الفصل 9

402 33 3
                                    

"أبـــي!"

بعد ظهر ذلك اليوم، أتت آثاناسيا لزيارة كلود.

"أبي! أردت أن أراك!"

وعلى الرغم من أنها التقت به بالأمس، إلا أن الطفلة ابتسمت له بإشراق وكأنها لم تره منذ فترة. على الرغم من مرور عامين، الطفلة لا تزال صغيرة. شعر كلود أنها كبرت قليلاً منذ المرة الأولى التي رآها فيها أمام تمثال الملاك قبل عامين. ولكن ربما بما أنه يراها كل يوم بعد ذلك، لم يتمكن كلود من معرفة مدى نموها.

الآن، الطفلة تزوره أحياناً دون أن يناديها كلود. كلما تأتي، يتصرف وكأنه منزعج، لكنه يستقبلها بالوجبات الخفيفة.

وبينما يجلس كلود على أريكته، تشبثت آثاناسيا بساقيه ونظرت إليه بعينيها المتلألئتين.

بعد مشاهدتها بصمت، فتح كلود فمه أخيراً للتحدث.

"آثاناسيا. من اليوم فصاعداً، لا مزيد من الوجبات الخفيفة لكِ."

تغير تعبير وجه الطفلة على الفور. بدت وكأنها ضربها البرق.

ربما كان ذلك مجرد خياله، لكن كلود ظن أنه سمع صوت الرعد فوقها.

بدت آثاناسيا مصدومة للغاية. ابتسامتها المشرقة في وقت سابق قد تلاشت بالفعل.

"تـ-تسوس أسنان آثي على وشك الشفاء..."

لم تستطع الطفلة إخفاء صوتها وعينيها المهتزين. أخبرته عيناها بمدى تمنيها الشديد في أنه يمزح.

"أتت ليليان يورك اليوم في وقت مبكر من هذا الصباح."

فكر كلود فيما حدث في وقت سابق وعبس. عندما فكر في الأمر مرة أخرى، استنتج كلود إلى أنها بالفعل خادمة متعجرفة.

"طلبت مني التوقف عن إعطائكِ الوجبات الخفيفة من الآن فصاعداً."

من تعبير وجه آثاناسيا، لا بد أنها فهمت الوضع.

ولكن وكأنها خططت للتظاهر بعدم معرفة أي شيء، تشبثت الطفلة بساقيه بقوة ونظرت إليه.

"أبي~ آثي تريد أن تأكل كعكة شوكولاتة."

اهتزت عينا كلود وهو يحدق في تلك العينان الكبيرتان اللامعتان وسمع صوتها المثير للشفقة.

"قضمة واحدة فقط!"

"..."

"حقاً، حقاً قضمة واحدة فقط! ألا أستطيع ذلك؟"

بدت حزينة للغاية لدرجة أن كلود كاد يستسلم ويعطيها ما تريده.

"لن يعرف أحد إذا أبي وآثي احتفظا بهذا سراً."

محاولة تجاهل تلك العينان أصعب مما كان يعتقد، لذلك بدأ كلود يشعر بعدم الإرتياح. لسبب ما، شعر وكأنه يفعل شيئاً فظيعاً بمجرد عدم إعطاء وجبات خفيفة للطفلة.

كيف أصبحت أميرة في هذه الحياة || القصص الجانبية {مكتملة}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن