القصة السادسة : الهالوين الدموي.

99 13 32
                                    

الواحد والثلاثون من أكتوبر، عشية عيد الهالوين، إن كلمة هالوين" Halloween" مشتقة من " عشية القديسين Hallows' Evening" التي تفتح به الايام الثلاثة للسنة الطقسية للمسيحية الغربية المكرسة لاستذكار الموتى بما فيهم القديسون والشهداء وكل المرحومين المؤمنين وهذا فعلاً أصل الاحتفال، إلا أن الهالوين كما يحتفل به الآن في دول كثيرة حول العالم بإسلوب متأثر بالنسخة الأمريكية، وذلك بفضل هيمنة الثقافة الأمريكية على الإعلام في عصر العولمة، وهي نسخة بعيدة كل البعد عن الجذور الدينية.

اعتدنا الاحتفال بعيد الهالوين كما العادة، التنكر في زي الهالوين، التزيين ونحت القرع ووضع الفوانيس وفي بعض الأحيان قراءة القصص المخيفة ومشاهدة أفلام الرعب، كما أننا اعتدنا المرور بالعم روبرت والجد ويلسون لملء الاكياس حوزتنا بالحلوى والشكولاتات، ولكن ليس هذه المرة، فقد اتفقت واصدقائي على الذهاب إلى إحدى الأماكن المهجورة، كان اقرب إلى كونه تحدياً أكثر من كونه اتفاقاً بيننا.

نسيت أن اعرفكم بنفسي، ادعى جوناثان، انا في المرحلة الأخيرة من المدرسة الثانوية، انحدر من أسرة مسيحية متدينة، في الواقع انا لست شديد التدين كما عائلتي ولكن هذا لا يعني أنني لا أفقه شيئاً بالأمور الدينية، لطالما كان أصدقائي ينعتوني بـ قديم الطراز، لا أعلم ما السبب ربما لأنني انحدر من عائلة متدينة، فهذا ما يظنه بشأننا العديد من الناس، ولكنني لا أكترث لترهاتهم.

دقت الساعة الثانية عشر منتصف الليل، وصلت حيث المكان المتفق عليه، ولكنني لم أجد أي أحدٍ من اصدقائي، لم انتظر كثيراً فقد رأيتُ ويليام يهرول تجاهي.

تحدث ويليام بينما كان يحاول التقاط انفاسه المتقطعة إثر ركضه "هيا لنذهب".
قطبتُ جبيني قائِلاً "ماذا عن توماس وجايكوب؟".
اجابني ويليام "إنهما في انتظارنا هناك أمام القصر المهجور".
همهمت له قائِلاً "حسناً، لنذهب".

إن ويليام وتوماس وجايكوب أصدقائي منذ الطفولة، فقد ترعرعنا معاً في نفس الحي الذي نسكن فيه، كما أنهم يشاركوني ذات المدرسة الثانوية، ولكن كان لي بيئة منزلية تختلف عنهم تماماً فقد ترعرتُ وسط عائلة متدينة بينما هم لا، أعتقد أن هذا الأمر هو ما خلق بيننا بعضاً من الفجوات إلا أننا ما زلنا نتشارك العديد من الأشياء.

وصلتُ وويليام إلى القصر المهجور وقد كانا توماس وجايكوب بإنتظارنا بالفعل، تبادلنا التحية جميعاً كما لو أننا لم نلتقِ ببعضنا البعض منذ ساعات قليلة، كان الحماس يملؤنا جميعاً، ولكننا لم نكن على دراية بما سوف يحدث لنا في الداخل.

كان القصر شاهقاً مظلماً، يملك من الهيبة ما يكفي لإرهابك، بدى القصر عتيق الطراز كما لو أنه قد شُيّد منذ قرون عديدة.

إنها مرتي الأولى التي أذهب فيها إلى إحدى الأماكن المهجورة لطالما منعني والديّ من الاقتراب منها، وبالطبع لا أحد منهما يعلم بأنني اكسر تلك القاعدة الآن.

الهالوين الدموي - Bloody Halloween حيث تعيش القصص. اكتشف الآن