طغيان

2 . متمردة

✦-✦-✦

الحياة ..
والتي حيرت البشرية حول كينونتها وسببها وكيفية بدايتها أو نهايتها ..

معنى الحياة الحقيقي وجوهره .. وجوهر الموت وأسبابه

لكن .. دون أن يجد أي شخص إجابة شافية
حتى لي ..

اليوم كان الأحد .. يوم شديد التميز لنا
ومنذ عودتي واصل أبي تلقيني جميع تعاليم ديانتنا ما بين الأفعال التي تجوز أو لا تجوز

ما يجب وما لا يجب فعله
وأننا سنذهب للصلاة جميعاً معه كل يوم أحد .. بما أنه أصبح أحد أكثر القسيسين الموثوقين في الكنيسة الوحيدة الموجودة في قريتنا ..

والتي تمتلئ كل يوم أحد ..

لم أكن الفتاة التي تسأل أو تناقِش أبداً
كُل ما كُنت أفعله هو تنفيذ ما يُملى عليّ دون أي سؤال أو إستفسار ..

حتى أتخلص من أحاديثهم وطلباتهم
ولكي أستطيع تخطي أي نقاش محتمل ..

وهذا ما جعل والدي يعجب بطبعي هذا تدريجياً
ويجعله مرتاح البال والفكر هو ووالدتي من ناحيتي

بعد مرور الأشهر والأيام أصبحت الفتاة المثالية في عينيهما .. حتى أنهما قد فكرا في أن أصبح إحدى الراهبات وتناقشا في كم أن هذا الأمر سيرفع من صورة وشأن عائلتنا أمام أهل القرية

مما جعلني أضحك بسخرية داخلياً
هما يقرران عني ولم يفكرا بسؤالي حتى وكأنني غير موجودة

بعد الصلاة دنوت من والدي وطلبت منه أن أذهب لمحادثة بعض الراهبات من صديقاتي ليوافق بكل سرور

إبتسمت ثم خرجت من الكنيسة تماماً دون أن ينتبه أي شخص لي ..
كان هنالك حقل قريب كنت أختلي بنفسي فيه كل يوم أحد

أجلس لساعات طويلة هناك .. أرسم .. أكتب
وحتى أغني .. تلك الأغاني التي لطالما كُنت أمقتها ..

تلك الأغاني الحديثة التي يرفض والدي سماعها في منزلنا .. ويقول بأنها وكلماتها مُخِلّة بالحياء ..
بينما يسمعها أخوتي بالسرقة في غرفهم مساءاً

خلعت ثوبي الفضفاض الذي يغطي بنطالي البني الداكن .. وكنزتي السُكرية ذات الأكمام الطويلة والياقة الواسعة التي تتشابك بها خيوط بذات اللون

تمددت على الأرضية مابين سنابل القمح حتى إختفيت تماماً عن نطاق النظر

رغم أن هذا الحقل متطرف أساساً ولا يدخله أي شخص في يوم الأحد لإنشغالهم بعطلتهم المحببة
وبالصلاة والدعاء والتواصل مع الأصدقاء والمعارف