طغيان

37 . ذكريات ..

✦-✦-✦

” أليكساندر “

يكرر الزمن نفسه أحياناً كثيرة ..
ليذكرك بأنك مهما ظننت أن ذلك الأمر غير مهم
ستتأكد بأن بعض الظن إثم ..

بينما كُنت أتسامر مع هذا الرجُل في نيّةٍ مني لجره إلى حب الحياة .. فقد رأيت بريق عينيه منطفئاً

لربما هذا الأمر لا يخصني .. ولربما لا أعرفه شخصياً
لكنني أحب أن أزرع أملاً في قلوب الناس ..

أحب أن أعيد بريق عيونهم الذي خلق معها
لا يجب أن يسلب الشك والحزن هذا البريق من عيني أي بشري ..

لكن الحديث مع هذا الرجل .. والموقف الذي عشته معه .. أعادني لخمس سنوات قد إنقضت ..

حينما أنقذت تلك الفتاة من الغرق المحتم .. بعد أن فقدت وعيها من أعلى الجسر

نوسين .. أو إيڤ
لا أعلم بأي اسم أناديها .. فقد كان كلاهما مناسباً

لطالما وصَفتني بأني الملاك الذي أنقذها ..
وأني برغم صغر سني إنسان يمتلك ذكاءً ووعياً لم تمتلكه هي حسب قولها ..

فأنا أصغرها بعامين .. كانت الفترة التي عرفتها بها
هي الفترة التي قررت فيها أن أكرس حياتي لمساعدة البشر والتعبد لا غير ..

وهذا ما فعلته .. إلا أنني ورغم محاولاتي الكثيرة في الإبتعاد عنها وتجاهل رؤيتها .. لم أستطع

كانت تمتلك تلك الروح التي تجذب الجميع نحوها

لطالما كانت محبوبة من الجميع .. وليس البشر فقط فحتى النباتات والحيوانات تستكين لقربها ..
تلقبني بالملاك بينما أرى بأنها الأقرب لهذا الوصف ..

حينما كنت أجبر نفسي على عدم المرور لرؤيتها وتجاهلها .. لا أرغب بأن يخفق قلبي لأي بشر
لكنها كانت أقوى مما يحتمله قلبي الهش ..

فقد وقفت طويلاً أنظر أليها بينما تجلس مع الأطفال الصغار تقرأ كتاباً ما لهم في الحديقة ..

أو حينما تحتضن إمرأة عجوزاً وتهتم بها وتعينها ..
أو حينما تساعد أي مريض أو جريح ..

أو حينما تهتم بالحيونات الضعيفة تطعمها وتسقيها حتى إن لم يكن ذلك عملها ..

وحتى حينما كانت تبكي طويلاً بينما تطيل الدعاء لشخص ما .. تطلب الغفران لها و له أيضاً
تدعو له أكثر مما تدعو لنفسها ..

لأشعر بالغيرة للمرة الأولى في حياتي ..

من ذلك الشخص الذي تحبه لهذا الحد .. إستمرت في البكاء لأجله طوال سنوات وسنوات
ولم تغفل يوماً عن الدعاء لها وله بالغفران ..