا!"

تلمست جفنيها المنتفخين بغير تصديق و قد فاجأها السائل الثخين الذي تسرب من عينيها و لم تشعر به رغم دفئه..رائحة الدماء المعدنية أوضحت لها ماهيته كما أدركتها الذكرايات بسرعة..هذا المكان لم يكن مظلما في الأساس.

لاغوريشي:أبناء الأيّل الأبيضحيث تعيش القصص. اكتشف الآن