الأخوان الدمويان

الفصل6:الكابوس

بطلنا يستيقظ ببطء ويجد نفسه في غرفة منزل مصنوع من الخشب. يقوم بالنهوض ببطء من السرير، وفجأة يدخل مخلوق غريب طويل القامة، له بشرة سمراء، وذيل أفعى حمراء. تلاحظ المخلوقة استيقاظ بطلنا وتهرب سريعًا من الباب.

يشعر بطلنا بالتعجب ويبدأ في الوقوف، ولكنه لا يستطيع ذلك، فرجليه تخونه ويشعر بالقلق بسبب ذلك. يدخل مخلوقة عجوزة قصيرة تشبه المخلوقة السابقة وتحمل عصاً كبيرة.

تتحدث العجوزة لبطلنا قائلة: "لا تتسرع أيها الأوني، فأنت لم تشفى بعد. هيا، عد إلى السرير". يسأل بطلنا عن رفقائه ويطلب إجابات سريعة.

تجيب العجوزة قائلة: "لا داعي للقلق، مصاصة الدماء ما زالت نائمة، وذاك الشيطان ما زال يتعافى من الحروق الخطيرة. اطمئن". يعبر بطلنا عن شكره للعجوزة.

تجلس العجوزة بجواره وتدق عصاها على الأرض، فيظهر جذع شجرة من الأرض يشكل كرسيًا. يبدأ بطلنا في طرح أسئلته، ولكن العجوزة تغلق فمه بعصاها وتقول: "سأجيب فقط على ثلاثة أسئلة، وبقية الأسئلة يجب أن تتركها حتى تشفى".

يقول بطلنا بغضب: "يا لكي من بخيلة أيتها العجوزة". تضرب العجوزة رأسه بعصاها وتقول: "كيف تجرؤ على اتهامي بالبخل، ألم تتعلم كيف تحترم من هم أكبر منك أيها الجاحد!" وهي تصرخ في وجهه.

يجادل بطلنا مع العجوزة قائلاً: "آه، لقد ألمتني أيتها العجوزة الشمطاء". تتجادل العجوزة معه قائلةً: "أيها الجاحد الأرعن، أهكذا تشكر منقذتك؟" ينتهي الشجار بانتصار العجوزة.

بطلنا يعتذر قائلاً: "حسنًا، حسنًا أيتها العجوزة، أنا آسف. هيا، أخبريني أين أنا ومن أي جنس أنتم بالضبط". تضحك العجوزة عليه وتقول: "يبدو أنك لست جاحدًا بشكل كلي". ثم تصبح جادة وتقول: "أنت الآن في قريتنا وسط غابة مير، أما عن جنسنا فنحن ليس لدينا اسم محدد، لكن البشر ينادوننا بـ 'الأنغويس'". يقاطع ساكي كلامها قائلاً: "لكنني لست بشريًا". تضرب العجوزة رأسه بالعصا مرة أخرى وتقول: "لا تقاطع كلامي أيها الجاحد".

يعود بطلنا للكلام قائلاً: "سحقًا لكي أيتها العجوزة الشمطاء". تكمل العجوزة حديثها قائلةً: "ينادوننا بـ 'الأنغويس'، وهكذا أجبت على سؤالك، والآن هيا اسأل سؤالك الأخير". يسأل بطلنا: "هل سمعتي عن مواجهة البشر لغزاة من العالم الآخر؟". تجيب العجوزة قائلةً: "للأسف، لا. فجنسنا معزول عن العالم الخارجي، لذا لا يمكنني الإجابة عن سؤالك".

يتنهد بطلنا قائلاً: "حسنًا، شكرًا على إجابتك، وبالمناسبة يمكنك أن تناديني بـ 'ساكي'". تجيب العجوزة: "وأنا الحكيمة 'ناراجا'. والآن هيا، عد للنوم، فأنت ما زلت مصابًا".
تخرج الحكيمة و تترك بطلنا يرتاح
ينتقل المشهد حيث يجد ساكي نفسه في حلم غريب، حيث يشعر وكأنه يغرق داخل مادة لزجة ولا يشعر بأي شيء. يشعر بالألفة في هذا المكان على الرغم من غرابته.
"ما هذا الحلم الغريب؟و لماذا أشعر بالألفة و الرهاب؟"
بعد فترة طويلة من الغرق، ينتقل فجأة إلى الهواء ويرتطم في مكان ناعم.

عندما يفتح عينيه، يجد نفسه بجسد طفل صغير يطفو على بحر أخضر، والسماء سوداء. بطلنا يحاول التحرك ولكن بالكاد يستطيع ذلك بسبب ضعف جسده الصغير. ثم تخرج المادة السوداء من عينيه وفمه وأنفه، ويتشكل جسد من تلك المادة تدريجيًا إلى جسد ذو ثلاثة قرون وبدون وجه.

بطلنا يشعر بالخوف والرهاب الشديدين من هذا التحول الغريب ويحاول الهرب بشكل غير إرادي. وفي كل خطوة يخطوها الجسد المجهول، تزداد حالة بطلنا حتى يصل إلى درجة الصراخ. ينتهي الحلم عندما يمسكه الجسد المجهول ويقول له: "على التجربة أن تكتمل".
 ليستيقظ بعد تلك الرؤية الغريبة ويجد نفسه مبللًا بالعرق ومشوش الذهن. يتأمل في تلك الرؤية ويتساءل: "ما هذا الحلم الغريب وما ذلك الكائن المجهول؟ لماذا شعرت بالرهاب والخوف؟"

يدرك بطلنا أن هذا الحلم ربما يكون جزءًا من اللاوعي الخاص به، وأن المشهد الذي رآه يحمل رمزًا أو رسالة ما. قد يكون ذلك الكائن المجهول يمثل جزءًا منه غير معروف بنفسه، أو قد يكون تعبيرًا عن مخاوفه وهواجسه الداخلية.

بطلنا يحاول تفسير الرؤية ويتسائل إن كان لها علاقة بالأحداث التي حدثت في العالم الحقيقي. قد يكون الحلم مجرد تعبير عن مشاعره وتوتره الناجم عن المعركة والمواجهة مع الذئب والتنينة.

قد يكون من المفيد لبطلنا التحدث مع الحكيمة ناراجا حول هذا الحلم ومحاولة فهم ما يمثله. فهي ربما تكون قادرة على توجيهه وتقديم بعض النصائح لمساعدته في فهم أفكاره ومشاعره الغير معروفة لديه. من خلال هذه المحادثة، ربما يتمكن بطلنا من تجاوز الرهاب والقلق الذي شعر به في الحلم.