تعريف القلب
القلب هو لطيفة ربانية غيبية، مثلها مثل الروح.. لها تعلق بقلب الإنسان المعروف في الصدر وكذلك فهو متعلق بدماغه على نحو لا يعلمه إلا خالقه سبحانه وتعالى ولا نعلم عنها شيء إلا بما أخبرنا به الله تعالى ونبيه صلى الله عليه وسلم.
وإنما سمي القلب بهذا الأسم:
* لأن خالص كل شيءٍ وأشرفه هو قلبه ، وقلب الشئ وسطه ولبه ومحضه ، فقلب الإنسان أشرف ما فيه إذ هو محل الإيمان والنيات والقصد والإرادات ، وعليه مدار قبول الأعمال ، لذلك فهو محل التكليف ومحل نظر الرب سبحانه وتعالى.
قال تعالى: ( وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ * يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) الشعراء (87-89)
وقال: ( وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ ) الحجرات الآية 7
وقال : (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قريبا ) الفتح 18
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ : (( إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى أَجْسَامِكُم، وَلا إِلى صُوَرِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ )) رواه مسلم.
عن النعمان بن بشير قال سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى الله عليه وسلَّمَ يقول:
"ألا وإنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةً إِذا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وإذا فَسَدَتْ، فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، ألا وهي القَلْبُ" متفق عليه.
* والمعنى الثاني: القلب هو تحويل الشيء عن وجهه ، يدل على رد الشيء من جهة إلى الجهة المقابلة وقلب الإنسان أيضاً يتقلب بالخواطر والعزم والاعتقادات والإرادات ، وكثير التقلب على صاحبه من حال إلى حال.
قال النبي ﷺ (( إنما سُمّي القلب من تَقَلبِه ، إنما مثل القلب مثل ريشة بالفلاة تعلقت في أصل شجرة يُقلبها الريح ظهرا لبطن ))
وإن القلب شديد التقلب سريع التحول ، ويضرب النبي ﷺ لذلك مثلا فيقول : " لقلب ابن آدم أسرع انقلابا من القدر إذا استجمعت غليانًا "
قال تعالى: ( وَنُقَلِبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرْهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ) الأنعام 110
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم » : إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث يشاء «
