جزء 40

1.6K 84 8
                                    

حب الله تعالى… .

ثانيا- الشيخ جواد الأنصاري  ( قدس سره )… .

واما الروح الثانية فهو العاشق الحقيقي  للحق تعالى ، والذي صرف وجوده المبارك في خدمة حبيبه ومريديه فهو الشيخ جواد  الأنصاري ( رحمه الله تعالى )… ..
فلقد كان متصلا بالله تعالى بطريقة عجيبة !
- ( ان روح المؤمن لأشد اتصالا بروح الله من اتصال شعاع الشمس بالشمس ) ..

ولذا كان مصداقا للقول ( العارف لو سهى قلبه عن الله طرفة عين لمات شوقا اليه ) ..

لقد ولد ( رضوان الله عليه ) سنة 1320 هج ،
في همدان وتلقى تعليمه للعلوم الدينية فيها حتى نال مرتبة الإجتهاد ، ثم شد الرحال الى قم المقدسة حيث قبر السيدة المعصومة علبها السلام  والحوزة العلمية المباركة ، فحضر درس آية الله العظمى السيد عبدالكريم الحائري ( قدس سره الشريف ) وكانت له علاقات وطيدة بمراجع الدين العظام… ..

لقد حصلت مع الشيخ الأنصاري حادثة عجيبة جعلته يتحول كليا الى عاشق العلم الإلهي والسير والسلوك والعرفان … .
نحن نار العشق اذا وصلنا الى الشمع… ..
     مثل الشمع وصلنا الى الفراش المظلوم… .
قم بنا بهجوم رجولي مجنون… .
  كي نعطي العلم ونصل الى المعلوم……

بآية الكرسي نحو العرش قفزنا
  ركضنا حتى وصلنا الى الحي القيوم……

ملخص هذه الحادثه……
- ياحسن - ان بعض طلبة الشيخ قد أخبره بوجود عارف عاشق يأتي هذه  الأيام الى همدان ويلتقي بالشباب وطلبة العلوم الدينية  والكسبة ، فيستمع الناس اليه ،

ويجلسون بين يديه ليستمعون الى كلماته. الأخلاقيه والعرفانية … ..

وكان الشيخ في وقتها لم يقتنع بمنهج العرفان ، بل كان يراه طريقا منحرفا وغير مستقيم ، فقرر الشيخ الأنصاري ان يذهب الى ذلك العجوز المسكين ويدحض كل كلامه امام الناس ، ويبطل دعواه ، فقصده بهمة عالية واصرار ليرد عليه ، فلما دخل الشيخ الانصاري ابتدأ بالكلام ضد العرفان والسير والسلوك ، وقدم أدلة كثيرة على نقض المنهج ، والعارف ساكت لم ينطق حرفا واحدا  ..!!

واستمر المجلس لساعتين والشيخ منهمك في البيان والرفض والذم والقدح  وووو…….

كل هذا والعارف المسكين مطرق برأسه ولم يتكلم حتى اذا فرغ شيخنا الأنصاري من بيانه رفع العارف رأسه ونظر بعين ربانية بعين الشيخ  وقال كلمة واحدة فقط : ( عن قريب ستشتعل نارا بمحترقي العالم ) ( يوما ما ستشرق الشمس على قلوب الوالهين ) .

يقول الشيخ الأنصاري : شعرت ان هذه الكلمة كانت كالسهم الشديد الذي ضرب صدري فشعرت بحرارة غريبة قد اخترقت صدري ، واستقرت بقلبي فأصابني ذهول وانكسار شديد ، ولا ادري مالذي حصل لي على أثر تلك الكلمة فطأطأت راسي  وقمت  من المجلس وانا أشعر ان حرارة  بدأت تدب في جسدي وصرت لا أشعر بجوع أو عطش، او اي شيء… ..

رحلة عشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن