الفصل الثالث...
#سند_الكبير
#الفراشة_شيماء_سعيدتعلقت بعنق هذا الغريب كطوق النجاة لها من تلك الكلاب المفترسة، طال الصمت و اختفى صوت الكلاب رويدا رويدا... بدأت تأخذ أنفاسها المسلوبة و عم على قلبها الاطمئنان، حلت ذراعيها بعيدا عن عنقه لتجده يقف جامدا و الكلاب خلفه على بعد مسافة بسيطة..
ابتلعت لعابها بعدما علمت أن سرها انكشف من قبل أن تبدأ بالعمل، معالم وجهها غير ظاهرة إلا أن من يراها عن قرب يعلم كم هي بريئة، طفلة صغيرة ضائعة...
ابتعدت ليحاول هو إخراج صوته من هذا العناق الطري الذي لا يدل على رجولة من كان بين ذراعيه، أشار الي أحد رجاله بأخذ الكلاب قبل أن يتحدث بوقاره :
_ مين أنت و دخلت البيت الكبير إزاي؟!..
اهدئي يا وعد أنتِ الآن بداخل براثن الصقر، حمحمت قبل أن تخرج صوتها بنبرة خشنة :
_ أنا الدكتور وحيد، الدكتور الجديد للبيت الكبير و عايز أقابل السيد سند...
ضرب بعصاه الأرض متجها إلى القاعة الكبيرة جالسا على مقعده، صارت خلفه و مع دخولها علمت أنها أمام سند الكبير، أردفت برأسها بحسرة :
_ معقول هموت من أول دقيقة ليا في المكان ، روحتي في داهية يا وعد...
وضع هو ساقا على الآخر هاتفا :
_ اه أنت الحكيم، شغلك هيبدأ من بكرة هتروح مع الغفير شقتك، إياك تخرج منها إلا بطلب مني أو تفتح ليها شباك سامع...
أومأت برأسها عدة مرات كل ما ترسم إليه الآن هو الفرار من هذا الرجل، ذهبت إلى الشقة خلف الحارس و أغلقت الباب خلفها سريعا قبل أن تزيل تلك الأشياء التي تأكل بوجهها قائلة :
_ أنا رميت نفسي وسط النار و كان عندي فرصة إختيار، يا رب أنت عالم بحالي عدي الأيام المرعبة دي على خير...
رفعت هاتفها بعد سماعها إلى الرنين الخاص بصديقتها لتجيب عليها بغل:
_ الله يخربيتك يا صافية الكلب، أنا تعملي فيا كدة، ده فيلم رعب مش كفر، الراجل لوحده شكله قتال قتلة.. أنا تقريبا عملتها على نفسي و رايحة استحمى، يلا غوري في داهية...
على الجانب الآخر قهقهت صافية بمرح قائلة :
_ متخافيش دة راجل عادل خليكي بس في شغلك و نفذي الأوامر و كله هيعدي بسرعة...
أغلقت الهاتف بوجهها دون أن ترد عليها، حالها ينطبق عليه المثل الشهير " اللي ايده في المياة مش زي اللي ايده في النار"، أزالت كل ما عليها ثم ركضت إلى المرحاض تحتمي به...
شهر كامل مر عليها بداخل تلك الشقة لا تفعل شي فقط تنتظر أمر منه بالخروج، ملت من هذه الحالة، تأخذ مرتب أكثر من أحلامها و لكن بلا عمل، انتهت من ارتداء ملابسها الرجالية و وضعت الأشياء على وجهها ثم قررت الخروج من هذا السجن...
أنت تقرأ
سند الكبير
Romanceارتجفت شفتيها ليغمز إليها قبل أن يضع أصابعه على شفتيها يمنعها من الحركة هامسا بفحيح : _ كنتي فاكرة إنك ممكن تهربي العمر كله عن سند الكبير يا وعد... لطالما عشقت إسمها من بين شفتيه و لكن الآن يطوف بداخلها نفور كبير منه، حركت وجهها ليبعد كفه عنها قائلة...