جزء 31

1.8K 114 3
                                    

    
  الرفيق في الطريق… ..

دعاني الحاج سعيد النداف لحضور جلسة  الليلة ، وطلب مني ان اخبر صديقي عمار للحضور ايضا ، وقد كنت مشتاقا جدا لحضور تلك الجلسات الملكوتية ، التي تفوح بين جنباتها عبائر المعارف والاخلاق والآداب …

فقصدنا بيت الحاج النداف ، وكان عمار متلهفا جدا لذلك وما ان وصلنا لباب داره حتى استقبلنا بحفاوته البالغة ، وابتسامته الايمانية وقد وجدنا عددا من الشباب وهم يتناقشون بمسألة فقهية ، ويستعرضون أراء الفقهاء ( حفظ الله الباقين ورحم الماضين ) وبدأت الضيوف تأتي حتى صار عددنا قرابة العشرين شخصا ، بين شاب ، وكهل ، وشيخ على مختلف الاختصاصات ففينا رجل دين ، والطبيب ، والمهندس ، والمعلم ، والكاسب ، والبقال ، ورجل الاعمال ، وطالب الجامعة…

فقال الحاج سعيد النداف : ( اود ان يكون نقاشنا هذه الليلة حول ركن ركين وعنصر اساسي في الطريق الى الله تعالى وهو الرفيق او الصاحب او الاخوان في الله… .

- فما هي أهمية ذلك في الطريق ..؟؟!!
- وماهي اثار الرفيق على صاحبه في مسيرة تزكية النفس والسلوك ؟!… .

- تفضلوا ادلوا  بدلائلكم ان سمحتم… .. { كل واحد يتحدث بما يعرف ولنبدي من جهة اليمين }… .

- هناك ترغيب شديد ، وثواب عظيم على المؤاخات بالله تعالى ،
- خلي نستعرض بالبداية الروايات اللي تتحدث عن فائدة الصاحب المؤمن
- مثلا قال الرسول العظيم عليه وعلى اله افضل الصلاة والسلام : ( ما استفاد امرؤ مسلم فائدة بعد فائدة الاسلام مثل اخ يستفيده في الله )
اذا واحد من الاخوة يتذكر حديث يتفضل ...

- قال النبي الكريم  عليه الصلاة والسلام : [ ان المؤمن ليسكن الى المؤمن ، كما يسكن الضمآن الى الماء البارد ] .
حلو هذا المعنى يعني من يعطش المؤمن وتجف روحه لسبب وآخر يروح لصاحبه يكله تعال سولفلي على الله وألطافه ، على أهل البيت وكمالاتهم…

- قال الامام جعفر الصادق عليه السلام : ( لكل شيء يستريح اليه ، وان المؤمن يستريح الى اخيه المؤمن ، كما يستريح الطير الى شكله ، أو ما رأيت ذلك )… .

تداخل الحاج النداف : احسنت شيخ لطيف ، شوف مولاي الربط وجماله مره يربط الصاحب بالعطش فيروح الصديق لصديقه ، عطشان ارويني ، سولفلي ، حدثني ، اقرالي آية او رواية ، ومره يوصفه بالطير اللي يحلق بأعالي الجو والفضاء فيحتاج له طير يشبهه يساعده على معرفة الطريق ويستريح معه عند التعب فيهبطون بالوديان سوه ويشربون من ماي واحد… ..

- تداخل احد كبار السن فقال : المؤمن يشفع لأخيه المؤمن اللي كان يحبه بالدنيا ، قال الامام محمد الباقر عليه السلام : ( ان المؤمنين المتواخين في الله ليكون احدهما في الجنه فوق الآخر بدرجة ، فيقول : يارب ان صاحبي قد كان يأمرني بطاعتك ، ويثبطني عن معصيتك ، ويرغبني فيما عندك ، فاجمع بيني وبينه في هذه الدرجة ، فيجمع الله بينهما )…

- ثم أردف  هذا الحاج  بضحكة جميلة : خوش  حجي اني اككلهم حجي سعيد وشيخ يقظان ربيعتي چا اطيتهم فوق وانه جوه ، شنو يالملائكة اني ما اكدر اظل وحدي كللولهم ياخذوني وياهم لا ازعل …
- وضحك الجميع ، وقال الحاج سعيد النداف : عمي انت وياي بس خاف يودوني للنار…
صاح الحجي : عمي احنه ملتمين على حب الله،  يسترنه  الله من النار… ..
- تداخل احد الشباب  وقال : حاج اذا تسمح استخرجت هذه الروايه من كتاب في نقالي .!!
تفضل حبيبي…

رحلة عشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن